أخذت تسير في ذاك الشارع المظلم الخال تمامًا من البشر، كانت تشعر برهبة قد تسللت إلى قلبها إثر الظلام، ولكنها حينها آثرت السير وإرسال تلك السلال الغذائية التي تحملها إلى صديقتها المريضة.
أخذت تسأل نفسها متعجبة:
"ما تلك البقعة الغريبة التي تقطن بها صديقتي."
ولكنها في النهاية لم تكترث كثيرًا.وصلت إلى بيت صديقتها، كان البيت محاطًا بالاشجار الكثيفة، بدى مثيلًا للبيوت القديمة، ولكنه كان بيتًا منعزلًا عن باقية البيوت، البيت موجودٌ ببقعة مظلمة.
قرعت الجرس وفتحت لها صديقتها، لتسلما على بعضهما بسعادة بالغة.
هنا نطقت صديقتها قائلة:
"شكرًا جزيلًا لكِ، قد تعبتِ نفسكِ."
اجابتها تلك الفتاة قائلة:
"حبيبتي أنت تستحقين كل خيرٍ، نعم الصديقة أنتِ."وهنا همت تلك الصديقة بإحضار كوبًا من العصير لصديقتها الزائرة.
أما عن تلك الفتاة الزائرة فتعجبت من حال البيت، كان البيت مكسي بالغبار، آه والنتيجة!، قد كانت تحمل تاريخًا قديمًا، كل شيءٍ يحتويه المنزل عجيب، ولكنها في النهاية لم تكترث
عادت صديقتها بالعصير ووضعته أمامها مع ابتسامة بشوشة.
إنها الساعة الثامنة مساءً، أما عن التاريخ فاليوم العاشر من شهر يناير، جرس الباب يقرع.
هنا قالت تلك الصديقة لصديقتها الزائرة:
"انتظري، سأفتح الباب، ترى من هو الطارق؟"فتحت الباب، وفجأة!
ظهر رجلٌ في بداية العقد الثالث، قد بجرها كحيوان سيُذبح في عيد الاضحى، وطعنها بالسكين عدة طعنات على إثرها فارقت الحياة.عجبًا، قد كانت الزائرة تصرخ وتتوسل له أن يترك صديقتها، ولكنه كان يتصرف كمن لا يسمعها ولا يراها، لم يلتفت تجاهها حتى، والعجيب أيضًا أنه حينما قتلها اختفى وكأن شيئًا لم يكن.
ظلت تصرخ بخوفٍ، وحينها خرجت صديقتها المقتولة من احدى الغرف وهي تقول بتعجبٍ:
"ما لك تصرخين؟"
نظرت حينها الزائرة بفزعٍ وقالت بتلعثمٍ:
"أــنت قـتلت الآن..."
هنا ضحكت تلك الصديقة قائلة:
"لا، لا، لم أُقتل الآن، قد فهمتِ الأمر بشكلٍ خاطئ، قد قُتلت قبل خمسة عشر عامًا."تمت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتبة منة الله رمضان