4: الأنارشية

305 44 35
                                    

' بورك الموتى الذين يهطل المطر عليهم '

-فرانسيس سكوت فيتزجيرالد





































































كيف ليجيوشه و سلاحه و مكائده أن تصمد في حرب كان عليه أن يخوضها بقلبه ، فقد تملك العدو من فكره ، و شتت شمل جنوده ، و بنى الحصون حول أراضيه ، فلربما النصر لم يكن الا وهم أعمى عينيه عن القتال ، و قد لا يكون لنجاته سبيل الا الاستسلام ..


" كفاية .. خيتي " تمتم بتعب و أمسك كفها بيده المرتجة ، حاول فتح عينيه بصعوبة ليراها ، يزداد لونه شحوباً مع مرور الساعات و يزداد احتشاد قطرات العرق على جبينه ..

" الله ينتقم منهم " ولولت بصمت و افلتت يدها من كفه ترفض الانصياع له ، أخذت حفنة من الأعشاب المخلوطة ببعضها و وضعتها على جرحه ليئن هو بصوت عالي ..


" بسج كفاية ! " توسل بها لكنها لم تزيل الأعشاب عن جرحه ، أخذت منديل و رطبته بماء بارد و وضعته على جبينه لعل حرارته تنخفض ..

إلتفتت كفاية لصوت وقع الاقدام داخل الدار و فتحت الباب فجأة عندما دخل هو ، لم تكد ترى وجهه في ظلام الفجر لكن قلبها عرف حضوره ..

" شلون صار ؟ " تسائل بقلق و لم ترد هي عليه الا بالدموع التي لم تعد عينيها قادرة على حملها لذا فهم أن العليل لم يكن شفائه مضمون ، ازدادت نبرة الغضب في حنجرته عندما أردف " اليوم نراويهم نار جهنم "

حاولت كفاية مناداته لكن لم يوقفه رجائها ، ركب خيله و رمى بندقيته خلف ظهره ثم صاح بمن رافقوه أن يتبعوه حتى يعودوا من حيث أتوا ، ينفذون أوامر جده بلا اعتراض ، يسيرون نحو حرب ليس فيها منتصر ..








*







قلب هدايت باشا أوراق السجل ببطء و تنهد بعمق ، تمر عينيه على الأسماء يحاول البحث عن ضالته بلا فائدة " لازم شخص آخر للمساعدة بأمر المنتفك .. "


سمع يڤيت اعتراضه و لم يرد بشيء عندما كان يلوك قطعة من الحلوى بلا اهتمام ثم رد على طلبه ببرود " جرب محمد سعيد نقيب أشراف البصرة ، علاقته زينه ويه الكل .. بس ، ماتوقع عشائر السعدون يسمعون كلمة من أحد "


نظر نحوه المشير بخيبة أمل لكنه كتم غضبه لعلمه أن الشخص الوحيد الذي كان قادراً على مساعدته هو هذا الشاب النحيف المتحايل ، أغلق السجل و استقام من المكتب و بدأ يقطع عرض الغرفة ذهاباً و اياباً بتفكير عميق ..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 26 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

المنتفقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن