4- عِتاب

64 8 28
                                    

رواية_يوسف.
الفصل_الرابع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لِمرور الأيام قدرةٌ فريدة علىٰ إخماد الشوق وإطفاء وهمِ الحب و دمل جرح الغياب وتخفيف وطأة الحنين، وكفىٰ بها وصيّة لكلِّ من يجد في قلبه تحرُّكًا؛ إنْ تريّث!
‏فكم من توهُّم عشقٍ تلاشىٰ بعد غياب، وكم من تعلّق انفكّ بعد انقطاع الوصل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقعت الكلمه عليه فظل واقفًا كما هو، أنها تقول أن ينفصلو، تلك الذي أحببتها واختارتها من بين الجميع، اختارتها رغم كل الظروف، رغم أن لا يوافق أحد ولكن الحب لا يعرف مواقفه احد، أنه القلب ياسادة يختار وأنا أمشي ذليلًا خلفه واُقيد بين جدران الحب .

استدار"خالد" بهدوء وهو يسألها بتعجب :
_ انتِ فاهمه الكلمه إللي قولتيها؟.

هزت رأسها ودمعتها فرت هاربه ولكنه رأها عندما قالت :
_ فاهمه، أنا عايزة اطلق.

_ وده ليه أن شاء الله ؟.

_ أنا مش بهزر انا مش بحبك عايزة أطلق.

تقدم منها وأمسك بيديها وحسس على دبلتها الذي في يديها قائلًا :
_ فاكره يوم فرحنا قولتلك دي لو شلتيها مرة من ايدك ساعتها هكون في القبر؟ عايزة تموتيني يعني؟.

سحبت يديها وهي تجيب بنبرة تحث على حزنها :
_ يومها بردوا قولتلي لو حسيتي انك مش عايزاني في يوم قوليلي.

_ اه يومها بردوا قولتلك هشوف أيه حسسك بكدا وأحاول اغيره، لكن اسيبك على جثتي.

بكت بألم وهي تجلس على الفراش، جلس بجوارها واخذها بين اضلاعه يحميها قائلًا :
_ قوليلي إيه زعلك، إيه حسسك بكدا؟.

شددت من عناقه وهي تجيب :
_ محدش بيحبني هنا وكلهم محدش حابب أنك تكون ليا ياخالد، افهمني روح اتجوز إللي باباك يقولك عليها، مش واحده من الشوارع.

اخرجها من عناقه ونظراتها له الحزبنه تلك قتلت قلبه :
_ سلمى أنا مش عايز غيرك، لو محدش عايزك هنا انا هاخدك ونهرب بعيد.

اكمل بعدها قائلًا :
_ انا اسيب الكل علشانك، بس مش هسيبك علشان حد.

ابتسمت وسط حزنها فسألها هو مجددًا :
_ إيه اللي حصل احكيلي من غير ما تخبي عني حاجة.

أومأت له وقصت له ماحدث :
_ ولله كنت هغير له بس مكنش في نيتي أيّ حاجة تانيه.

مسح لها دموعها قائلًا :
_ شششش دا إبنك مش ابنهم اوعي تسمعي لحد ولا تقولي طلاق تاني، فاهمه.

هزت رأسها وعانقته مجددًا.

_________________________

أشرقت الشمس وانارت السماء وتجمعت العائله على مائده الطعام كي يتناولو وجبه الفطار، دق باب البيت فنهضت "ريتاچ" وهي ترى من الطارق، كانت عمتها الذي ابتسمت لها ثم دخلت، رحبو بها جميعًا وجلست معهم على المائده، نظر لها الجميع بتعجب فقال "أحمد" موضحًا :
_ انا قولت لـ صفاء تيجي تقعد معانا هنا بدل ماهي قاعده لوحدها.

يُــوسـفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن