رمقته بشك، انحنيت ببطء نحوه أمعن النظر في عينيه بحثًا عن أي حركة تثبت شكوكي. لكنه فاجأني بابتسامته اللطيفة التي يبتسمها دائمًا. لم يظهر عليه أي علامات توتر.
كنت أمازحكِ فقط. إذا كان هناك رجال قد قُتلوا على يده، لكانت الأخبار قد أفادت بذلك، أليس كذلك؟
قال جايهيوك بابتسامة هادئة. فكرت في حديثه وبدت حجته مقنعة، وضحكت ضحكة متوترة بينما كنت اربت على كتفيه بإحراج.
أعتذر، لوهلة شككت بك
بادلني هو الضحك وأمسك بيدي لطمأنتي، لكن عيناي اتسعتا من مبادرته تلك، حتى لاحظ هو ليبعد يديه وتحمحم
أحم، أنا آسف...
لا بأس... أعتقد؟
قلت وأنا أشعر بالحرج
م-ما رأيك أن نتناول العشاء؟ أتضور جوعًا
أردفت المس بطني المسكين، فقد تناولت الطعام فقط الذي حضّره سوكمين لي في الصباح. استقام جايهيوك ومد يده ليساعدني في النهوض. نفضت ملابسي من الرمل وتوجهنا إلى سيارتي. بعدما تناولنا العشاء وتبادلنا الأحاديث غير المهمة، تعرفنا على بعضنا بشكل أفضل وودعته. كنت أمشي في الزقاق الضيق، والظلام يهيمن على كل شبر من المكان، بالكاد أرى شيئًا بعيني. هاتفي نفذت منه البطارية، تذمرت وأنا أصفع جبهتي بخفة وقررت أن أواجه الخوف. بالطبع، لأنني شرطية، أليس كذلك؟ 😗
رفعت نظري إلى السماء وكانت الغيوم المظلمة تحجب ضوء القمر، تُعلن عن هبوط أدمعها الحزينة. سقطت قطرة مطر على وجنتي، وتنهدت. لم أحضر معي المظلة! نسيت أن أتحقق من الطقس اليوم. لم أكترث وأكملت طريقي إلى منزلي. تتساءلون أين ركنت سيارتي؟ ركنتها بعيدًا بسبب أن الطريق كان مسدودًا لأجل الصيانات.
سمعت صوت خطوات خلفي. ترددت في أذني أصوات خطوات مجهولة تقترب من خلفي. التفتت لكن لم أجد أحدًا. هل كنت أتوهّم؟ رمشت بسرعة وتحركت عيناي يمينًا ويسارًا لكن لم يكن هناك أحد. تجاهلت الأمر، فقد يكون التوتر والتعب قد جعلاني أتوهم. لكن الأصوات عاودت الظهور وكأنها تقترب أكثر. التفت مجددًا ووجدت شابًا خلفي. كان هو الشاب الذي صادفته من قبل. نزع كمامته أخيرًا
ليكشف عن الوجه الذي كان مختبئًا خلفها. مدّ يده لي وهو يبتسم.
أنت تقرأ
The Killer Soonyoung
Actionرغم أَنَّنِي مُطَارَد، إِلَّا أَنَّ قَلبي لم يَتَمَكَّن مِنَ الهُرُوبِ منكِ. أَنتِ الجَرِيمَة الوَحِيدَة الَّتي أُرِيدُ أَن أُدَان بها وَلَن أَطلُب البَرَاءة أبدًا. أقسمتُ أن أكونَ حارسةً للحقِّ، لكنَّك كسرتَ قسمَ قلبي، فجعلتَني أرى فيكَ صراعاً أكبر...