" لا شيء فقط البداية "

141 11 13
                                    

Roma, italy - 7:30 PM

الساعة تشير إلى السابعة والنصف مساءً في روما. المدينة، التي تبدو وكأنها تعيش في زمنها الخاص، تزداد سحرًا مع اقتراب الليل.
الأضواء الخافتة تنساب عبر شوارعها القديمة، تلامس بهدوء حجارة الأرصفة التي شهدت قروناً من الخطوات العابرة.
في هذا الوقت، الكولوسيوم يقف شامخًا تحت سماء أرجوانية، وكأن صمته يحمل أصوات الجماهير القديمة. على مقربة، تهمس نافورة تريفي للمارة بأمنيات لم تتحقق بعد.
روما ليست مجرد مدينة، بل لوحة فنية تنبض بالحياة عند هذا المساء، حيث يتنفس التاريخ في كل زاوية، وتُكتب قصص جديدة.

في ذلك المنزل الذي ليس بكبير و ليس بصغير، المهم انه راقي و جميل.

كانت تلك القابعة أمام حاسوبها ترتدي نظاراتها الطبية رافعة شعرها بطريقة فوضوية لكن لطيفة، عاقدة حاجبيها و كأن هناك شيء مهم في حاسوبها يجب عليها حله. قامت من مكانها و هي ترتدي بيجامة نوم فضفاضة،توجهت نحو المطبخ، وقد شعرت بأن الوقت قد حان لابتعادها عن شاشة الحاسوب.
دخلت وبدأت بتجميع المكونات بعناية. أخذت تتنقل بين الخزائن والثلاجة، حيث اختارت المكونات الطازجة واللذيذة. بدأت في تقطيع الخضروات وسلق المعكرونة، وكل حركة كانت مدروسة لتضمن أن كل شيء يتم بطريقة مثالية.
أضافت التوابل والصلصات، واستمتعت بصوت الطهي الذي ملأ الأجواء. بعد فترة قصيرة، كانت قد أعدت وجبة شهية، كاملة بالألوان والنكهات التي منحتها شعوراً بالإنجاز والراحة.
عادت إلى حاسوبها وهي تحمل طبقاً ساخناً، مفعمة بالنشاط والحيوية.

بينما استمرت في متابعة شاشتها بتركيز جديد. بعد ساعة أخرى من النظر لشاشة الحاسوب قامت و توجهت نحو الحمام، استحممت و توجهت نحو سريرها و نامت وهي تفكر في الكثير و الكثير .

منذ ثلاث سنوات،
وهي على نفس المنوال تفكيرها دائما غارق بهم، ماذا يفعلون الآن؟ هلاشتاقوا لها كما اشتقت لهم ؟ كلا هم من كانوا سبب بعدها عنهم! ولو عاد الزمن للخلف كانت ستفعل نفس الشيء.

هذا يكفي لا يهم لا شيء يهم المهم هو بداية جديدة
نامت و عقلها منشغل بالتفكير بهم !.

وفي عالم بعيد كل البعد عن الراحة و الحب أو حتى الحياة،

في قصره المظلم ، حيث تتراقص أضواء الشموع بشكل خافت على جدران الحجر الباردة، كان هو هو البرتو كابيلو الذي لا يعرف عن الرحمة شيئا ذلك الشخص المتوحش البارد المغرور يجلس على مقعده الضخم. يحيط به رجال الأمن المخلصون، وأجواء القاعة تغمرها برودة غير طبيعية.
يكتمل المشهد بدخان سيجارته الثقيلة الذي يتصاعد ببطء في الهواء.

رقصة الظلام / Dance of darknessOù les histoires vivent. Découvrez maintenant