استيقظت إيزابيلا في صباح جديد، وكان قرارها أن تبدأ يومها بكامل نشاطها رغم قلة النوم الذي حصلت عليه. ارتدت قميصا أبيض مع سروال كلاسيكي و حقيبة يد صغيرة و قررت التوجه نحو قسم الشرطة لمتابعة عملهاتنقّلت في شوارع كاتالونيا ببطء، متأملة في مقهى العجوز وتفكر في ذلك النادل المهذب.
" لقد سرقت قطعة من قلبي أيها اللص، سأمسك بك قريبا "
قالت إيزابيلا.عند وصولها إلى قسم الشرطة، تم استدعاء إيزابيلا فورًا إلى مكتب الضابط المسؤول.
ضنّت أنه في حاجة إليها أو أنه حتى و أخيرا سيعترف بها في الفريق
فتحت الباب ببطء، محاولة أن تظهر مهنية و واثقة، رغم أنها شعرت ببعض القلق حيال ما سيقوله.الضابط المسؤول يجلس خلف مكتبه، ولم يرفع عينيه عن الأوراق التي كان يراجعها.
بعد لحظات من الصمت، ألقى نظرة سريعة على إيزابيلا وقال بلهجة هادئة:
"احمم.. إيزابيلا، لدينا مهمة لك اليوم. هناك قطة مفقودة في أحد أحياء المدينة ..."إيزابيلا لم تستطع إخفاء دهشتها و قاطعته قائلة :
"قطة مفقودة، سيدي؟"القائد لم يلتفت إلى دهشتها وأجابها:
"نعم، القطة تخص سيدة مسنة كانت هنا منذ لحظات. وهي في حالة اضطراب بسبب قطتها المفقودة "قدم لها ملفا صغيرا و أضاف لها قائلا:
" أريدك أن تذهبي إلى هناك وتبحثي عنها. الأمر بسيط، أليس كذلك؟"شعرت الضابطة بالإحباط، و لكنها تحاول قدر المستطاع الحفاظ على رباطة جأشها.
"بالطبع، سأقوم بما يلزم، سيدي.""جيد، لا تتوقعي أن تكون هذه المهمة معقدة. إنه مجرد تدريب عملي لكِ. ربما ستساعدك في تعلم كيفية التعامل مع القضايا الكبيرة لاحقًا."
" أنا بالطبع لن أتوقع ذلك ... " قالت إيزابيلا في صمتها
إيزابيلا لم تستطع منع شعورها من الازدراء الخفي الذي يتسلل إليها. بدا وكأن القائد يختبرها في أبسط المهام، وكأنها لا تستحق بعد أن تُكلف بشيء أكثر تحديًا.
"حسنًا، سأنجز المهمة يا سيدي."
"أعلم أنك ستفعلين، ولا تنسي، التفاصيل الصغيرة قد تكون مهمة حتى في القضايا البسيطة."
خرجت إيزابيلا من المكتب، و علامات التكبر بادية على وجهها وهي تشعر بأن القائد قد خفض من مستوى توقعاته بشأنها. ومع ذلك، قررت أن تبذل جهدها في هذه المهمة، على الرغم من بساطتها المفرطة. كان هذا اختبارًا لها، حتى وإن كان يبدو بلا أهمية.
أنت تقرأ
يوما ما | One day
Romanceرواية بوليسية .. إيزابيلا ، شرطية جديدة في كاتالونيا، تواجه تحديات كبيرة بعد وفاة والدها الغامضة. تسعى إلى كشف الحقيقة حول وفاته، بينما تحاول إثبات كفاءتها في عملها كضابطة. في مواجهة تهديدات أمنية متزايدة.