الفَصْل الأَوَل " خِطْبَة مُزَيَّفَة "

10 1 0
                                    

_* الفصل الأول *_ من *_رِوَايَة " إِمْبِرَاطُورِيَّة الرُوم "_*
*_بقلم الكويتبة نجاة عادل _*

" الإختلاف لا يفسد شيء، الإفساد هوا عدم الاقتناع بالرأي الأخر يشبه الرصاص الذي يخترق الجسد و هوا في حالة خدر و اطمئنان "
-----------⁦♡------------

ولج الي داخل تلك الغرفة الباردة التي تحتوي على ادراج بيضاء كثيرة، تحتوي علي جثث لأناسٍ لم يحالفهم الحظ في الحياة أكثر من هذا، أناس اختارتهم الحياة بالاتفاق مع أقدراهم كي يقضوا نحبهم بطريقة شنيعة جداً، أحاط نفسه بكلتا ذراعيه عله يحفظ جسده من تسرب البرودة الي داخله، ناظره ضابط الشرطة الذي كان يقف عند درج معين من الأدراج بدهشة شديدة، حينما واجه أمامه شاب صغير لا يكاد يتعدي عمره الثلاثون عاماً، يبدو عليه أنه يحافظ علي الحدة و الجدية في شكله و لكنه لا ينجح بأي شكل كان ربما بسبب الحادثة التي حدثت الآن فهو حين يظهر علي الشاشات يكون دائما رمز القوة و الفخر لعائلة المهدي، ليردف الضابط : حضرتك الاستاذ
" مصطفي المهدي " ؟!

حاول مصطفي السيطرة علي أعصابه ليردف بصوت خنقه البكاء و بدي عليه أنه يحاول أن يبدو حازما و جاداً و لكن أني له هذا : ايوا أنا مصطفي المهدي يا حضرة الضابط

اومأ الضابط له باحترام شديد، و قام بفتح الدرج الذي بجانبه، لتظهر جثة مدرجة بالدماء، ما زالت حديثة القتل، فقد ظهر في الجثة آثار لسبعة ثقوب ممتلئة بالدماء المتخثرة، ذات اللون الاحمر القاتم، ليردف الضابط بتنهيدة، حينما أبصر وجه مصطفي و قد اكفهر، و امتلئ بدموع عيناه، و أخذ يتحسس وجه الجثة، و هوا يتمتم بكلمات غريبة، حينها أدرك الضابط أن الجثة تعود لأخيه الأصغر
" مسعود المهدي "، ليردف ببسمة صغيرة عله يخفف عنه ألمه قائلا و لكن أني له ذلك : هنبدأ إجراءات الدفن يا استاذ مصطفي ؟!

أما مصطفي فقد كان في عالم آخر، عالم لا يري فيه اي ألوان، عالم يوجد به اللون الاسود فقط، أجل أظلمت عيناه، و لم يعد يري أمامه شيئا، غير جسد أخيه الصغير، الذي قتل بلا أي وجه حق، فلم يكن له دخل بما يحدث بين العائلتين، إنه صغير، صغير، لم يكبر بعد، لما كل هذا الظلم ايتها الحياة، لم لم تأخذيني أنا و تتركيه، إنه أخي، و قرة عيني، أنه حياتي، و كل شيء يعود لي، أخذ يتأمل وجه أخيه الذي تحول لونه الابيض للشحوب التام، و تلك الشفاه البنفسجية، و عيناه المغلقتان بإحكام، مال عليه يقبل رأسه، و دموعه ما زالت تنهمر علي وجنتيه، و ظل يتحسس جبهته بألم كبير، ليردف الضابط بشفقة كبيرة : استاذ مصطفي ؟!

هنا استمع الاثنان الي صرخة عالية، دوت في المكان، التفت الضابط للخلف بسرعة، بينما لم يفعل مصطفي المثل، فقد علم من اين تأتي تلك الصرخة حينما أبصر سيدة تبدو في الخمسون من عمرها، تبكي و تنحب و هي تنادي علي ولدها قائلة بصراخ : مسعود، قوم يا مسعود، قوم يا حبيبي، قوم بالله عليك، قوم متشمتهمش فينا، قوم ابوس ايدك، قوم، قوم، قوم يا مسعود، قوم

إِمْبَرَاطُورِيَّة الرُوم " الحَرْبُ سِجَال مُزَيَّن أَوِ القِتَال " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن