الجزء السابع

148 11 2
                                    

وصل مهيمن لمنزل عمه في المساء.
إستقبله الجميع بترحاب، وكان متوترا ومشدود الاعصاب.
وحور هي الاخرى متوترة وتكاد ان يغمى عليها
من فرط مااصاب قلبها من تسارع بالنبض.
جلس الجميع يتحدث، وقال فالح:
_مهيمن ياعزيزي،اريدك ان تكون متاكدا من قرارك
وراغبا بالزواج بكل إرادتك.
قال مهيمن:
_انا متاكد من قراري،لكن..لست متأكدا من كوني
قادرا على التجاوز بعد.
إمتعضت إخلاص وقالت:
_وكيف تريدنا ان نأمن علي ابنتنا معك وانت تعترف
بذلك؟
_عمتي العزيزة.. انتم قدمتم حور لي لم اطلبها أنا..
اعني لازال القرار لكم..ورغم كلامي واعترافي بعدم
تجاوز مامررت به، إلا إني أقدر لكم إهتمامك بي وتقديركم لي وقبلت ان اتزوجها بكل طيب خاطر..
وساحاول أن أكون عند حسن ظنكم.

قال فالح:
_لاعليك ياولدي.. معذور مهما قلت ومهما فعلت..
وبإذن الله ستجد السكينة والسلام  مع إبنة عمك.

وقالت غيداء تطمأن زوجة عمها:
_والله مهيمن طيب القلب وحنون وعصبيته
وإنفعاله شيء مؤقت.

وقال إسحاق:
_توكلوا على الله ودعوا القرار لمهيمن وحور.
قال فالح:
_ونعم بالله..ستحضر حور ونسالها رأيها امام الجميع.

ذهبت إخلاص لتطلب من إبنتها ان تحضر بينهم
فتسارعت نبضات قلبها أكثر وراحت تقول :
_هل يبدوعليه الاسترخاء أم التوتر؟
تنهدت إخلاص وقالت:
_لا احد متوتر هنا غيرك ياحبيبتي..إسترخي
وهيا لتسلمي عليه.

قالت نور:
_إذهبي انت يا امي.. سأرافقها انا لتحية مهيمن.
_حسنا ولكن لا تتأخرا.
وغادرت الام، فإلتفتت حور لإختها وقالت:
_هل يبدو علي التوتر او الإرتباك؟
إبتسمت لها نور وقالت:
_وكيف لا وانت ترتعشين؟ إهدأي وتنفسي بعمق حتى يذهب عن وجهك هذا الشحوب .
انصاعت حور لتوجيهات اختها وبدأت تجذب أنفاسها
وتهدأ من روع نفسها، حتى اعلنت إستعدادها للذهاب ومقابلة مهيمن.

بدأ صبرمهيمن لحضورها ورؤيتها ينفذ .
أطلت اخيرا ورآءها، خفق قلبه بشدة لرؤيتها وتفاجأ
بالتغير الحاصل بهيئتها، فقد تركها صغيرة ذات ملامح متواضعة، وهو اليوم يراها إمرأة ناضجة
ذات جمال آخاذ.
القت السلام بصيغة الجمع، (السلام عليكم)
فرد الجميع التحية.وعلمت غيداء بإرتباكها
فاقامت وأخذت ببدها واجلستها قربها قائلة:
_تعالي حور واجلسي قربي..هذا اخي مهيمن.
إبتسم مهيمن ولازال مأخوذا بهيئة حور الرقيقة
وجمالها،وقال:
_لابد إن حور تعرف جيدا من انا..لقد كانت يافعة
عندما غادرت الريف ولابد إنها رأتني بطريقة ما خلال سنوات ابتعادي ..أليس كذلك حور؟
احست حور بالارتباك واحست بقوة وجرأة مهيمن
على العكس منها .
وأطرقت بنظرها وهي تبتسم برقة.ولم تجبه بشئ.
فقالت غيداء:
_هل ستبقبن خجلى هكذا؟أنظري لمهيمن كما ينظر لك هو .
وقال إسحاق:
_فلتنظرا لبعضكما جيدا..لتكونا على بينة قبل ان تقررا الموافقة على الزواج فهذا امر مصيري .
لم تجرأ حور لرفع نظرها ناحية إبن عمها، فضيق
عينيه وتراطمت الأفكار برأسه ،حدث نفسه قائلا:
_أهي خجولة ورقيقة حقا ام إنها تمثل ذلك كما مثلت الخائنة ؟ يتصنعن البرائة والخجل ثم تظهر
حقيقتهن القذرة!
لاحظ إسحاق وزوجته نظرة الغضب والإشمئزاز بعيون مهيمن، فقال محاولا تلطيف الجو:
_لم لا نترك العروسين لوحدهما قليلا ليتفاهما.
إضطربت حور ونظرت لوالديها تستنجد بهما.
قالت إخلاص :
_حور خجولة لا اظنها الفكرة تروقها.
وقال فالح:
_أظنها فكرة جيدة..ولكن يبقي الرأي لهما.
قال مهيمن:
_دعوها على راحتها..إن كانت لاترغب بذك فلابأس.
لكن غيداء قررت نيابة عنهما وقالت:
_ فلنخرج ونتركهما يتحدثان ويتفقان ببنهما.
وبحركات من إسحاق، إنصاع الجميع وخرجوا
من الغرفة ،تاركين حور وقد جمد الدم بأوداجها.
ظلت مطرقة بنظرها للأرض، فيما يتفحصها هو
من رأسها حتى القدمين، مستغلا نظراتها الشاردة.
قام ليجلس قربها فخفق قلبها وارتجفت يداها.
فقال:
_اتعلمين..أحب المرأة الخجولة والبريئة والرقيقة
وهذا كله أراه فيك الآن..لكن للأسف..لا أستطيع
التصديق إنه يوجد إمرأة تملك هذه الصفات او العلامات..أيا كان اسمها.

كاانت كلماته كالصاعقة التي ضربت رأسها ورفعت إليه بنظرها مصدومة من تلميحاته.

إنكمش قلبه وهو يرى عينيها بوضوح للمرة الاولى
منذ حضوره .وقالت هي:
_ أتقصد إني أتظاهر؟
_لا اقصد الأهانة..لكن الخائنة ..تعرفين من  أقصد ..كانت تتظاهر بالرقة والحياء عندما ذهبت لخطبتها وأنظري ماكانت حقيقتها !
_حالتك مستعصية على مايبدو !

جدحها بنظرة غضب وقال:
_بدأ لسانك يخرج !
_لقد اهنتني بشكوكك من اول مرة نتحدث فيها.
_اوليست تلك حقيقة؟قبل دقائق وأنت تضجين بالبرائة والحياء والآن ظهر لسانك وجرأتك.
_أنت لست طبيعيا !
_كذلك انت ! تصرفي بطبيعتك رجاءا..لتختصري علي الطريق واعرف شخصيتك الحقيقية.
وقفت وقالت :
_سأختصر عليك الطريق جدا..سأخبرهم بعدم
موافقتي ،فعلى مايبدو إنك مجبر علي الزواج بي.
وقف هو الآخر وإقترب منها وقال:
_سترحمين نفسك إن فعلت !
لم تحتمل صلافته وقسوته فتلألأت عيناها بالدموع وقالت:
_شكرا على النصيحة!
وهمت لتبتعد عنه وتتركه، لكنه أمس بذراعها
وأوقفها، وكأنه ندم في لحظات وأفاقته دموعها  وقال:
_حور..أرجوك أعذريني..هذا هو وضعي وهذه معاناتي..والقرار قرارك.
افلت يدها، فمسحت دموعها وقالت:
_أنت لست بحاجة لزوجة..انت بحاجة لطبيب
نفسي !
أشعرته كلماتها بالغضب ، وحاول ضربها لكنه
تمالك اعصابه وقال:
_ربما ستكوني انت الطبيب المناسب لي!
شعرت بالتعاطف معه،فهو بكل الاحوال حبببها
الذي حلمت به طوال عمرها وهو يعاني وبحاجة
لمن تتحمله وتعينه حتي يستعيد طبيعته.

ادرك لحظة الضعف التي اصابتها ،فقال:
_إقبلي إعتذاري واعلني موافقتك لأني بحاجتك
وافقي وجهزي نفسك للذهاب معي غدا لمنزلنا.
_بهذه السرعة؟
_ وافقي علي هذا الشرط ايضا..فانا وولداي
نحتاجك.
تذكرت ولداه ديما ويزن وكيف تعلقا بها وترجاها
اان تقبل بابيهما وتنقذهما من جحيمه.
أغمضت عينيها مستسلمة لقدرها
وقالت :
_ومن يتوكل علي الله فهو حسبه..سأتوكل على الله واقبل بالزواج واقبل بقرارك.
إبتسم لها بإمتنان .وخرجت لتعلن للآخرين
والذين كان من بينهم الصغيران ديما ويزن، فأخذت بيديهما وقالت :
_أبي..امي..انا موافقة علي الزواج وايضا
مستعدة للذهاب مع مهيمن متى ما اراد .
وقال مهيمن:
_لقد اتفقت مع حور علي أكمال العقد والذهاب غدا لمنزلي.
هزت إخلاص رأسها بيأس، فيما البقية كانوا فرحين بذلك. وهتفت ديما واخوها بسعادة:
_هيه..حور ستأت معنا ..حور ستأت معنا!

*******************************
إعذروني عالتأخير بالتنزيل، بسبب تأخري بالكتابة
لظروف صحية، حتى إني لا اركز بالاحداث لكن
لأجلكم حاولت الكتابة والتنزيل.
والبارت القادم هو الذي ستكون( احداثه في
الحجيم) وليس هذا  كما ذكرت في البارت
السابق

في قبضة المهيمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن