امسكني ان استطعت

مقدمة

الخطر ليس عندما تواجه الخطر بل هو ان تخاف من الخطر ......

في هدوء الليل، كانت ورشة المجوهرات التابعة لعائلة درايفن تعيش في ظلامها، تغرق في صمت عميق لم يعكره سوى أضواء خافتة تسللت عبر النوافذ العالية. تجمدت الأدوات في أماكنها، تنتظر عودة الأيدي التي تعرف كيف تحركها. أما المجوهرات، تلك القطع اللامعة التي ملأت المكان، فقد بدت كأنها تحمل أسرارًا دفينة، تلمع في الظل مثل عيون تراقب في صمت.

فيفيان درايفن وقفت وسط الورشة، هيمنة شخصية غامضة تعكس ما بداخلها. بشعرها الأحمر الكرزي الذي ينسدل على كتفيها بشكل أنيق، وعينيها البنيتين اللتين تنبضان بالذكاء والحذر، كانت فيفيان تجسد كل ما هو متناقض؛ فهي جمال خطر، ورقة تحمل في طياتها قسوة لا ترحم. ملامحها الحادة كانت تعكس قوة داخلية، وكأنها نحتت لتكون وجهًا للعقل المدبر الذي لا يعرف الخوف.

في يدها، كانت تمسك بقطعة من الألماس، ترفعها تحت الضوء لتمعن النظر في بريقها. انعكاس الضوء على وجهها كشف عن تركيز عميق، وكأنها تحاول قراءة خريطة مخفية داخل تلك القطعة. "هذا هو العالم الذي صنعناه"، همست بصوت منخفض، "عالم حيث الجمال يختبئ خلف الأقنعة."

قاطعت أفكارها خطوات ثقيلة تقترب من الخلف. التفتت بهدوء لترى داميان درايفن، قائد الفريق الميداني، يدخل الغرفة بملف أسود في يده. داميان، بأناقته المعتادة وملامحه الهادئة، كان الرجل الذي يعتمد عليه الجميع في تنفيذ الخطط على أرض الواقع. عيونه الزرقاء الباردة لا تترك مجالاً للشك في جديته.

"العملية تمت بنجاح"، قال بصوت منخفض لكنه مليء بالثقة.

نظرت فيفيان إلى الألماس مرة أخيرة قبل أن تضعه في صندوقه الفاخر وتغلق عليه بإحكام. "هذه مجرد بداية، داميان"، قالت وهي تتناول الملف من يده بنظرة حادة. "لدينا الكثير من الأعمال لنقوم بها."

ابتسم داميان ابتسامة خفيفة وهو يرد، "دائمًا جاهزون لما هو قادم." استدار ليغادر، تاركًا فيفيان وحدها مرة أخرى. كانت تعلم أن هذه الليلة لن تكون الأخيرة التي تقضيها في هذه الورشة، فمثلما تخفي المجوهرات أسرارها في الظلام، كانت هي تخفي خططها التي لن تتوقف حتى تتحقق.