الفصل الثالث

105 12 1
                                    

لتكن المدينة بأكملها لهم.. أمَا جوارك! فأود أن يكون لي.
كنت اجلس بفناء المدرسة الواسع شاردة، أمامي علبة طعامي البلاستيكية كما هي لم افتحها، فقط أحتسي من الماء زجاجتي خاصتي فقط.
انظر في الفضاء أمامي لا اسمع احد ولا أنتبه لأحد، حتى شعرت به دنى مني وجلس بجانبي وأردف
_حبيبي سرحان ف إيه؟
رمشت ب أهدابي مرتين ونظرت له قائلة
_إياد.. ينفع تسيبني لوحدي شوية؟
عقد حاجبيه وقال لي في تساؤل
_ليه يا نايا؟ هو أنا عملتلك حاجه؟
عُدت ثانية انظر أمامي إثر تحدثي إليه
_لاء، انت معملتش حاجة، انا بس الل فعلاً حاسة اني مش فاهمة حاجه خالص
أمسك بذقني ولفت وجههي إليه وأردف
_طب ما تتكلمِ معايا، قوليلي كل الل شاغلك كل الل تعبك فضفضي بصوت عالِ ونفكر سوا
تنهدت وكأنني أحاول إزاحة صخر من فوق صدري وأردفت له
_معرفش من يوم حفلة عيد ميلادي وانا حالي مشقلب، مش فاهمة ولا عارفة حاجة ولا عارفة اركز
فيه حجات كتير بتحصل ماليش يد فيها ومطلوب مني إني احلها، وانا اضعف من اني احلها
حكّ إياد في رأسه وأردف
_مش فاهم حاجة ي نايا، انتِ بتقولي طلاسم؟
أردت تغيير مجرى الحديث، فهو لن يفهمني قط، ليس لأنه غير متفهم لي.. بل لأن الموضوع معقد وانا لا أستطيع إيصال مشكلتي بطريقة مفهومة.
اردفت له مبتسمة
_قولي صحيح، انت قولتلي ان الهدية بتاعتك ليها حكاية، ايه هي بقا؟
ابتسم هو وحكّ برأسه طريقته المعتادة وأردف لي بنبرة تتخللها السعادة
_بصي يا ستي.. الساعة لوحدها كانت تخص كاهن فالعصور السابقة، الكاهن دا كان بيحب يسخر الأرواح لأمره
والكاهن دا كان العراف لأسرة مالكه في عصره، ففيوم ارتكب خطأ فقرر يدفع تمن غلطته ب إهداءه الساعة ك أحد ممتلكاته الخاصة ل أميرة واحدة من الاسرة المالكة، الملك اخد الساعة وطلب من النحات ينحت ملاك ويخليه حاضن الساعة، وبعدين بقت تتنقل ك أنتيكة من عصر ل عصر، لحد م وصلت لشخص قرر يطلب من كهربائي يضيف ليها لمبة وشكل كدا زي الاباجورة يهدي بيها شخص عزيز عليه..
إيه الل حصل وخلاها تتباع في مزاد للانتيكات وانا اشتريها؟ معرفش هي وقفت الحكاية لحد هنا وانا اشتريتهالك لأنها عجبتني، وبس
قمت بهزّ رأسي له أي إنه انني اتابع حديثه بشغف، وأردفت له
_هي هدية قيّمة فعلاً
_إنتِ طول الوقت بتحبي الحجات النادرة، وانا عارف ذوقك.. وبحب ابسطك
ابتسمت له، سمعنا صوت رن الجرس أي ان وقت الراحة قد انتهى ولابد من العودة إلى فصولنا لمتابعة الدراسة،
صعدنا سويا ودلفنا إلى الفصل كل واحدٍ منا على مقعده جلس، بدأت الحصة وبدأ الأستاذ في شرح المادة، وفجأة رأيت أمامي شخصان يقومان بنقل شخص يبدو عليه فقدان الوعي.. ووضعوه داخل _توكتوك_
نفضت رأسي وأنا احاول التركيز مع الشرح، عاد مشهد آخر بنفس ظهر الشخصان يقومان بتفريغ مادة سائلة معهم على التوكتوك ب أكمله في الظلام لا يظهر غير ضوء خافت ل عمود إنارة من بعيد.
وامسك واحد منهم عود ثقاب واشعله وقذفه على التوكتوك لتندلع النيران به في الحال، شهقت بصوت عالِ ف توقف الاستاذ عن الشرح، وانتبه كل من بالفصل لي، نظرت اليهم ولنظراتهم الفضولية إلي.
نهضت وأنا أضع اشيائي في حقيبتي واهرول بسرعة دون إستئذان دون أن يكون لي وجهه محددة.

عكس عقارب الساعة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن