رُوَيحَتي ∆ KOOMI

الفَصل الثاني | مَرارةُ الإشتياق.

-

صَباحٌ عَسير هو ما لاقاهُ الأُستاذ فَور وُصولهِ إلى المَدرسة مُتأخرًا عَن دَوامه بِسبب إطالته في تأمل الحَياة في الحَديقة.

أخذتهُ حَواسة بِتِلكَ الحَياة الزاهية وَسط أحضان الحَديقة لِدَرجة أنهُ نَسي إحساسهُ بِالوَقت وَ فَقد رَزانتهُ العالية في حُضوره.

بَدا أن العالم داخِل عيونه كُلهُ يَعيشُ في الخَريف، حَتى يُزهِر الرَبيع في حُضوره.

جونغكوك؟ لقد كان الحَياة بِأسرِها في عُيونه، حَياةٌ لَم يَمتلكها.

جونغكوك كان مُجَرد رُوَيحة، رُوحٌ عَطوفة يَغمُرها السَلام، بَدا أن كُل شيء يَحتاجه مُتواجِدٌ في مُتناوَل يَديه.

" ماهو إسمه؟ هَل أمتَلِك الحَق في مَعرفته حتى؟ أمثالي لا يَستحقون شَيئًا "

مُجددًا، أخذهُ التَفكير في تِلكَ الرُوَيحة المُزهرة وَسط الحَديقة.

" أتمنى لو كُنتُ شَخصًا آخر، لَو لَم أكُن هَذهِ النُسخة المَيتة مِن نَفسي، كُنتُ سَمحتُ لِنَفسي بِأن أُحِب، وَ أعيش الحُب بِكامِل أحاسيسي المُتعَبة "

نَغزهُ قَلبه الوَحيد لِيَكُف عَن تَحميل نَفسه فَوق طاقته فَأقفل أهدابه مُستنشِقًا الهَواء الدافِئ حَوله، تَراءت لَهُ تِلكَ الضِحكة المُتشبعة بِالحَياة داخِل الحَديقة لِيَهدأ قَلبهُ مَعها وَ يَفتح عُيونه الذابِلة.

" رؤيتهُ تُفرِغُ مِن قَلبي الهُموم، كَالوَدق يَسري بي تَحت الغُيوم، هَل أنا أعيشُ في وَهمٍ، أم أن مَرآهُ يُرسِلُني إلى النُجوم؟ "

كَتب في كُتيّبهِ الصَغير و العَشوائي جِدًا لِيُقفله وَ يُدخله في جيبه قبل فتح باب الصف لِتَخفت كُل الأصوات في حُضورهِ الوَقور.

-

مُنذُ الصَباح الباكِر ها هو يرن الجرس ثلاثة مرات مُتتالية قبل التوقف و الإنتظار بِهدوء و الأدب يَطغى عَليه.

تَبسّم مَلمحهُ الحَيوي فَور فتح الباب ليضحك بِإحراج قبل الدُخول مُهرولًا.

" صَباحُ الخَير جونغكوك، هل قررت البَقاء عِندي أخيرًا؟ "

" صباحُ النور هيونغ و كلا، أُريدُ الإستحمام فَقط لَو سمحت لي بِالطبع "

حرّك شفاهه يتوجه نحو غُرفة الضيوف في بيت أخيه الأكبر الغَير شَقيق لِيَحصُل على حقيبته الكبيرة وَ يرفعها فَوق السَرير.