دخلَ زينْ إلى غرفتهِ
وأغلقَ البابُ منْ خلفهِ بقوةٍ وهوَ غاضبٌ وظلَ يتحركُ بالغرفةِ ذهابًا وإيابًا وهوَ يلومُ نفسهُ علي غباءهُ وكيفَ اعترفَ لها بهذهِ السهولةِ وجعلها تعلمَ أنهُ هو منْ فعلِ بها ذلكَ
كانَ على وشكِ الجنونِ عندما أحسَ أنها تستطيعُ أنْ تفعلَ شي أوْ تقولُ لأحدِ ما بالعائلةِ يجعلُ زوجها منهُ مستحيلٌ بعدها وتبعدتْ عنهُ مرةٌ أخرى ،وحاولَ التفكيرُ في شيئا ما حتى يكونَ مستعدٌ لما يمكنُ أنْ يحدثَ ،
عليه ان يهدأَ ُ ليستطيعَ التفكيرُ جيدا وجلسَ على سريرهِ ..وظلَ يفكرُ ولكنهُ لمْ يستطيعَ السيطرةَ على غضبهِ ..
فلمْ يجدْ شيئا غيرَ التفكيرِ بها هيَ فهيَ الوحيدةُ منْ بينِ هذا العالمِ كلهِ التي تستطيعُ بمجردِ التفكيرِ بها أنْ يهدأَ ويعودُ إليهِ عقلهُ وصوابهُ منْ جديدٍ ، وعندما جاءَ طيفها بخيالهِ هدأَ أخيرا واستندتْ بظهرهِ للخلفِ وهوَ شاردٌ أمامهُ بالفراغِ وهوَ يتذكرها..(وعلينا نحن أولا ان نعرف من هو )
"زينْ"هوَ شابُ بمنتصفِ العشرينياتِ عصبيٌ بشدهِ ويعرفُ عنهُ سوءُ السلوكِ ..لكنَ هناكَ شيءٌ واحدٌ يعيشُ منْ أجلهِ هوَ فقطْ أنْ يتزوجَ منْ ابنةِ عمهِ وحبُ عمرهِ لقدْ تعلقَ قلبهُ ب "حورَ" منذُ طفولتهِ فلمْ يراءْ فتاةً أجملَ منها ولمْ يحبْ قلبهُ غيرها رغمُ تعددِ علاقاتهِ بااخرياتْ ،ولكنْ هيَ فقطْ منْ يجنِ جنونهُ بها ..
فهي كانتْ منذُ طفولتهِ بعيدةً المنالِ عنهُ فكانَ والدها يخافُ عليها بشدةِ فهيَ طفلتهُ الوحيدةُ ومنعها منْ اللعبِ معَ أطفالِ العائلةِ ، وكانَ كلما كبرتْ كلما شعرَ أنها تبتعدُ عنهُ أكثرُ تكونُ صعبةً المنالِ والوصولِ إليها ، فهيَ كانتْ منْ المتفوقينَ بالدراسةِ وهوَ فاشلٌ بشدةِ وكانَ يأخذُ العامُ بعامينِ ،
وعندما وصلَ إلى سنِ الشبابِ..
ومرحلةِ الجامعةِ أخرجهُ والدهُ منْ البلدِ وأدخلهُ كليةً خاصةً بالقاهرةِ ليستكملَ تعليمهُ هناكَ لعلَ حالةً ينصلحُ للأفضلِ لأنهُ يعلمُ مدى حبهِ وعشقهِ إلى ابنةِ أخيهِ والتي لا يستطيعُ الاهتمامُ بشيٍ بالحياةِ غيرها هيَ فقطْ ففكرَ والدهُ أنهُ وهوَ هناكَ سوفَ يبتعدُ عنها ويركزُ بدراستهِ وينسي أمرها قليلاً فهيَ كانتْ تأخذُ عقلهُ منهُ.. وما كانَ يضيقُ والدهُ أكثرَ أنهُ يعلمُ جيدا أنها لا تشعرُ بهِ ولا تعرفُ بحبهِ لها بذلكَ الجنونِ فهيَ تركزُ فقطْ في دراستها ..
لكنَ "زينْ "بسببِ بعدهِ عنْ حبِ عمرهِ جعلهُ فشلٌ بالدراسةِ أكثر وأكثر ، وغيرُ ذلكَ أيضا أنهُ قدْ تعرفَ علي شلهِ فاسدةً منْ الأصدقاءِ بالكليةِ مما زادوا منْ فشلهِ وكانَ الأهمَ لهمْ هوَ ما ينفقهُ عليهمْ منْ أموالِ والدهِ الذي يرسلها لهُ باستمرارِ حتى لا يحتاجُ لشيءِ وهوَ بعيدٌ ...
وقدْ أصبحتْ سهراتهمْ كلَ ليلةٍ بشقهِ زينْ الذي يقيمُ بها أوْ في أحدِ الديسكوهاتْ والتعارفُ على فتياتِ سوءٍ كثيرةٍ وغيرَ إدمانهُ للمخدراتِ ومعظمَ الوقتِ لمْ يكنْ يعئْ ما يدورُ منْ حولهِ بسببِ الانتشاءِ بالمخدراتِ ، وكانَ دائما عندما يذهبُ عقلهُ يظلُ يرددُ اسمَ ابنهِ عمهُ "حورَ "وهوَ يشعرُ بالحنينِ لها ، فهيَ برغمِ ما هوَ فيهِ مازالَ لا يراءْ ولا يحبُ ولا يشتاقُ لأحدِ غيرها ، فكان أصدقائهِ عبارةً عنْ شيطانِ منْ حولهِ يستغلونَ نقطةُ ضعفهِ ليسيطروا عليهِ وليكسبوا ثقتهُ بهمْ ويقتربوا منهُ أكثرَ منْ ذلكَ.. وكانوا يستغلوا حبهُ لابنهِ عمهُ ويشجعوهُ عليَ أنْ يتزوجَ منها بأيَ شكلِ وايْ طريقةٍ ممكنةٍ حتى لوْ كانَ بالإكراهِ ، وبهذهِ الأفكارِ السامةِ يقتربوا منهُ ويستطيعوا أنْ يأخذوا منهُ ما يريدونَ منْ المالِ ، وعندما علموا منهُ ذاتَ يومِ أنهُ لنْ يتزوجها لأنها لنْ تقبلَ بشخصٍ فاشلٍ مثلهِ ..
فأولادَ أعمامها الآخرينَ
أنت تقرأ
وتعصف بها الحياة ( حكاية حور )
القصة القصيرةخدعوك فقالوا أن الضربات التي لا تقتلك تجعلك أقوى ، دعوني أحدثكم عن الناجين من الضربات القاتلة : الناجون من الضربات القاتلة يمكنهم أن يحدثوكم عن هذا الخوف الذي يلازمهم بقية حياتهم ، الخوف من اﻷيام ، الخوف من ضربة جديدة ، يمكنهم أن يحدثوكم عن كيف فقدو...