سر البلورة

2 0 0
                                    

الجزء الرابع: سر البلورة

أخذت ليلى نفسًا عميقًا، وكانت البلورة الكبيرة تتوهج بين يديها، وكأنها تشعر بطاقة غير عادية تسري في كل جزء من جسدها. كانت المشاهد التي رأت في البلورة ما زالت حية في ذهنها، وكأنها كانت تعيش تلك اللحظات بنفسها.

وبينما كانت تتأمل البلورة، بدأت تظهر أمامها صورة لرجل عجوز، يجلس في غرفة مليئة بالكتب القديمة والرموز السحرية. كان يبدو كأنه عالم قديم، مرتديًا رداءً طويلًا مع غطاء رأس يشبه تلك التي رأتها في أساطير العالم الخارجي. عرفت ليلى على الفور أن هذا الشخص كان مفتاحًا لفهم الكثير من الأسرار.

تحدث الرجل العجوز بصوت عميق وهادئ، وقال: "ليلى، أنتِ الآن في مكان يتجاوز حدود الزمان والمكان. البلورة التي تمسكين بها هي مصدر قوة عظمى، لكن استخدامها يتطلب فهماً عميقاً ومعرفة بالحكمة القديمة."

رفعت ليلى نظرها نحو الصورة، وقالت: "كيف يمكنني استخدام هذه القوة؟ وماذا تعني الرؤية التي رأيتها؟"

أجاب الرجل العجوز: "كل رؤية تحمل درسًا. ما رأيته في البلورة هو انعكاس لمصير العالم وحربه بين النور والظلام. ما لم تتعلميه هو أنكِ يجب أن تسعي لتحقيق التوازن بين هذين العنصرين. القوة التي تبحثين عنها ليست مجرد وسيلة للتدمير أو السيطرة، بل هي مفتاح لإعادة التوازن إلى العالم."

ثم أضاف: "الاختبار الحقيقي لكِ ليس فقط في مواجهة الأعداء، بل في فهم نفسك وقدراتك. يجب أن تجدي كيفية توظيف هذه القوة بحكمة."

انقطع الاتصال فجأة، وعادت ليلى إلى الواقع. كانت الغرفة التي حولها قد تغيّرت، والبلورة قد تلاشت، ولكن الطاولة والمقاعد كانت ما زالت موجودة. شعرت بالإرهاق، لكن كانت لديها الآن رؤية أوضح لما يجب أن تفعله.

بمجرد أن أعدت جمع قواها، قررت ليلى أن تبحث عن مخرج من البرج. توجهت نحو باب آخر في الغرفة، مصنوع من نفس الزجاج العاكس الذي رأته في قمة السلم. كانت تشعر بتوتر ولكن أيضًا بثقة متجددة، لأن الرسائل التي تلقتها من البلورة أعطتها دفعة جديدة من الإلهام.

فتحت الباب ببطء، وكشفت عن ممر ضيق مضاء بأضواء ملونة. بينما كانت تسير عبر الممر، كان كل لون يحيط بها يبدو كأنه يعكس جزءًا من نفسها. كانت الأضواء تتراقص على الجدران وكأنها تحكي قصة، كل واحدة تعبر عن جزء من الرحلة التي خاضتها ليلى.

عندما وصلت إلى نهاية الممر، وجدت نفسها في ساحة واسعة تملأها أصوات غريبة، وكأنها في سوق قديم مليء بالحرفيين والبائعين. كانت هناك أكشاك تُباع فيها أشياء غريبة، من توابل نادرة إلى خرزات ملونة، ووسط هذا كله، كان هناك شخص يجلس على عرش صغير، يبدو كأنه يراقب كل شيء من حوله.

كان هذا الشخص يرتدي ملابس غريبة تتلألأ تحت الضوء، وكان يبدو كأنه مزيج من عارض أزياء ومشعوذ. رفع يديه ليعلن عن حضورها وقال بصوت عميق ومرح: "أهلاً بكِ في ساحة المعرفة! هنا يمكنكِ أن تجدين الأجوبة التي تبحثين عنها، لكن يجب أن تقبلي التحديات التي ستواجهينها."

نظرت ليلى إلى الرجل، وسألته: "ما هي التحديات التي أواجهها هنا؟"

أجاب الرجل بضحكة خافتة: "كل شيء في هذه الساحة هو اختبار. سيتعين عليكِ أن تختاري من بين الألغاز والتحديات التي ستظهر أمامك. كل قرار تتخذينه سيأخذك خطوة أقرب إلى تحقيق هدفك أو بعيدًا عنه."

---

ليلى وأسرار العوالم الخفيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن