الفصل الرابع و العشرون

9.2K 150 1
                                    

الفصل الرابع والعشرون
- أنا خايفة يا زين!!
همست لما بِعد عن شفايفها فـ حطت إيديها على إيديه الموضوعة على خصرها بتشيلها بالراحة، سند جبينُه على جبينها و همس برفق:
- مني؟
أومأت مغمّضة عينيها و الإحمرار يغزو وجهها، مسك طرف دقنها بإصبعيه، و مال مُلتقطًا قبلة صغيرة من شفتيها الغضة، و همس بحنان:
- طول م إنتِ في حُضني متخافيش .. أنا عُمري ما هأذيكي!

كلماتُه كانت كفيلة تخليها تستلم ليه، مش عارفة إزاي ولا ليه ولا إمتى ده حصل، كُل اللي عارفاه إنه فعلًا مأذاهاش، بالعكس، كان بيتعامل معاها كإنها جوهرة خايف يكسرها، كإن دي أول ليلة بينهم! و لإنها كانت مُعتبراها بالفعل الليلة الأولى كان عامل حساب ده كويس، كان برغم إشتياقُه ليها اللي مالوش حدود .. و برغم رغبتُه فيها اللي واصلة لمراحل فاقت العقل و المنطق، إلا إنه كان بيسيطر على نفسُه في الوقت اللي كان خلاص بيفقد فيه السيطرة، عِلاوةً على خوفها لإن عقلها بيصورلها إن دي أول مرة فعلًا، ده اللي كان بيخليه هادي معاها رغم ثورانُه الداخلي، كُل مرة كانت بتتوجع فيها كان بيمسك إيديها ويبوسها بحنان و هو بيقول:
- وجعتك؟ أسف يا حبيبتي!!
لما صحيت لقِت نفسها في حُضنه، إترجّ قلبها وكإنها لسه مستوعبة اللي حصل!، إنتفضت من حُضنه بتضُم الغطا لجسمها العاري بتتنفس بسُرعة و عينيها كلها دموع، دموع صامتة إتحولت لشهقات عالية بعياط من قلبها! صحي زين على صوتها مخضوض، قام سند على كوعُه و مسح على شعرها بيصرّخ فيها بخضة و قلق عليها:
- مـالـك!! بتعيطي ليه؟!!

و نزل بعينيه لجسمها بيقول بلهفة:
- حاجه وجعاكِ؟

بكت أكتر و صرّخت فيه بعُنف وسط عياطها:
- إنـتَ لـيـه عـملـت كـدا!!!

قطب حاجبيه بإستغراب و قال و هو بيعتدل قاعد قُصادها بيسألها بجدية:
- كدا اللي هو إيه؟

عيّطت زيادة فـ قال بحدة:
- يُسر متعيطيش وفهميني في إيـه!!!

- إنت .. إنت إغتصـ.ـبتني!!!
هدرت بخفوت بتضُم الغطاء لصدرها أكتر و بتنكمش أكتر، الكلمة خلتُه يتصدم موسّع عينيه، مقدرش يتحكم في إنفعالاتُه لما مسك دراعها وشدها ناحيتُه بغضب بيقول:
- أنا إيه؟! إنتِ واعية للهبل اللي بتقوليه ده ولا مش فاهماه!!!

متكلمتش و عيطت أكتر بتتحاشى إنها تبُص لعينيه، شدد على دراعها بحدة و قال بعُنف:
- مصحياني على عياطك و بتزعقي فيا و تقوليلي إغتـ.ـصبتك!!!
أي حاجه حصلت على السرير ده كانت برضاكِ يا يُسر، و لو إنتِ مش مُتقبلة ده فـ إتفلقي!!!

و نفض دراعها بغضب جحيمي و قام دخل الحمام لإنه مش ضامن ردة فعلُه معاها، دفنت يُسر وجنتها اليُمنى داخل المخدة نايمة على بطنها بتبكي بحُرقة، لحد ما حسِت إن حرارتها عِليت و الصداع مِسك في راسها، فـ بطلت عياط سوى من شهقات خفيفة بتخرج منها كل حين و آخر، غمّضت عينيها بـ تعب، لما لَقتُه خرج من المرحاض لفِت نفسها بالغطا و قامت تمشي نِحية الحمام ساندة على الحيطة حاسة بدوخة فظيعة، كل ده كان تحت أنظارُه، غضبُه منها كان عاميه عن التعب المرسوم على وشها، دخلت الحمام و شالت الغطا اللي كان حاجب جسدها العاري تمامًا، دخلت البانيو و سابت الميا تنزل على جسمها، ريحتُه لازقة فيها مبتطلعش، بكت أكتر و إغتسلت كويس و طلعت من البانيو مسكت فوطة باللون الأبيض لفِتها على جسمها، كانت فاكرة إنه مشي لكن كان واقف في نُص الأوضة بيتكلم في التليفون، لما خرجت بصلها بضيق و لَف وشُه و هو بيقول:
- طيب يا فريدة هنبتدي شغل online دلوقتي عشان مش حابب آجي!

رواية ضراوة ذئب للكاتبة ساره الحلفاويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن