مَشاعرِ مُتناقِضة

107 11 6
                                    

مرت ساعتان ولا نزال نبحر لنصل إلى الصين. كنت أنظر إلى سطح السفينة بضجر، بينما هو جالس أمامي، عينيه لم تفارقني لحظة. أنزلت نظراتي غير راغبة في مواجهته، لكنه بادر بابتسامة جانبية مغرورة.

هل تحبيني إلى هذا الحد؟

قالها بصوت ممتلئ بالثقة ، قلبت عيني بتذمر فهو لا يكف عن مضايقتي ، وتنهدت محاوِلةً تجاهل السؤال. حدّقت في الأفق غارقة في أفكاري، قبل أن يخطر على بالي سؤال آخر

اسمع...

نطقت بهدوء، فأدار وجهه نحوي بانتباه معتدلًا في جلسته وانحنى قليلاً يستعد للاستماع

كيف بدأت جرائمك؟ ولماذا؟

سكت قليلًا، لكن عيناه ظلتا مسمرة عليّ. بعد لحظة من الصمت فتح فمه بتردد وقال أخيرًا:

بسبب والدي

رفعت حاجبي بدهشة:

والدك؟

أومأ وفي عينيه لمحة من الضعف حاول إخفاءها بسخرية متعمدة

هو من دفعني إلى هذه الهاوية، هو الذي أوصلني إلى هذا الحال. ذاك الحقير...

أطلق ضحكة جافة مليئة بالسخرية، فيما كنت أفكر في كلامه. لا ينبغي لي أن أتعاطف معه فهو قاتل..لقد قتل ما يقارب الأربعين شخصاً، ولكن ولسبب ما، قلبي تعاطف معه رغماً عني

أنا الوحيدة في فريقي التي كانت تتعامل مع القضايا بمشاعرها، فهل هذا ما جعلهم يستبعدونني في أغلب الأحيان؟ تنهدت مستندة برأسي إلى الخلف ونظرت إليه مجددًا

ماذا فعل بك؟

رمش بعينيه أكثر من مرة، وكأن سؤالي أثار في داخله شيئًا دفينًا. نظرته أصبحت أعمق...لكن لا تخدعي نفسكِ يا يورا ! لا تنخدعي...

هو من زرع في داخلي بذور الحقد... جعلني أكره الجميع. أحياناً..كل ما أتمناه هو موت كل من حولي. أستمتع بمنظر الدم وهو يلطخ يدي، أستمتع بالصراخ الذي يصم أذني وكأنه لحنٌ يعزف لي وحدي ..لحنٌ يجعلني أشعر بالنشوة

The Killer Soonyoungحيث تعيش القصص. اكتشف الآن