part 1: endless world

13 3 1
                                    

يقال ان كل من عبر بين الحياة والموت يسمى خالدا.....
فهل للخلود معنى إذا كنت عالقا بينه وبين خيالات الحياة؟.....

[ على كل منكم اختيار احد المواضيع المدرجة في النشاط الخامس... ومنه تنسجون بحثكم ..... انتهت الحصة الآن... عشاءا طيبا..... وعيدا مجيدا ...]...
مع رنين جرس ثانوية " هوكسلين" ، يبعث في الجو غبار ملتبس بخيوط حمرة السماء... مضيفا ظلالا و رائحة عتيقة لغروب الشمس في سماء بوخارست،.....قرقعات الواح التزلج على الارصفة و الشوارع الاسمنتية... و نثرات الماء الي تملأ المكان كل حين اثر تعكير احدى الخطوات سطح بقع الماء المتجمعة على اطراف الشارع.... بعض المصابيح تشتعل، والاخرى ترتف على استيحاء، تدور الاحاديث والضحكات ... واصوات مضغ العلكة و خشاخيش الاساور والاكسسوارات العصرية على الحقائب ....
[أنت رجل تحب التملق كثيرا، اندرو..] تأفأفت بينما تدفع لوحها بقدمها...علاقات المفاتيح تتصادم اثر ذلك... محدثة رنينا يتناغم مع ازدياد سرعتها على اللوح..
[وانت امرأة متشائمة.. اولي، انه استاذ جيد... لكن انتِ من لا يعجبك شيء..] رد الاخر بشيء من الاستهزاء... بينما يدفع لوحه كذلك... معدلا قبعته بخفة...
[ يبدو لك الأمر هكذا لأنك لا ترى العالم مثل ما اراه.. اندرو.... تمنيه لنا عيدا مجيدا لا يعني انه انقى انسان في الكوكب.... ما لا يقل عن 20 صفحة عن ملحمة جلجامش؟! ان الملحمة بنفسها منقوشة على رخامة لا تتجاوز حجم حقيبتي! 20 صفحة عن ذلك؟! وفي ثلاثة ايام؟ هل يظننا ندرس التاريخ ولا شيء غيره ؟؟] تذمرت بصوت عال، قبل ان تتوقف امام كشكٍ لبيع  المأكولات...[ على حسابي.... لو سمحت .. اثنان من الكوڤريجي، و اثنان من الميتيتاي....] تحدثت الى البائع بصوت واثق، بينما دفعت باندرو الى الوراء... صافعة المال على شرفة الكشك باستعجال....
[ تفعلين هذا دائما! أنا اخوك! أنا من يجب أن يدفع!] تذمر الاخر بحنق بينما قرصت هي اذنه، تحت نظرات البائع،
[ ومع ذلك فإني اختك الكبرى، وانا من ادفع، ثم اني اعلم بانك صرفت  جل اموالك ، لقد قلت لك، انك تحب التملق والتباهي كثيرا،.....].....
[ أكبر مني ب دقيقة ونصف! أزداد يقينا يوما بعد يوم بانك تملكين حجرا في راسك الصلب هذا، لا عجب انك ولدتي بشعر شائب!...]
[أنت ارعن ، اندرو، كم مرة قلت لك ان لا تسخر من شعري؟ ] تمتمت بحنق ساحبة اذنه مرة أخرى, ليتشنج الاخر بألم..[ حسنا حسنا! أنا اعتذر!]...
  ________________________________________

                     «سيدي!.... لقد حان الوقت! »
                         « اكتملت الطقوس؟»         
                               «نعم سيدي!»   
                           « امم.... حسنا إذا.. »
                 « هل نحضر الوسيط ؟ سيدي؟»
                « لا داعِ، فهي ستأتي باقدامها...»
                 .........................................
  _______________________________________

بين الازقة الشعثاء... و ازيز عربات الباعة المتجولين على الطوب المتكسر، تفوح روائح مختلفة، منها ما يرضي ومنها ما ينفر.... تفرغ الساحة القديمة شيئا فشيئا، حاملة وميضها مع نزيف الشمس الاخير، ولا يبقى فيها وحولها الا من انقطعت بهم السبل، وبعض الشحاذين، ...الاصوات تسكن، لا يعكر صفوها الا هبيب رياح تبعث بالنفايات الملقاة و  باوراق الدوحة التي تنتصف الساحة ..... لا هادٍ فيه ولا منيرٓ الا مصابيح زينة اعيد استخدامها كحبل للغسيل، ترتف حين يداعب الريح دواعمها، ودون ذلك يلتوي وميض خافت منها يختفي ويعود في حين...... وفي آخر الشارع ينطوي بيت شاذ عن بقية البيوت، بجدران نظيفة وسياج حديدي، باضواء تومض، بنباتات يانعة ، وحديقة امامية شديدة الخضرة، كل من في الحي يعرف ذاك البيت المترف،  يمرون من امامه برؤوس محنية، وكان النظر إليه من كبائر الذنوب، ... اهل البيت لم يكونو من من اعمى الثراء بصيرتهم، لكن شاءت الأقدار ان تسبق  المظاهر السمعة،..... فينعزل البيت بنفسه، دون زوار، و يتلقى اهله مختلف النظرات المطولة ، في ممتلكاتهم من سيارات ، العاب، طعام، و البسة، وكأنهم يفتكون سعرها من اهل الحي عنوة ، .....
يكسر هدوء الشارع اصوات عجلات لوحي الابنين ،و ضحكاتهم العالية التي  تجذب سخط اهل الحي، صرير البوابة الحديدية يدوي في الشارع الهادئ ، ثم يغلق باب المنزل، ويعود الهدوء، ليعكره بعد مدة عودة تلامذة اخرين الى بيوتهم،.......

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 13 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Enid || The Tells Of An Enchanted Worldحيث تعيش القصص. اكتشف الآن