استيقظ سونق باليوم التالي و قد كان الوقت متأخر 'اللعنه انها الثالثة مساءً !' سحب نفسه للحمام بسرعه و اغتسل قبل ان يخرج ليغير ثيابه
قرر ان يرتدي قميصه الابيض و بنطاله الاسود ليبدو كـ رجل، او هذا ماكان يدور في رأسه.
ترك الغرفة الفوضوية و خرج ليغلق الباب خلفه.
مقرراً أن يبدأ يومه بالبحث عن المكتبات بهذا الحي.
خرج من الفندق و قرر ان يمشي بدلاً من سيارة الأجرة، كونه لا يعلم كم من الوقت سيكفي ماله لذا لا يريد انفاقه على اشياء سخيفة كتلك،
"عذراً سيدتي هل يمكنك اخباري عن اماكن المكتبات في هذا الحي؟ مازِلت جديد هنا" قال بخجل يسأل تلك المرأة العجوز
"بالطبع انا في طريقي لها، يمكنك القدوم معي إن شئت" قالت و هي تبتسم ابتسامه دافئة،
وافق سونقهون و اكملوا طريقهم سوياً و هم يتعرفون على بعض.
"إذاً ماهو اسمك صغيري؟" سألت المرأة و مازالت تلك الابتسامة ترتسم على وجهها،
"بارك سونقهون" اجاب بصوت يكاد يسمع.
"بارك؟، اذا لستَ من اليابان ها؟"
"اجل، نصف ياباني، كانت والدتي يابانيه"
اجاب بصوت خفيف مرةً اخرى لتهز المرأة رأسها بتفهم،بعد ربع ساعه كانوا امام المكتبه الكبيرة، ودعت المرأة سونقهون بأمل ان يلتقوا مجدداً، والتي بالمناسبة كان اسمها ماكي،
بعد ان تفرقوا اخذ سونقهون يبحث عن كتب فيودور دوستويفسكي، رواية الجريمة و العقاب تحديداً.
سأل الموظف هناك متجنباً اي سؤال خاص ممكن ان يكشف هويته،
اخذه لرفوف الكتب المنظمة التي تمتلئ بتلك الكتب مع اغلفتها المريحه لأعينه حسب ما قال، ليرى الكتاب المنشود يختبئ خلف الكتب الاخرى،
شكر الفتى على حسن تعامله "شكراً لك سيد.."
"تاداشي"
"شكراً لك سيد تاداشي" قال و انحنى
"يمكنك مناداتي تاداشي فقط بدون رسميات، ان كنا سنلتقي مجدداً" قال تاداشي بلطف ليبستم سونقهون و يذهب من امامه
في طريقه
رأى أريكة صغيره بعيدة عن باقي الأرائك بقرب النافذة التي تعكس ضوء الشمس على إطار تلك اللوحة الزخرفية المعلقه بي إهمال.عدل اللوحة قبل ان يضع الكتاب فوق الطاولة المستديرة و ذهب ليقضي حاجته،
عاد بعد خمس دقائق تقريباً، ليجد كتابه اختفى.
تسأل إن كان وضعه في مكان آخر لكنه متأكد أنه كان هنا، فوق الطاولة.
ذهب لتاداشي يسأله إن كان رأى من اخذه لكنه نفى
"هنالك نسخ اخرى من الكتاب ستجدها بنفس تلك الرفوف" شكره سونق مجدداً و اخذ نسخه اخرى ليرجع لمكانه و هو يفكر بهذا الموقف الغريب، لكنه تجاهله مصوب تفكيره بذلك الكتاب.
بعد ساعتين من القراءة شعر بتعب و جوع، لذا خرج باحثاً عن مطعم قريب، ليصادف مطعم صغير بوسط تلك المطاعم الفاخرة،
دخل يلقي التحيه،
"عذراً هل تبيعوا الأودين هنا؟"
"اجل، طبق واحد؟"
"اجل من فضلك" قال و اخرج المال من حقيبته.
بعد دقائق كان سونقهون يجلس بجلسات المطعم، ينظر لطعامه الشهي، شكر على الأكل و اخذ يأكل بنهم.
(الأودين يخنة يابانيه للأيام الشتاء الباردة، يؤكل كسبيل للتدفئة قديمًا)
انهى طعامه و ودع صاحب المطعم، خرج قاصداً الفندق، فهو مازال يشعر بالنعاس رغم انه نام لساعات طويلة.
وصل للفندق بعد ساعه كونه لم يحفظ طريق العوده و ضل الطريق.
صعد لغرفته و كان المكان فوضوي، انزعج كونه يكره الفوضى لكنه تجاهل انزعاجه و ارتمى فوق السرير بتعب مجدداً.