Part 15

20 4 2
                                    

Taehyung's Pov

" الغرفة 209 ، تلك التي امامك مباشرة " قالت ريا بينما تشير الي للدخول
وضعت يدي فوق المقبض بتوتر و تردد التفت نحو ريا فهزت رأسها و هي تبتسم بلطف محاولة تهدئتي
سحبت نفسا عميقا الى صدري و ادرت المقبض
ما ان دخلت الغرفة حتى وقعت عيناي عليها .. لم أصدق يوما انني قد أراها مجددا لم تتغير كثيرا فقط اختلطت بعض الشعرات البيضاء مع شعرها الاسود فزينت رأسها
هناك ايضا بعض التجاعيد التي اخذت مكانا قرب عينيها و على جبينها زادتها جمالا 
اقتربت منها ببطئ و انا امرر عيني على تفاصيلها التي كدت ان انساها احاول ان احفظها ..
اخذت بعض اللحظات لتنتبه لوجودي التفت نحوي بعينيها و قد بدا عليهما الذبول
نظرت الي في بداية الامر نظرة مفرغة و ما هي الا لحظات حتى توسعت عيناها .. ايعقل انها قد تعرفت علي ؟ تركتني في عمر الاربعة سنين كنت صغيرا جدا في ذلك الحين ! هل حقا تعرفت علي !
امتلأت عينيها بالدموع و اخذت تنهمر بسرعة بينما لا يزال نظرها مسلطا نحوي رفعت يدها باتجاهي ببطيء و قالت بصوت مبحوح يكاد يُسمع " تاتا انت هنا "
ماذا ! هل نادتني للتو ب " تاتا " هل تزال تتذكر اسم الدلع الخاص بي!  .. هل تعرفت علي !
" اقتر..ب مني .. قليلا.. بني " اضافت بصوت ضعيف متقطع بسبب البكاء
لم يكن حالي افضل من حالها فلم استطع كبح تلك الدموع التي تجمعت حول عيناي اقتربت منها بسرعة امسكت يديها و اخذت اقبلها بلهفة و شوق اخذت هي تمسح فوق شعري و وجهي و اطرافي كأنما تتحسسني تتحس ابنها الذي حُرمت منه لسنوات
" اشتقت اليك بني "
ااه ما اجمل كلمة بني من فمها كم تمنيت سماعها خلال مراحل عمري الماضية كم تمنيت لو أنها كانت بجانبي لو انني امضيت سنواتي التي مضت بقربها في بيتنا المليء بالحب 
" اشتقت اليك كثيرا يا امي "
ارتميت الى حضنها طالبا بعض الراحة و الدفئ اللذان حرمت منهما طيلة حياتي عانقتها بشدة ارفض مفارقتها بينما ظلت هي تربت على ظهري بيديها الضعيفتين 

Author's Pov

كانت ريا تشاهد المشهد من نافذة الغرفة بتأثر كبير و قد اجهشت بالبكاء شعرت بفرحة لانهما قد اجتمعا اخيرا و لكن حزنها كان اكبر لان هذا اللقاء كان متأخرا جدا كما انها تجهل مصير علاقتها مع تايهيونغ بعد هذا اللقاء
ابتعدت عن الغرفة و اتجهت نحو مكتبها محاولة تمالك نفسها و طرد الافكار التي تخطر على بالها تحاول اقناع نفسها أنه ستحترم رأيهما مهما كان سواء أن وافقت السيدة إيزابيل على علاقتهما أو رفضتها ستُنفذ رغبتها مهما كانت

ظلت تقلب الاوراق بين يديها لعل ذلك يساعدها على التخفيف من توترها او يجعل الوقت يمر بطريقة أسرع لكن دون جدوى
بينما هي على تلك الحال ترامى الى مسمعها نداء:"  على الدكتورة ريا بارك التوجه الى الغرفة 209 فورا الأمر عاجل "
انتفض جسد ريا لما سمعته و اسرعت نحو الغرفة لتجد تايهيونغ في حالة من الجيهان يحاول دخول الغرفة و لكن الممرضات يمنعونه من ذلك اتجهت نحوه بسرعة وقفت امامه و امسكت وجهه قائلة :"  اهدئ تاي ارجوك ابقى هنا "
انهت كلماتها و دخلت الغرفة بسرعة
- " دكتورة لقد توقف قلبها عن النبض "
- " سنقوم بالانعاش القلبي فورا "
اخذت ريا في تسديد بعض الضغطات المتتالية على صدر السيدة ايزابيل لكن دون جدوى
- " احضروا جهاز تنظيم ضربات القلب فورا "
ظلت ريا تقوم ببعض الصعقات الكهربائية على صدر السيدة ايزابيل لكن دون جدوى
اخذت تعيد الامر مرارا و تكرارا و تزيد نسبة الصعقة في كل مرة الى ان اقتربت منها ميرا و وضعت يدها على كتفها تسحبها للخلف قائلة
" استاذتي هذا يكفي "
قالت و هي في حالة من اللاوعي " هيا ميرا يمكننا المحاولة مجددا " 
" استاذتي ارجوك تماسكي " ردت ميرا بصوت خافت حين رأت قطرات الدموع تنهمر من عيني ريا
نظرت اليها ريا بعدم تصديق و قالت " ساعة الوفاة 22:24 "
اخذت تقلب عينيها على ذلك الجسد المستلقي امامها و الدموع تتساقط من عينيها بغزارة .. مر امام عينيها شريط ذكرياتها معها لقد تعرفت عليها منذ أكثر من 7 سنوات لقد كانت علاقتهم أقوى من مجرد طبيبة و مريضتها لقد كانت بمثابة ام و ابنة .. أم حُرمت من طفلها فعوضتها ريا باحساس البنوة و طفلة حُرمت من أمها فعوضتها ايزابيل عطف و حب الأم ..
استيقظت من تلك الحالة عندما تذكرت تايهيونغ .. كيف ستخبره انه خسر والدته فور لقائها كيف ستخبره أنه حُرِمَ منها مجددا .. أن الحياة قد خذلته هذه المرة أيضا و أن الحظ لم يكن في صالحه .. لا تملك الشجاعة الكافية لقولها لا تعلم ماذا يجب عليها فعله
تمالكت اعصابها مسحت الدموع من عينيها جمعت ما تبقى لديها من قوة ثم خرجت اليه وجدته في انتظارها بتوتر شديد ما ان رآها حتى أسرع ناحيتها بقلق و سألها بلهفة
" ريا كيف حال أمي ! اريد ان اطمئن عليها .. هل أستطيع الدخول اليها الآن ؟ هي بخير أليس كذلك ! "
نظرت إليه ريا دون حيلة لا تعرف ماذا يجب عليها أن تقول
" أجبيني ريا ! قلت لكِ كيف حالها ؟ " اعاد سؤاله بنبرة فيها بعض الغضب و قلة صبر
نظرت اليه بعينين مليئتين بالدموع وضعت يديها فوق كتفيه و قالت بصوت مبحوح و متقطع " أنا .. آسفة .. لقد .. فقدناها .. "
نظر اليها بعدم استيعاب ثم ضحك ضحكت ساخرة " ما.. ماذا ؟ ماذا يعني هذا ؟ .. أنا لا أفهمك .. إبتعدي عن طريقي يجب أن أتحدث معها .. لم ألتقي بها منذ زمن بعيد هناك الكثير من الأشياء التي سنرويها لبعضنا البعض "
أمسكت ريا بيديه و سحبته نحوها تحضنه بشدة قائلة " أنا آسفة .. أنا حقا آسفة "
حضنها بقوة ثم بدأت أنفاسه ترتفع شيئا فشيئا معلنة عن قدوم موجة من الدموع
أخذت تمسح بيدها فوق شعره و تربت على ظهره بيدها الآخرى محاوِلة أن تواسيه قدر الإمكان

ما هي إلا لحظات حتى قَدِما جونغكوك و مايا
كانت تلك المرة الأولى التي يرى فيها جونغكوك تايهيونغ منكسرا بتلك الطريقة لطالما اعتاد على كونه شخص شديد الصلابة قادر على تحمل جميع أنواع الآلام .. إتجه نحوه ربت على كتفه و ابعده قليلا عن ريا ثم حضنه بشدة لعله يواسي أخاه و رفيق دربه لعله يستطيع أن يخفف عنه آلامه كما اعتاد ان يفعل هو ..

           *************

Reya's Pov

مر أسبوع منذ وفاة السيدة إيزابيل .. مرت هذه الأيام بصعوبة جدا حاولت خلالها مواساة تايهيونغ قدر الإمكان على الرغم من شدة حزني و ألمي لفقدانها أيضا 
كان تايهيونغ كثير الشرود قليل الكلام في هذه الفترة و أنا أعذره و أتفهم حالته النفسية و لكن كان فيه شيء مختلف لا أستطيع فهمه حاولت التكلم معه حولها و حول ما دار بينهما من حديث ذلك اليوم لكن باءت كل محاولاتي بالفشل فلم أرد أن أسبب له ضغطا زائدا
نزلت إلى المطبخ بينما كان هو نائم في غرفة الجلوس لأعد بعض الطعام فكلانا لا يهتم بصحته كما ينبغي
بينما أنا على تلك الحال سمعت صوت خطواته و هو قادم نحوي التفت فرأيته
قلت له " صباح الخير .. انني اعد الفطور اجلس لتتناول قليلا منه "
" لم أطلب منك فطورا " أجابني ببرود
استغربت رده بعض الشيء فاتجهت نحوه قمت بحضنه و قلت بصوت خافت " أنا معك .. كل شيء سيكون بخير "
سحب جسده من بين يدي و نظر اليّ بعض النظرات التي لم أفهمها كان مليئة بالبرود و الغضب و الحزن في الووقت نفسه ثم قال " سأخرج الآن لدي بعض الأعمال "
فقلت له " حسنا متى ستعود ؟ "
" لا أعلم ، لا تنتظريني على العشاء " أجابني و هو يتجه مغادرا دون حتى أن ينظر إلي
إستغربت أفعاله و طريقة كلامه لكنني تفاديا لأن يسوء الوضع بيننا قررت التحدث معه حين يعود

☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆ 

لا تنسو الفوت و ترك تعليقات جميلة مثلكم لتشجعوني أكثر
شكرا ♡


 

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 27 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Highway To Hell  || الطريق السريع إلى الجحيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن