الجزء الرابع

3 1 0
                                    

مخلِّصي قط : الجزء الرابع

إنه يوم مشرق وجميل، توجهت بثينة للعمل وأول ما حصل كالعادة أن الجميع يسألونها عن أخبار القط وكيف أصبح وماذا أكل وهل يتحرك كثيرا مؤخرا أو يسير، وبالطبع أغضبها هذا لحد الجنون فصرخت:

-«توقفوا عن إزعاجي، القط بخير، بخير بخير بخير، لا داعي لتكرار السؤال مليون مرة»

تصنم الجميع مكانهم من صراخها المفاجئ وخرج من الخلف زميلهم الخامس المدعو "زين" والذي يشغل مكان النادل ولا يظهر كثيرا بسبب كونه طالبا جامعيا لذا دوامه مختلف عنهم أغلب الأحيان.

دخل نحوهم فوجدهم يتشاجرون فقال ببرود:

-«الكلاب أفضل، دعكم من القطط فهي حيوانات نرجسية، لدي كلب هايسكي في قمة اللطافة، أتريدون رؤيته؟»

رد ربيع بانزعاج:

-«لا! تعيش القطط»

-«كما تريد، لكن ما قصة هذا القط الذي تتكلمون عنه؟»

قال إدريس بهدوء:

-«قط بثينة»

صرخت بثينة بغضب:

-«ليس قطي»

ثم خرج عليهم هيثم من قاعة الطبخ وقال:

-«هل لديه اسم حتى؟ لماذا تسمونه بالقط؟»

صرخ ربيع:

-«لنسمه ساهر، نفس اسم قطي الأسود الذي توفي وأنا متعلق به»

ثم صرخ مهدي:

-«لا، لنسمه مهدي، على اسمي هههههه»

وقال هيثم:

-«هل يمكنني اقتراح اسم قوي؟ ماذا عن كروز؟ اسم فخم وذو هيبة»

-ثم قال ادريس:

-«هل هو قط حتى؟ ربما قطة»

قال ربيع ساخرا:

-«ههههه أجل قط، تأكدت بالفعل»

صاروا يتشاجرون على الاسم حتى قال إدريس:

-«أليس قط بثينة؟ دعوها تختار»

نظر الجميع نحوها بفضول فتوترت وصرخت:

-«أولا ليس قطي، وثانيا لا يهمني اسمه ولا أي شيء يخصه، أبقيته معي لأنه لا يملك غيري وكفى»

فاجأهم المدير بأن دخل المكان بسرعة وصرخ عليهم غاضبا:

-«ما سر الاجتماع والزبائن ينتظرون؟ أسرعوا»

تناثر الجميع متوجهين للعمل ككرات البيلياردو المتفرقة فابتسم المدير على شكلهم وخوفهم.

مرت أيام وبثينة تعتني بالقط وتهتم بجرحه واحتياجاته الخاصة حتى أصبح يستطيع المشي والتجول في المنزل، كانت حركاته لطيفة جدا ورغم أنه مجرد حيوان لكنها أدركت أن الوحدة خفت عنها بعد مجيئه.

مُخَلٍّصِي قِط!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن