الفصل السادس عشر

301 61 19
                                    

اللهم يا مسهل الشديد ، و يا ملين الحديد ، و يا منفذ الوعيد ، و يا فعال لما يريد ، أخرجني اللهم من أشد الضيق الى أوسع الطريق ، و لا تحملني يا ربنا ما لا اطيق .
16
#وتكالبت عليهما الذئاب
الفصل السادس عشر
لتقف ليلى استعدادا للمغادره وهي تقول بتحذير انا نصحتك وانتى مش صغيره ويا ريت تحطي مصلحه داوود قدامك زي مصلحتك وطبعا مش محتاجه انى اقول لك ما فيش داعي تقولي لداوود على كلامنا ده ، انا هستناهم برة فى الجنينة عشان استقبل وعد حفيدتى براحتى باي باي
لتقف رنيم بذهول و هى تراقب خروج ليلى الى الحديقة بمنتهى الاريحية و كأنها لم تجر.ح كبريائها او تؤذيها ، لتتسائل بين جنبات روحها .. لماذا ، و لماذا تحارب سعادتى و حياتى
لتجلس بشرود شديد و هى تفكر فى حديث ليلى و عبراتها تغر.ق وجهها حتى انفصلت عن كل ما يدور حولها .. الى ان انتبهت على اصوات تقترب منها لتحاول جاهدة تجفيف عينيها و وجهها ، لتجد يقين تقترب منها بمرح قائلة : رونى الندلة اللى لازم اجيلها لحد هنا كل مرة
لتحتصنها رنيم و هى تجاهد لرسم ابتسامة واسعة على وجهها و تقول : اهلا يا يقين وحشتينى
يقين بامتعاض : وحشتك ده ايه .. ده انا من ساعة ما اخدت اجازة عشان وعد و انا لازم اجيلك عشان اشوفك ، مافيس مرة تجينى انتى
رنيم : ما احنا بنقول عشان الولاد يلعبوا فى الجنينة براحتهم ، و هاجر بتاخد بالها منهم
يقين و هى تلتفت حولها : هى رغدة لسه ماجاتش
رنيم : مستنية رافت يخلص شغل و يعدى عليها ، اومال فين وعد و داوود
يقين ضاحكة : جوزك يا ستى من وقت ماجانى و هو مستولى على وعد و مش عاوز يديهانى ، حتى و هو سايق كان واخدها على رجلة
و سيبتهم فى الجنينة برة بيلاعبها و ماما بتحاول بس انها تسلم عليها و داوود مش مديها فرصة
لتتذكر رنيم كلمات ليلى و هى تقول .. داوود هيموت ويجيب عيل انتى ما بتشوفيش هو بيلعب ازاي مع يوسف و مع وعد
لتزدرد لعابها بتيه و سؤال يتأرجح بين جنباتها كخن/جر مسمو.م .. هل من الممكن ان يتزوج داوود مرة اخرى ان لم استطع ان انجب له طفلا من رحمى
و عندما لاحظت يقين شرود رنيم الشديد قالت لها بفضول : مالك يا رنيم في حاجه مضايقاكى و اللا ايه  ، ايه اللي حصل قولي لي .. ماما قالت لك حاجه ضايقتك ، انا عارفه ان علاقتكم مش احسن حاجه وماهياش اول مره تضايقك
رنيم و هى تهرب بعينيها من يقين : ابدا ما حصلش حاجه ما تشغليش بالك انا هروح اكمل اللي انا كنت بعمله علشان لما الباقيين يوصلوا نبتدي نتغدى على طول
وقبل ان تحاول الفرار من امام يقين .. امسكتها يقين من رزغها و هى تقول بلهفة : استني هنا كلميني .. انا بسالك فيكى ايه ، انتى متخانقه مع داوود ولا ماما مزعلاكي ولا في ايه بالضبط ، ما انتى ما تحاوليش تقنعيني ان انتى طبيعيه ، انتى مش طبيعيه بالمره ، و يا تقولي في ايه يا اما هسال داوود
رنيم وهي تحاول الهروب بعينيها .. فقد احست بانها على وشك البكاء مره اخرى : ما تشغليش بالك يا يقين .. مانتى عارفه بس مامتك لما بتتكلم معايا بيبقى كلامها عامل ازاي
يقين : انتى المفروض تكوني اتعودتي
رنيم : ايوة .. الحكاية بس انى احيانا ببقى مش مستعدة انى اسمع الكلام ده
يقين بفضول : والكلام المره دي كان على ايه
رنيم و هى تنظر تلك المرة بأعين يقين لتقيس رد فعلها : على جواز داوود عليا لو ما عرفتش اجيب له بيبى
يقين بصدمة : ايه الكلام الفارغ ده
رنيم بنفى : المره دي الكلام مش فارغ  ابدا يا يقين ، مامتك فيه في دماغها حاجه معينه بتفكر تعملها ، وحاسه انها ناوية تعمل مشكله كبيره اوى بيني وبين داوود في الفتره الجايه دى
يقين : ما انتى عارفه كويس دماغ داوود وعارفه كويس برضه انه مش اي حد يعرف انه يمشي حاجه عليه او انه يقنعه بحاجه هو مش مقتنع بيها من الاساس
رنيم بنظرة امل : و تفتكرى هيفضل كده على طول
يقين بتاكيد : ايوة طبعا .. هو انا تايهة عن داوود و دماغه
ثم احتضنت رنيم و هى تقول : و لو تهت عن دماغه .. عمرى ما هتوه عن حبه ليكى ، هو انتى مش شايفة اللى بيحاول بس يضايقك بيعمل فيه ايه
لتعود الطمأنينة تدريجيا الى قلب رنيم التى ابتسمت بصفاء و قالت : طب تعالى ياللا اما نشوف هاجر خلصت كل حاجة و اللا محتاجالنا فى حاجة
يقين و هى تتجه معها الى غرفة الطهى : ياللا احسن كمان هاجر وحشتنى اوى
و على مائدة الطعام .. كان غالبية الحاضرين قد فرغ من طعامه ، و لكنهم ظلوا باماكنهم ادبا للباقين .. و كانت رنيم قد عادت لطبيعتها و هى تقوم بواجبها كسيدة المنزل و ترحب بضيوفها ، مع ملاحظة نظرات ليلى بين الفينة و الفينة
و كانت رغدة تحاول ان تطعم صغيرها بعض الطعام الذى اعدته هاجر له خصيصا .. لتقول ليلى و هى تنظر لرنيم ببعض الكيد : ابنك يجنن يا رغدة .. جميل اوى
رغدة : ميرسى يا طنط .. ده من ذوقك
ليلى : لا بجد .. مش مجاملة خالص  ، بس الحقيقه كل ما بشوف ابنك وبشوف بنت يقين بقول امتى بقى رنيم هي كمان ممكن تعملها وتفرحني باولاد داوود ،  نفسي افرح باولاده و اشيلهم فى حضنى قبل ما اموت
لتترد اصوات متداخلة تحتوى على جملة واحدة اجتمع عليها الجميع دونما اتفاق .. ربنا يديكى طولة العمر
ليلى موجهة حديثها لداوود : لما كنت بتكلم قبل كده كنت بتقوللى لسه بدرى .. و ادينا مابقيناش بدرى
ودى مراتك لدكتور يبص عليها و يقوللنا فيها ايه مأخرها لحد دلوقتى
لتسقط ادوات المائدة من يد رنيم محدثة صوتا ملحوظا من الجميع ، قبل ان يلتفت داوود الى والدته قائلا بجمود : كل شئ باوان يا ماما
ليلى و هى تغادر المائدة : لو ما اتصرفتوش انتم .. انا هتصرف بطريقتى و من غير ما ارجع لحد فيكم .. و وقتها ماحدش فيكم من حفه انه يعترض
لينظر داوود الى رنيم ليجدها تبتسم بحرج و هى تقول : هقول لهاجر تعمللنا القهوة
لتنصرف مسرعة تتخبط بعصاتها تحت مراقبة الجميع و قد احنت كتفيها امارة على انفعالها و حزنها الشديد
لتقول رغدة ببعض الحدة التى لم تستطع السيطرة عليها : مامتك مالهاش حق ابدا يا داوود انها تقول لها الكلام ده قدامنا
يقين بحرج : حاول تراضيها يا داوود .. ماما فعلا احرجنها جامد
ليتركهم داوود و بدلا من ان يذهب وراء رنيم .. اتجه الى الخارج و بحث بعينيه عن امه ليجدها تجلس بالحديقة و بيدها احدى المجلات تتصفح بها باهمال ، ليجلس داوود أمامها و يقول بما يشبه الهدوء الذى يسبق العاصفة : انتى شايفة ان الكلام اللى انتى قلتيه جوة ده يصح انه يتقال قدام الضيوف
ليلى بسخرية : مافيس حد غريب ، و بعدين هم فين الضيوف دول ، هى صاحبتها و اختك بقم ضيوف
داوود بحدة : حتى لو اللى بتقوليه ده مظبوط رغم انه برضة مش عاجبنى ، لكن حبيب و رأفت غرب عنها ، ماينفعش تقولى الكلام ده قدامهم
لتترك ليلى الجريدة من يدها و تنظر له بندية و تحدى قائلة : طالما انكم مش عاوزين تتحركوا ، نفسى اعرف مستنيين ايه ، و اللا انتم مخبيين عنى حاجة .. ايه .. هى طلعت ما بتخلفش ، انا حاسة ان هيطلع فيها حاجة بسبب الحادثة
داوود بغضب : على فكرة الحادثة دى انا اللى كنت السبب فيها ، و كنت معاها فى نفس العربية اللى اتقلبت بينا احنا الاتنين ، مافكرتيش ان ممكن اكون انا اللى حصل لى حاجة مش هى
ليلى باستنكار : بطل بقى تعمل فيها حامى الحمى ليها كل ما حد يكلمها كلمة .. انا عاوزة افرح بولادك .. مستكترها عليا ليه
داوزد و هو يدلك وجهه بحدة : اللى عاوز يفرح باحفاده زى ما بتقولى ما يجرحش الناس فى بيتها و قدام ضيوفها زى ما عملتى
ليلى بعناد : انا ماعملتش غير الصح ، انا اللى عارفة مصلحتكم اكتر منكم ، انتو السك/ينة سا.رقاكم ، و لو انا ماعملتش كده هتكبروا و تعجزوا من غير ما يبقى عندك ولد تتسند عليه لما تكبر ، و انا قلتها و بكررها لو ما اتصرفتوش انتم .. انا هتصرف بطريقتى
ليقف داوزد قائلا بيأس : انا اللى بقوللك .. ياريت اللى حصل ده ميتكررش تانى ، لانه لو اتكرر هرد رد تانى بطريقتى هيزعلكم كلكم منى ، و احمدى ربنا انى رعبت انك امى و مارضيتش ارد عليكى و احرجك قدام الموجودين زى ما عملتى مع رنيم
ليتركها عائدا الى الداخل ليجد الجميع يلتفون حول القهوة الساخنة و رنيم بصحبتهم و كأن شيئا لم يكن
ليقترب منهم فتقول له رنيم و هى تناوله القهوة : دى القهوة بتاعة طنط ، ياريت توديهالها قبل ما تبرد
ليتناول منها داوود القهوة و يناولها بدوره الى يقين قائلا : معلش يا يقين .. وديهالها على ما الحق قهوتى قبل ما تبرد لتتناول يقين القهوه من شقيقها وتتجه الى الخارج وتقترب من ليلى وتضع امامها القهوه وهي تقول بجمود : قهوتك يا ماما
ليلى : وانتم قهوتكم فين اومال .. انتم هتشربوها جوه
يقين : ايوة
ليلى باستنكار : وما ندهتوش عليا اشربها معاكم ليه واللا الست رنيم زعلانه وعامله لها موال جوه
يقين باعتراض : رنيم ولا زعلانه ولا عامله موال ، عادي جدا وبنشرب القهوه بتاعتنا ، كل الحكايه اننا ما حبناش نخرج نقعد بره دلوقتي ، بس انا نفسي اسال حضرتك سؤال
ليلى : سؤال ايه
يقين : نفسي اعرف انت بتعملي كده ليه ، رنيم بتحب داوود جدا وداود بيحبها جدا ومبسوطين مع بعض جدا جدا جدا انتى بقى ليه بتحاولي انك تضايقيهم
ليلى وهي ترتشف قهوتها ببرود : هو انا عشان عاوزه مصلحتهم ابقى بضايقهم
بقين : هم ادرى بحالهم .. يخلفوا دلوقتي يخلفوا كمان سنه ما يخلفوش خالص هم اكيد مخططين لحياتهم وعارفين هم بيعملوا ايه كويس جدا ، احنا بقى مالنا
ليلى : انتى مالك .. لكن انا ما ينفعش يتقاللى انتى مالك ، ده انا مالي ونص كمان ، ايه .. عاوزه اتطمن على ولاد اخوكى ، ايه المشكله يعني غلطت في ايه
بقين : غلطتي في اختيار الاسلوب والتوقيت ، انتى احرجتيها جامد قدامنا كلنا و كمان قدام حبيب و رافت ما كانش يصح ابدا انك تتكلمي قدامهم ، انا نفسي اتكسفت
ليلى بسخرية : لا ما تتكسفيش ، عادي جدا ، و انا ادرى بمصلحتهم منهم هم نفسهم
لتغادرها يقين قائله بقله حيله : انا داخله اشوف وعد ، واضح كده ان ما فيش فايده
لينقضي اليوم ويذهب كل الى حال سبيله ، لتحاول رنيم مساعده هاجر في اعاده المكان الى ما كان عليه ، لتجد داوود يقترب منها قائلا : ايه يا رنيم ما كفاكيش تعب النهارده .. انتى محتاجه تطلعي تستريحي شويه والحمد لله ان بكره السبت برضه اجازه واللا كنتى هترجعي المصنع وانتى مش قادره حتى انك تفكري في اي حاجه بتركيز
لتقول هاجر بحب و احترام : فعلا يا مدام رنيم انتى تعبتى النهارده اوي .. اتفضلي حضرتك استريحي وانا هرجع كل حاجه زي ما كانت ما تقلقيش هتصحي الصبح تلاقي المكان كله زي الفل
لتبتسم رنيم بامتنان قائله : طب ما انتى كمان تعبتي قوي النهارده يا هاجر
هاجر : تعبك راحه .. انا واخده على كده اطلعي انتى استريحي وانا هكمل كل حاجه
لتستجيب رنيم الى كلمات داوود وهاجر وتعود بالفعل الى غرفتها لتنال بعض الراحه وعندما فرغت من روتينها قبل النوم واتجهت الى فراشها وجدت داوود يجلس بالقرب منها وهو يقول بنبره تمتلئ بالاعتذار : انا مش عاوزك تشغلي بالك بالكلام اللي ماما قالته النهارده على الغدا
رنيم و بوادر الدموع تقترب من عينيها : انت عارف ان انا دايما بكبر دماغي وما بعملش مشكله ابدا من اي كلام مامتك بتقوله ، لكن النهارده جرحتني قوي يا داوود ، انا مش فاهمه هي ليه بتعمل معايا كده
داوزد باعتذار : حقك عليا .. وانسي كل اللي هي قالته
لتومئ رنيم برأسها و تقول بخفوت : حاضر يا داوود .. هحاول انسى
وبعد مرور عده ايام كان داوود يجلس بمكتبه و هو يرد على بعض المراسلات الخاصه بالعمل .. لتبلغه مساعدته ان هناك فتاه بصحبة شخص يبدو على ملامحه انه اجنبى و تطلب مقابلته وقدمت له كارت التعريف الخاص بها ليكتشف انها سهام ابنه مصطفى درويش
ليسمح لهما داوود بمقابلته لتدخل سهام وهي تقول بغرور هاي يا داوود ازيك
داوود بدماثة : اهلا يا انسه سهام نورتي المصنع
سهام وهي تشير الى الشخص الذي بصحبتها : اعرفك .. ده مستر جون ، عنده اوتيل جديد في قبرص وعاوز يتعامل معاك ولما عرف اني على علاقه بيك طلب مني انى اوصله ليك
داوود وهو ينظر الى جون بابتسامة ترحاب : وانتى عرفتيه منين
سهام : انت ناسي اني بقيت بزنس وومن و اللا ايه ، وبقى ليا تعاملات كثير مع ناس كثير من مصر ومن براها
داوود : ايوة برضة .. عرفتيه ازاى و عرفتى منين انه عاوز يتعامل معايا
سهام : ابدا يا سيدي كل الحكايه ان مستر جون كان بيراسل المصنع بتاع بابا علشان كان عايز شغل معين بالالوميتال ، ولما جه هنا زياره علشان يتابع الانتاج بتاع الشغل بتاعه جات السيره وحكى لي انه بيعمل اوتيل هناك عنده وانه سمع اننا عندنا هنا في دمياط مصنع له سمعته بيصدر موبيليا محترمه عندهم ، فلما قلت له على اسم المصنع بتاعك قال لي ايوه هو ده المصنع ولما كمان قلت له اني اعرفك شخصيا وان في بيننا وبين بعض صداقه قديمه طلب مني ان انا اعرفك عليه ، وعشان كده جبته وجيت على هنا
داوود : طيب يا ستي احنا اسفين على تعبك معانا
سهام بمرح : لااا .. الكلام ده كان زمان انما دلوقتي انا ليا كوميشن في العمليه دي
لتعلو ضحكات داوود وهو يقول كده اثبتي انك فعلا بقيتي بيزنس وومن
ليبدا في تحيه جون والتحدث معه عن تفاصيل الصفقه التي جاءه من اجلها وطلب من مساعدته ان ترسل في طلب رنيم بقائمه اسعار الاثاث الفندقي
وعندما حضرت رنيم وتفاجأت بوجود سهام درويش حيتها ببعض الجمود وحيت ضيفها ايضا وعندما علمت من داود سبب زيارتهما ، قدمت الى جون ما يفيده بعمليه شديده وهي تطلب منه ان يلقي نظره بعنايه حتى يستطيع ان يحدد مطلبه الذي على اساسه سيكون التعاقد بينهما
واثناء حديث رنيم مع جون لاحظت سهام اعجاب جون الشديد برنيم وادائها العملي حتى انه قال في نهايه حديث رنيم له موجها حديثه الى داوود : لقد احسنت بالفعل اختيار مساعديك سيد داوود فالسيده رنيم حقا رائعه واني اشعر اني احسدك عليها ، فهي حقا متمكنه من ادواتها وكم اتمنى ان اجد لنفسي مساعده مثلها
ليقترب داوود  من رنيم ويضع جناحه حولها ويقول بابتسامه من يدقق بها يعلم انها ابتسامة قد تبدو انها غير ودوده : لديك كل الحق سيد جون والا ما كان وقع اختياري عليها دون جميع النساء لتصبح زوجتي
جون بصخب مرح : اوووه .. لدينا هنا زوج غيور
داوود : فلنحتسبها كما قلت
جون : اعلم انكم كمصريين غيورين على نسائكم
داوود : وعلى كل ما يخصنا  سيد جون
جون بمرح : اذا .. عليا ان ااخذ حذرى فى المرة القادمة
داوود : حقا .. سيكون افضل
جون بود و هو يمد يده لمصافحة داوود : نحن ايضا ببلدنا نفعل مثلكم .. فلا تقلق ، نحن نحترم كل ما هو جاد ، و اتمنى ان نصبح اصدقاء
داوود بابتسامة : يسعدنى ذلك
سهام : لا تنسوا انى من قمت بتعريفكم على بعضكم البعض
جون : عزيزتى سهام .. حقا لن انسى لك هذا المعروف
كانت رنيم تستمع لكل الحديث القائم بين الثلاثه الباقين وهي ترسم على شفتيها ابتسامه هادئه دون ان تشارك في الحديث بعد ذلك حتى طلب منها داوود ان تقوم بارسال قائمه الاسعار والكتالوجات الخاصه بالاثاث الفندقي الى جون على حسابه الشخصى ، ليقوم جون بتقديم الكارت التعريفي الخاص به الى رنيم وهو يقول لها باحترام : سيدتي اعتقد انك ستجدي كل البيانات التي تحتاجين اليها بهذا الكارت
لتنصرف رنيم تاركه ثلاثتهم وهي تستمع لضحكات سهام التي كانت تخطب ود الرجلين بوقاحه ظاهره للعين دون ان تحاول اخفاء ما تفعله
وعندما جلست رنيم الى حاسوبها وهي تقوم بما طلبه منها داوود وجدت سهام تدخل عليها وهي تدعي البراءه وتقول : انا قلت اجي اسلم عليكى قبل ما امشي ، و بوعدك ان كل مره ثانيه اجي فيها هنا هبقى اعدي عليك
رنيم بفضول خفى : شكلك ناويه تيجي عندنا تاني
سهام بكيد : الحقيقه انا ما بقدرش ابدا ارفض اي طلب لداوود ، وداوود هو اللي قاللى .. اني لازم اعيد الزياره من تاني ، فشكلى فعلا هبقى اجي لكم كثير
رنيم : على كده بقى عندك اوقات فراغ كثير .. انا كنت فاكره ان الشغل  مع باباكي مخليكي  ما عندكيش اي وقت لاي حاجه ثانيه غير الشغل
سهام بغرور : لاااا انا بشتغل صحيح وبقيت بيزنس وومن زي ما قلت لكن ده ما يمنعش ابدا اني عايشه حياتي بالطول وبالعرض ، بعمل كل اللي انا عايزاه في الوقت اللي انا عايزاه واكيد زى ما بتسمعي عني اني طول عمرى ما بياسش وعلى طول لازم بوصل في الاخر لهدفى
ياللا اسيبك بقى عشان جون مستنينى ، و وعدت داوود انى هرجع اسلم عليه تانى قبل ما امشى .. باى باى
لم تستطع رنيم  رد تحيتها كما لم تستطع ايضا الا ان تعود بذاكرتها الى حديث ليلى عن سهام .. و انها ما زالت توافق على أن ترتبط بداوود حتى بعد زواجه بأخرى
لتشعر بأن خدرا ثقيلا قد لف اطرافها لم تستطع دفعه بعيدا .. بل انها لم تستطع ان تدرك ما يحدث بداخلها
فقد شعرت و كأنها سقطت فى دوامة ثقيلة و لم تجد فى نفسها القدرة حتى على مقاومتها ، و عندما شعرت باستسلامها الكامل لتلك الدوامة .. شعرت انها سقطت ببئر مظلم لا نهاية له
و كان داوود يقف بباب مكتبه يودع جون بحرارة بعد ان تم توقيع صفقة لا بأس بها على الاطلاق دون اى مجهود منه او من فريق عمله
لتذهب سهام خلف جون و هى تبتسم لداوود ابتسامة مرحة و تقول : اوعى تنسى العمولة بتاعتى .. هعدى عليك بعد كام يوم عشان نتفاهم ، على الاقل تكون الدفعة الاولى اتحولت لك
داوود : ماشى يا ستى .. تنورى
و ما ان استدار داوود عائدا الى مكتبه حتى سمع بعض اللغط القادم من الرواق الموجود به قسم الحسابات ، و قبل ان يسأل عما يحدث وجد مساعدته الشخصية تقول له بانزعاج : مدام رنيم مغمى عليها فى مكتبها و مش عارفين يفوقوها
ليصل داوزد لمكتب رنيم و القلق مرتسما على ملامحه ، و يبعد الفتاة التى كانت تحاول اقاقتها عن رنيم ، ليقترب منها و هو يقول بصوت عالى : حد يشوفلى اى برفيوم او كلونيا بسرعة
لتمد له الفتاة يدها بزجاجة من العطر و تقول : اتفضل .. بس انا حاولت ارشلها منه ، لكن برضة ما فاقتش
ليأخذ داوود حفنة من العطر بكف يده و يحاول ادخالها الى انف رنيم و هو يدلك لها وجهها بالكامل ، و عندما اقترب اليأس من قلبه وجد جفونها تنقبض بشدة و تضم حاجبيها و هى تحرك رأسها ببطء شديد و كأنها تجاهد للحفاظ على انفاسها الضعيفة المتقطعة
و لكنها سمعت صوت داوود و هو يناديها .. و كأن صوته يأتيها من داخل كهف بعيد فى غياهب نفسها ، و كأن صوته ينبع من داخلها و ليس من حولها
و عندما تمكنت بالفعل من أن تهزم غيبوبتها و تفتح عيونها بوهن شديد .. رأت داوود جاثيا على ركبتيه امام مقعدها بهلع بالغ .. ممسكا باحدى يديها بكف ، اما كفه الاخر  فيدلك به احدى أذنيها
و عندما التقت الاعين سمعت صوت داوود مرة اخرى و هو يقول بتيه : ايه اللى حصلك .. ايه اللى بيوجعك ، ثم قال بصوت جهورى .. حد يجيب عصير بسرعة
ثم اعاد حديثه اليها و قال : تشربى العصير يفوقك شوية و هاخدك للدكتور
رنيم و قد لمست خوفه الشديد عليها .. جاهدت لتخرج صوتها و قالت  : انا كويسة دلوقتى الحمدلله .. ماتقلقش
ليلتفت داوود الى من بصحبتهم بالغرفة و يأمرهم جميعا بان ينصرف كل الى عمله ، ثم التفت الى رنيم مرة اخرى و قال : حسيتك مش على طبيعتك وقت ما كان العميل الجديد موجود ، انتى تعبانة من قبلها و ما قلتيليش .. ما قلتيليش ليه كنت لحقت اتصرفت
لتكرر رنيم جملتها مرة اخرى و هى تربت على يد داوود و تقول : انا كويسة دلوقتى الحمدلله .. ماتقلقش
لينظر اليها بامعان .. ثم ينهض على قدميه و يمد إليها يديه قائلا : طب قومى كده اقفى ، و ورينى انك فعلا كويسة
رنيم : حاضر .. بس اما اشرب العصير اللى طلبتهولى
ليتذكر داوود العصير .. فيتجه الى الباب مسرعا ليسأل عن سبب التأخير ، و لكنه وجد الفتاة تقترب و هى تحمل كوبا من العصير الطازج ، فأخذه منها على الفور بعد ان همس شاكرا و عاد الى رنيم على الفور و هو يحاول مساعدتها على الاعتدال بجلستها لتناول العصير
لتتناول رنيم العصير ببطء و هى تسترجع مع حدث لها و السبب الذى ادى لتلك الدوامة ، فقالت بتردد و هى ما زالت تتناول العصير : سهام مشيت
داوود : ايوة .. لسه ماشيين .. يا دوب سلمت عليهم و خرجوا و لقيتهم بيقول لى الحق
رنيم و هى تحاول الابتعاد بنظراتها عن داوود قدر ما استطاعت : و اتفقتوا
داوود : الحمدلله .. المهم انتى بس خلصى العصير عشان اوديكى للدكتور
رنيم و كأنها لم تستمع اليه : و ياترى سهام هتيجى تانى 
داوود بسخرية : اهى سهام دى اللى بقت حدوتة بجد ، مش عارف قدرت امتى تتعلم و تتغير كده
رنيم : تتغير ازاى يعنى
داوود : يعنى نضفت دماغها من الهيافة اللى كانت عايشة فيها زمان و ابتدت فعلا تتعلم ، لا و جايبة العميل و هى حاطة عينها على الكوميشن بتاعها
رنيم : يعنى هتيجى تانى عشان تاخد الكوميشن
داوود : هى الحقيقة تستاهلة ، احنا خدنا فى العملية دى فرش الاوتيل بالكامل .. من بابه ، يعنى بجد صفقة هتفرق معانا جامد
رنيم : مبروك
داوود : ميرووك علينا كلنا ، ياللا قومى اقفى بقى كده خلينى اتطمن عليكى و ننزل للدكتور
رنيم برفض : انا خلاص بقيت كويسة
داوود : كويسة ازاى و انتى كان مغمى عليكى
رنيم : انا بس شربت قهوة بزيادة ، ماتقلقش ، بعد كده هاخد بالى
اما بالمنتجع .. فكان عابد يجلس بصحبة ليلى بسكنهم الخاص ، بينما كان يقول : لو ابنك بس يلين دماغه و  يوافق على جوازه من سهام
ليلى : ماظنيش انها سهلة يا عابد ، ده عامل زى المسحور ، لا و زعق معايا و بهدلنى و اتحمق اوى عشان كلمنها عن الخلفة قدام رافت و حبيب
عابد : لازم نشوف طريقة ضرورى نخلى الجوازة دى تتم .. انا فعلا محتاج تمويل من مصطفى و الا سليم هيلهف المنتجع كله فى كرشه 😏

وتكالبت عليهما الذئاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن