الجزء الرابع عشر

184 16 5
                                    

حاولت غيداء إقناع زوجها بالذهاب لأخيها
مهيمن والإعتذار منه ،فهي لم  تعد تحتمل
جفائه ،فهو لايرد حتى على مكالماتها.
لكن إسحاق رفض وقال :
_حبا بالله دعينا مرتاحين هكذا ، لااريد
الإحتاك به ،أتركينا ننعم بالسكينة والسلام
فما من اخيك سوى الهم والنكد !
_ ايعقل إنك صرت تكره لهذه الدرجة؟الم
يكن اقرب اصدقائك؟
_أستغفر الله ! من قال إني اكرهه؟! الا ترين
كيف اصبح لايطاق ؟! انا فقط اتجنب المشاكل
معه، نبقى بعيدين ومعززين  افضل من زج
انفسنا بعالمه المشحون.
تنهدت وسقطت دمعتها، فتأفأف هو بضيق
وقال:
_ لاتبدأي بالبكاء رجاءا ! سأتنازل واذهب
إليه لكن ليس الآن، لنتركه بضعة ايام.
_كفكفت دموعها وقالت:
_اعلم إن قلبك طيب ولن يهون عليك.
_ مالايهون علي هو ان ارى دموعك !
_ اوو..حبيبي ،كم انت حنون !

تنهد ثم قال:
_اتعلمين لماذا بقيت اتحدث لحور ذلك اليوم؟
_صحيح، انت لم تخبرني التفاصيل.
_حور هذه مسكينة، لقد ظلمناها جميعا..
لقد بدت منكسرة الخاطر وهي تستمع إلي
وترى كم انا ملهوف عليك..لهذا حاولت
التخفيف عنها واخبرتها ان مايمر به مهيمن
سيتم تجاوزه دامها بقربه.
_وهل غضب لمجرد رؤيته لكما معا؟
_لقد صادف وصوله مع اخر كلمتين قلتهما.
_ماذا قلت؟
_قلت إن هذا الجمال وطيبة القلب لابد لها
ان تفوز ..وكنت اقصد تفوز بحب مهيمن
وتغيره.
_هممم..وكيف تقول جميلة؟من حق اخي
ان يغضب !
وبدا عليها ملامح الإنزعاج ،فقال هو:
_لقد خرجت الكلمة من فمي بشكل عفوي
دون قصد..هل ستغارين الآن؟!
_لا..لكن لاتكررها ..انتبه لكلماتك في المرة
القادمة.
_لن تكون هنالك مرة قادمك..لن اقترب
من البنت ثانية دام اخوك مجنون وانت تغارين.
_ عزيزي..انا اثق بك وبحبك ،كما اثق بحور
واعرف كم هي اصيلة.
_الحمد لله..سأخرج الآن واعود عند العشاء.
_بالسلامة حبيبي.
..................................................
اتصل رغيد بمهيمن واخبره إنه يود ان يتناول
عشاؤه بأحد المطاعم وطلب منه الإنضمام.
تردد مهيمن باديء الأمر،لكنه قبل أخيرا.

كان يتحدث بالهاتف، وهو ينظر لحور التي
جلست مع ولديه على طاولة الطعام تدرسهما.

نهض مغادرا مكانه نحو غرفته، ودلف ليجهز
ملابس ليرتديها بعد الاستحمام.
إختار مايناسبه ورماه على السرير، ثم ذهب
نحو الحمام وكان ينظر لحور ، رفعت رأسها
لتتلاقا نظراتهما،فترتبك هي و تطرق بنظرها
وتعود للإندماج مع الصغيرين.
فيما واصل هو سيره نحو الحمام.

إنتبه الصغيران وقالت ديما:
_ماما حور،هل انت نادمة على الزواج من بابا؟
تفاجأت حور من سؤالها، ثم قالت:
_ ماهذا السؤال حبيبتي؟ لست نادمة ان
اكون معكما واكون لكما اما.
_ انا ويزن نعلم جيدا إنك هنا بسببنا، لقد
ترجيناك لتأت معنا، كنا نظن إن بابا سيتغير
ونعيش معا بسعادة!

كانت حور مصدومة لسماعها تلك الكلمات
من بنت صغيرة لم تتجاوز العاشرة من
عمرها ،احزنها كيف تفكر هي واخيها الصغير
وكيف يحملان هموما اكبر منهما.
إبتسمت لهما وقالت:
_حبيباي..انا لست نادمة ابدا، وقرار الزواج
من  ابوكما افضل قرار اتخذته بحياتي ،وأنا
على يقين إن والدكما سيتغير يوما..فقط
يجب ان نتحمله ونصبر لأنه يعاني كثيرا.
إبتسما لها وأومأا بإمتنان.
ثم قالت:
_والآن اكملا دروسكما، وسأذهب لإعداد
العشاء.

في قبضة المهيمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن