ماذا لو إستيقظت يوما وشعرت أنك على وشك خسارة كل شيء
أصدقاؤك..أموالك...وكذا عائلتك..
ولكن ليس بيدك طريقة للاسترجاع أي منهم
هذا تخيلك فحسب...إنما أنا لا أمتلك أي منهم..
.
.
.
أُسمى قمر..نسبة لذاك البدر المتربع عاليا..قيل لي أن من سماني هو عامل النظافة الذي وجدني في حاوية القمامة وأنا لازلت حديثة الولادة حينها...يبدو أنني كنت طفلا غير مرغوب فيه...ومن قال أنني سأعيش في الشوارع طيلة حياتي؟
قد تمت رعايتي من طرف أم حنون...حظنتني كإبنة لها..وسهرت على مرضي...لم أشعر يوما أنني غريبة عنها..إلى أن جاء ذلك اليوم الذي مرضت فيه مرضا شديدا إلى أن ماتت...ماتت من قبلتني عوضا عن أمي البيولوجية..قد رحلت عن هذه الحياة مُخلفة إبنها الوحيد الذي إعتبرته أكثر من أخ بالنسبة لي أخي نزيم البالغ من العمر سبع سنوات..
أقسمت أنني سأحميه كما حمتني أمي..فلو مرض يجدني بجانبه ولو شعر بالجوع سأطعمه حتى قطعة من لحمي
وها أنا ذا أبلغ السابعة عشر ربيعا...كان الفقر رفيقا لي وللاخي طوال الخمس سنوات الماضية..من في عمري هم في طريق العودة من مدارسهم إلى منازلهم الدافئة ولكنني تركت المدرسة لكي أُعيل أخي وأعيل نفسي
.
.
."حبيبتك جميلة بجمال هذه الوردة سيدي"
تبتسم قمر من شخص للاخر وهي تحمل ورودها في يد وصندوقا في اليد الاخرى...ولحسن حظها أن الناس تبادلها بإبتسامة اليوم لا بالعبوس
يبدو أن السبب هو عيد الحب...يوم العاشقين..وقد جنت أموالا تكفي للاطعامها هي وأخاها الليلة..هذا هو يوم الحظ بالنسبة لها
بدأت الشمس في الغروب..وسيعود نزيم من مدرسته بعد قليل لذا عليها العودة لتحظير عشاء كمفاجئة سارة له اليوم..حملت صندوقها ثم قامت برفع فستانها وشرعت بالركض بكل قوتها..لعلها تسبقه فالعودة إلى البيت أولا
"مساء الخير أيها العم سامي"
"مساء الخير ياإبنتي"
وقفت قمر أمام محل الخضراوات وبدأت في إقتناء بندورة..فلفل..وبطاطا
وأخيرا ستقدر على طبخ عشاء الليلة..فمنذ مدة وهم يكتفون بتناول الخبز فقط..
"شكرا لك"
إبتسمت في وجه العم سامي ثم أكملت ركضها إلى أن وصلت أمام بيتها ولكن الباب القصديري كان مفتوحا..يبدو أن خطتها قد فشلت
أخذت تسير بخطوات بطيئة كي لاتحدث أصواتا وقفت خلف أخاها ثم قالت بصوت عالي :
"أنظرو من أتى"
شهق نزيم بفزع وقال ممسكا بجهة قلبه:
"هل تودين قتلي؟"
إقتربت إليه وطبعت قبلة على خده قائلة:
أنت تقرأ
الجُحْر || الفٓهْد
Romanceفُيَآ قُمًريِّ کْوٌنِيِّ لَيِّ أّلَنِوٌر وٌسِـأکْوٌنِ لَڪ مًلَهّـمًأّ