| ٠ | استهلالية

17 2 2
                                    

٠ | استهلالية

" في طيات عالمٍ آخر همست فيه القوة في الظلال و راقصت بين طياته الحقيقة الخداع،

كان لكل خطوة أثر و لكل زلة ثمن.

كل من خضع ارتقى و من ثار وجد القاع مأوى.

بين مُروج تلك الأرض الواسعة وحدائقها المعلقة كان الجهل و النهم من النّعم على أصحابها أما الفضول و الإيثار فهما بلاهة و نقمة على من اختارهما .

نقوش قدر ذهبية زينت مجلد ذلك العالم القديم فوق أحد الرفوف الممتلئة بالسخام و الغبار،

و أول عبارة احتلت صفحته الأولى أن

" الزمن دوما ما يكشف الحقيقة". "

استوت تلك الحروف المنحوتة بروْنق وَ بهاء على واجهة البوابة الذهبية التي لمعت بكل أنواع الأحجار الكريمة التي نافست في بريقها خيوط الشمس الدافئة.

هناك على واجهتها حيث كان عدة حرفيين يضعون كل معرفتهم و حرفتهم كي يتم إتقانها كلما تتحرك أيديهم في الهواء بحركات مدروسة كانت نتائجها تلك الزخارف الحادة التي تمثل العديد من الأشكال.

" ممتاز يا أيها الرفاق، لم يبقى سوى التلميع النهائي و آخرُ اللمسات" هتف بهم بينما يصفق بخفة ما بدى من ملامحه النشيطة و المتقدة و هندامه المنمق أنه المسؤول على عمل الحرفيين.

" هذه السرعة في الأداء إن دلت على شيئ فهو مهاراتكم الفائقة، أرى أننا سنرى الافتتاح قبل أوانه و الفضل يعود لكم "

استقام بجوار الحرفي المشرف شاب طغى الرمادي على هيئته بينما يبتسم و هو يقابل تلك البوابة الفائقة الحجم و القيمة.

" كان هذا العمل بمثابة عربون شكر لكل التضحيات التي تم فدائها من أجلنا كشعب، نحن مسرورون لتلبية أي طلب منكم في أي وقت يا نائب القيادة العليا"، أجابه الآخر بينما نظراته المليئة بالفخر و الامتنان لا تفارق محياه و هو يتابع بكل تركيز آخر مراحل التزيين و التلميع.

" نتمنى فقط أن تنال استحسان سيادتها "، أردف يقلب زجاجة مملوءة بمسحوق من الذهب الخالص.

" الحفاظ على هذه الأرض وكل من فيها آمنين و سالمين من الأعداء واجبنا بعد كل شيء " ابتسم ذو النظرات الفضية ليتابع بينما يخرج من جيبه أداة بنفس ألوان ثيابه.

" لاداعي للقلق. أنا متأكد أنها لن تبرح من عند هذه البوابة عندما تراها، مجرد انتقاء معادنها استغرق فرقكم عشر سنوات و نحتها قرابة العام، و هي أكثر شخص يمكن القول أنه يتعلق بأي فكرة تستغرق وقتا و جهدا كي تصير حقيقة ".

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 24 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

𝐀𝐋𝐄𝐓𝐇𝐄𝐀 || آلــيـثـيــا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن