سيسيليا شعرت بنبضات قلبها تتسارع، لم تكن متأكدة مما إذا كان ما قاله أليخاندرو قد مس شيئًا في داخلها أو أنها كانت تخشى الوقوع في فخ آخر من فخاخه. نظرتها لم تفارقه، كانت عيناها تحدقان فيه، محاولة أن تقرأ ما وراء تلك الكلمات الغامضة.
تقدمت خطوة أقرب منه، التحدي يشع في عينيها، وقالت بصوت منخفض لكنه مشحون بالحدة: "حريتك؟ ألا ترى أنني قد أكون سجينة مثلك، أليخاندرو؟ نحن نُقيّد بعضنا البعض. أنت بسلاسل قوتك وسيطرتك، وأنا بذكريات مؤلمة وأحلام غير محققة."
لم يتحرك أليخاندرو، لكن شيئًا ما تغير في تعابير وجهه. ظلام الغرفة بدا وكأنه يزداد عمقًا حولهما، مضيفًا لمسة من الغموض المشؤوم. عيناه التقتا بعينيها بنظرة مليئة بالعاطفة المكبوتة، وأجاب بصوت خافت: "قد أكون سجانكِ، سيسيليا، لكنكِ أسرتِني من اللحظة التي دخلتِ حياتي. كل هذه القوة التي أملكها، بلا معنى من دونك."
لم تستطع سيسيليا أن تمنع نفسها من الابتسام، ولكنها كانت ابتسامة مختلطة بالمرارة. "قوة بلا معنى؟ ألا ترى أنني هنا فقط لأنك اخترتَ ذلك؟ أجبرتني على الدخول في عالمك، والآن تتحدث عن الحريّة؟"
تقدمت بخطوة أخرى، حتى أصبحت قريبة جدًا منه، تشعر بدفء جسده وقوة حضوره الطاغي. رفعت يدها ولمست وجهه برفق، وأردفت بصوت لا يخلو من السخرية: "أليخاندرو، الحب الحقيقي لا يُزرع بالخوف. إذا كنت تريدني بجانبك، ستحتاج إلى أكثر من مجرد كلمات مغرية."
لكن قبل أن تبتعد، أمسك أليخاندرو بيدها وأعادها إلى وجهه، عينيه مشتعلة بشيء لم تراه من قبل. "سيسيليا، أنتِ لست مجرد امرأة في حياتي. أنتِ لعنتي، وأيضًا خلاصي الوحيد. إذا كان هناك شيء أستطيع أن أفعله ليجعلني مستحقًا لكِ، فسأفعله مهما كان الثمن."
كانت كلماته تشبه السمّ والعسل في آن واحد. سيسيليا شعرت بأن دفاعاتها تضعف، لكنها رفضت الاستسلام بسهولة. تراجعت ببطء، ابتسامتها تختفي تدريجيًا، وتركت يده تسقط برفق.
"إذا كنت حقًا تريد أن تكون خلاصي، أليخاندرو، عليك أن تُظهر لي أنك مستعد لتحطيم كل القيود. فقط عندها سأفكر في ما تعنيه لي حقًا."
استدارت وغادرت الغرفة، تاركةً وراءها اليخاندرو بمشاعر مبعثرة .
سيسيليا شعرت بتوتر متصاعد بعد مغادرتها مكتب أليخاندرو. قلبها كان يخفق بقوة، مختلطًا بين الخوف والارتباك، وبين شعور آخر لم تكن تريد الاعتراف به. ارتجاف خفيف بدأ يسري في جسدها وهي تسير في الممرات الطويلة نحو غرفة نومهم. كانت تعلم أن أليخاندرو ليس رجلاً عاديًا، بل كان كل ما فعله حتى الآن يحمل في طياته مزيجًا من القسوة والرغبة بالسيطرة، ومع ذلك، كلماته الأخيرة تركت أثرًا عميقًا في نفسها.
وصلت إلى باب الغرفة ودفعته برفق. ما أن دخلت حتى تجمدت في مكانها. على السرير الملكي، كانت تنتظرها مجموعة من الملابس الفاخرة بعناية، وعلى رأسها فستان أحمر قاتم مصنوع من الحرير، بلمعة خافتة تعكس الضوء بشكل آسر. كان الفستان يعكس الكثير؛ الجمال، القوة، وربما القليل من الخطر.
أنت تقرأ
between blood and love | بين الحب و الدماء
Romance--- هربت "سيسيليا" من قسوة خطيبها المزعوم، "أليخاندرو سالفتور"، الرجل الذي أُجبرت على الارتباط به كجزء من تحالف عائلي يتجاوز حدود الإرادة الحرة. لكن ما لم تكن تعرفه هو أن الهروب من قدرها لن يكون بهذه السهولة. بعد سنوات من الهروب والاختباء، تجد نفسها...