الفصل الخامس

58 14 19
                                    

الحياة هي كل ما يحدث لنا.  عندما ننوي التخطيط لأيامنا. 

مواقف مفاجئة تغير كل شيء.  و سلك منعطف بسيط.  يقودك الى وجهة اخرى تماما.....

في لحضات الغروب...  و استقبال ظلام المساء.

وقف جاك مقابل للغابة الغامضة
التي يحيطها الديجور من كل مكان.. و اكتسحتها لجة من زرقة ساخنة امزجت بالضباب .
فكانت كشيء غامض و فاتن....

مثل المسحور. شعر جاك و كأنها المرة الاولى التي يرى فيها الغابة... 

مع انه مر من جانبها مرات كثيرة
لكن هذه المرة كانت مختلفة و غريبة.  ربما لأن الأرض المتجمدة دائما ما تتغير في هذا الوقت من السنة. 
فيهدأ الطقس و تتناقص الوحوش بشكل مريب و لم يعرف أحد سبب ذلك .

شعر جاك برياح ساخنة غريبة و غير معتادة تنبعث من الغابة .  تصحبها طاقة لطيفة  تشده للاقتراب.

و كأن العديد من الايادي الناعمة تسحبه للتقدم نحوها.

و دون ان يدرك كانت ساقاه تتحركان تلقائيا على الثلج البارد تزامنا مع تسارع انفاسه  الهادئة.

شيء يحسه و لا يراه كان يدفعه للتقدم. 

و عندما انعدمت المسافة بينه و بين حدود الغابة و  اوشك الدخول.

شيء ما انتشله من حالة الهذيان.  و كأنه كان في حلم  و استيقض للتو...

تمالك نفسه و عاد الى وعيه اخيرا.

اجفل بقوة و تراجع الى الوراء و هو ينبس

"ما كان هذا"

نظر الى الغابة يتأملها لبرهة.  و قد عادت الى طبيعتها الموحشة و المخيفة و اكتساها سواد مقيت و هالة مشئومة.  كما كانت دائما.

بعثر جاك خصلات شعره و نطق من بين اسنانه "سحقا"
قبل ان يستدير و يغادر مسرعا دون التفات الى الوراء....

عاد جاك ادراجه خائبا في الطريق الى المنزل.
فرغم انه اقنع ايما بعودته الى الصيد.  الا أنه لم يستطع ان يجد و لو بعفريت وضيع حتى. 

كيف للوضع ان يكون بهذا السوء. 

كم من سنوات اخرى عليهم الانتظار للخروج من هذا الجحيم القارس. 

لم يكن جاك عادة  من الاشخاص الساخطين الذين يتملكهم الاحباط بسهولة. 

لكنه كان محبطا حقا هذه المرة. 

الأرض المتجمدة || snow land حيث تعيش القصص. اكتشف الآن