part 4

1.6K 84 8
                                    


استيقظت ليانا على صوت خافت لزقزقة العصافير في الخارج. كانت الغرفة مظلمة إلا من بضع أشعة شمس تتسلل من بين الستائر المغلقة. حاولت أن تتجاهل إحساسها بالثقل الذي يرافق كل صباح، لكن هذا الإحساس كان مثل ظل لا يفارقها. شعرت بجسدها يئن تحت ثقل الأيام الماضية وكوابيس الليالي التي تزعج نومها باستمرار.

نهضت من السرير بخطوات بطيئة ومتعبة، واتجهت إلى المنضدة بجانب السرير. هناك، كانت الزجاجة الصغيرة تنتظرها، كما كانت كل صباح. كانت تعلم أن اللجوء إلى الأدوية لم يكن الحل الأفضل، لكنه كان الحل الوحيد المتاح. تناولت حبتين من الدواء، شربت بعض الماء، ثم جلست للحظة، تحاول أن تتنفس بعمق.

   "Flashback "

بينما كانت تجلس هناك، بدأت الأفكار تتسلل إلى عقلها. تذكرت ليانا طفولتها، تلك الأيام التي كانت تبدو بعيدة جدًا الآن. تذكرت كيف كانت حياتها مختلفة عندما كانت والدتها على قيد الحياة. كانت طفلة سعيدة، مليئة بالأمل والأحلام. كانت والدتها تحملها بين ذراعيها وتروي لها قصصًا عن المستقبل المشرق الذي ينتظرها. ولكن كل تلك الأحلام تحطمت عندما رحلت والدتها فجأة، تاركة ليانا وحدها في مواجهة قسوة والدها.

تذكرت ليانا كيف تغير والدها بعد وفاة والدتها. أصبح شخصًا آخر، قاسيًا، لا يرحم. كان يغضب لأتفه الأسباب، ويعاملها كأنها عبء عليه. كانت تلك الأيام مظلمة، مليئة بالخوف والقلق. ومع مرور الوقت، بدأت ليانا تفقد الأمل في أن يتغير أي شيء. كانت تعيش في خوف دائم من والديها ومن العالم من حولها.

عادت ليانا إلى واقعها عندما سمعت صوت والدها من الطابق السفلي. "ليانا! أين الفطور؟" كان صوته غاضبًا، كعادته كل صباح. لم يكن هناك شيء يمكن أن يرضيه، مهما فعلت.

______________________________________

أسرعت ليانا إلى المطبخ، محاولةً تجنب المزيد من غضب والدها. كانت تعرف أنه لا يحتمل الانتظار، وأن التأخير قد يعني المزيد من الصراخ وربما الأسوأ. بدأت في إعداد الفطور بسرعة، وكانت تشعر بتوتر يتصاعد في داخلها. كانت كل حركة تقوم بها محاطة بالخوف، الخوف من أن ترتكب خطأ بسيطًا قد يؤدي إلى انفجار غضب والدها.

عندما انتهت من إعداد الفطور، حملت الصحن إلى غرفة الطعام. كان والدها جالسًا هناك، ينتظرها بنظرات باردة وقاسية. وضعت الطعام أمامه بحذر، محاولةً تجنب أي تفاعل يمكن أن يشعل غضبه.

"تأخرتِ مرة أخرى،" قال والدها بلهجة مليئة بالاحتقار.

ابتلعت ليانا ريقها بصعوبة، وأجابت بصوت خافت: "آسفة... لم أقصد."

لكنه لم يلتفت إلى عذرها، واستمر في تناول طعامه بصمت، تاركًا ليانا تقف هناك، تشعر بالذنب والعار.

______________________________________

بعد يوم طويل من العمل في المنزل، جلست ليانا في غرفتها وحيدة. كانت تشعر بالإرهاق الجسدي والنفسي. حاولت أن تقرأ كتابًا لتشغل عقلها بشيء آخر، لكن تركيزها كان معدومًا. أغلقت الكتاب وألقت نظرة على الزجاجة الصغيرة مرة أخرى. كانت تعرف أنها بحاجة للنوم، لكن الكوابيس كانت تنتظرها.

Between revenge and love (متوقفة مؤقتا)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن