البوابة

1 1 0
                                    

### الجزء الأول: البوابة

في ليلة مظلمة، كانت السماء تتوشح بالغيوم الثقيلة، وكانت الرعود تقصف من بعيد كأنها تهمس بتحذير غامض. في قرية صغيرة عند أطراف غابة كثيفة، كان الجميع مستكينين في منازلهم، إلا شخص واحد. كانت هناك فتاة تدعى ليلى، معروفة بشجاعتها وروحها المغامرة.

ليلى، فتاة في التاسعة عشرة من عمرها، ذات شعر أسود طويل وعينين خضراوين تلمعان مثل الجواهر تحت ضوء القمر. كانت تسير بخطى حذرة باتجاه الغابة، حيث أخبرها أحد كبار السن في القرية عن وجود بوابة سرية تُفتح في هذه الليلة فقط، كل خمسين عامًا. هذه البوابة، وفقًا للأسطورة، تؤدي إلى عالم آخر، عالم مليء بالأسرار والقوى الخارقة.

كانت ليلى ترتدي معطفًا بنيًا سميكًا لتحمي نفسها من البرد القارس، وتحمل حقيبة صغيرة مليئة بالأدوات التي قد تحتاجها في رحلتها. بينما كانت تسير بين الأشجار الكثيفة، كانت تسمع أصوات الغابة المحيطة: حفيف الأوراق، ونباح بعيد لذئب جائع، وصوت خطواتها المتردد على الأرض المبتلة.

توقفت فجأة عند رؤية شجرة ضخمة، كانت أوراقها تختلف عن باقي الأشجار، متوهجة بضوء أخضر خافت. اقتربت ليلى بحذر، وعندما لمست لحاء الشجرة بيدها، شعرت برعشة غريبة تسري في جسدها. فجأة، انشقّت الشجرة ببطء كأنها تُفتح بفعل قوة خفية، وكشفت عن بوابة صغيرة، متوهجة بلون أزرق باهر.

تراجعت ليلى خطوة إلى الوراء، مترددة للحظة. هل تدخل؟ هل تترك خلفها كل ما تعرفه وتغامر بالدخول إلى عالم مجهول؟ كانت تعرف أنه لا يمكنها العودة إلى القرية بعد هذه الخطوة، فكل من يدخل هذه البوابة يختفي للأبد، كما تقول الأسطورة.

أخذت نفسًا عميقًا، ثم قالت بصوت خافت: "لن أعود إلى الوراء". رفعت قدمها وتخطت عتبة البوابة.

بمجرد أن عبرت، شعرت وكأنها تغوص في عالم آخر. أحاط بها ضوء مبهر من جميع الجهات، وتلاشت كل الأصوات حولها. شعرت كأنها تسقط في فراغ لا نهائي، دون أن تعرف أين ستنتهي هذه الرحلة.

ثم فجأة، استقرت قدماها على أرض صلبة. فتحت عينيها ببطء، ووجدت نفسها في مكان مختلف تمامًا. كانت تقف على تلة صغيرة تطل على وادٍ شاسع مليء بالضباب الأبيض. الأشجار هنا كانت غريبة، أوراقها بألوان لم ترها من قبل، وكان الهواء مشبعًا برائحة عطرة غريبة.

في الأفق، كان هناك برج عالٍ يلوح في السماء، مصنوع من حجر أسود لامع، وكأن الزمن لم يترك عليه أثرًا. علمت ليلى على الفور أن هذا هو المكان الذي عليها الوصول إليه. بدأت تسير بخطى ثابتة نحو البرج، وكل خطوة تخطوها تزيد من حماسها وقلقها في نفس الوقت. كانت تعلم أن هذه الرحلة ستكون محفوفة بالمخاطر، لكنها كانت مستعدة لمواجهة كل ما سيأتي في طريقها.

---

ليلى وأسرار العوالم الخفيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن