من سمح للطفل بالدخول؟

الفصل الأول

لقد بداء الأمر كله بالصدفة. بينما كان إزوكو يبحث فى الأماكن التي يحصل منها عادة على الطعام ، وهى أماكن محدودة بما قد يصل إليه طفل بعمر الثامنة، ولكن الحظ لم يكن بصفه. فهو يمكث بالزقاق المجاور للمخبز لساعات الآن. فأحيانا يلقى له العمال بالمخبز بعض المخبوزات التى فسد شكلها . لا يفهم إيزوكو المغزى من رمى الطعام لمجرد أن شكله غير مثالى، ولكنه لن يشتكى فتلك المخبوزات الغير مثالية من افضل الوجبات التي يتناولها.

ولكنه حاول وضع هذه الأفكار جانباً للوقت الحالى، فلا حاجة لجعل معدته تقرقر أكثر من المعتاد. ما عليه إلا التركيز على الكتاب الذى بين يديه.

صدح صوت وقع أقدام تقترب منه. فدفع الصبى بنفسه إلى االحائط بعيداً عن الأنظار.

“ -أعلم أنك قلت أنك تريد تجربة كل الخيارات المتاحة لك، لكن يوآى؟ محال أن تحصل على نتيجة عالية بما يكفى لتقبل هناك“

“حسنا هذا صحيح! لكنهم يقدمون غداء مجانيا لكل من يأخذ الإختبار. من المؤكد أن مدرسة ثرية كهذه لديها طعام جيد"

“همم! لا بد أن طعامهم أفضل بكثير من طعام مدرستنا."

“سيجعل هذا إختبار القبول أمر يستحق العناء. هيا فالتسرع الآن فالإختبار سيبدأ قريباً.“

تلاشت الاصوات مع ابتعاد وقع الاقدام. همهم إزوكو لنفسه، طعام مجانى؟ وكل ما عليه فعله هو أخذ اختبار؟ تبدو هذه كصفقة جيدة بالنسبة له. فلا يبدو أن المخبز سيلقى إليه بأى شيئ قريباً على أى حال.وإذا دل الألم بمعدته على شئ فهو أنه لم يحظى بوجبة لائقة منذ وقت طويل.

جمع كل كتبه بحرص فى حقيبة ظهره حذراً من سكب زجاجة الماء على غيار الملابس. كانت عاملة المكتبة لطيفة بسماحها له بإستعارة أى كتاب يريده بدون بطاقة عضوية "رسمية" بالمكتبة. فبالرغم من كونه متشردا، وكمية اليأس الذى يتعامل معه يومياً، فهو ينوى إبقاء تلك الكتب سالمه.فبعد كل شىء لا يوجد الكثير من الطرق للتعلم فى الشوارع.

بعد حزم كل اغراضه، خرج إزوكو من خلف صندوق القمامة وخطى بشجاعة إلى شوارع موستافو.

الآن، هوبالعادةً ليس لديه العديد من المشاكل في العيش فى الشارع. فالبالغون لا يرغبون فى التعامل مع طفل هزيل المظهر (خاصة مع خصلاته الخضراء الجامحة وعيناه الثاقبتين). لذا ليس عليه القلق من أسئلة مثل "أين والديك؟" أو "ألا يجب أن تكون بالمدرسة الآن؟". ولكنه بالعادة لا يسلك الطريق الرئيسى أو يتحرك كثيراً بالنهار، من باب الاحتراز، لكن الإختيارات محدودة اليوم. فاديه أختبار ليأخذه.

إن يوآى منشأة ضخمة، تضم مجموعة من عدة مبانى يتكون كل منها من عدة طوابق. فحتى إن لم يحفظ إزوكو شوارع و مبانى اليابان عن ظهر قلب السنة الماضية عندما وجد كتابا عن الجغرافيا بالمكتبة؛ فلن يواجه أى صعوبة فى إيجادها. لا يسع إزوكو إلا أن يقف منبهرا أمام القضبان الحديدية الضخمة لبوابة يوآى، فمن الصعب أن يصدق أنها مجرد مدرسة ثانوية، لكنه يفترض أن هذا سبب كونها أرقى مدرسة باليابان.