الفصل الاول

197 12 3
                                    

إهداء //
لا أرى شخصاً يستحق إهدائي هذه المرة سواكم، دُمتم سنداً وكتفاً لا يميل (صفية، منى، تقى، يسر، نغم، روني)
تخصيص هذا الإهداء لاعلاقة له ب أن حولي الكثير من أصفياء القلوب والحبيبات لقلبي، لكم مني جميعاً كل الحب.. جميعاً بلا استثناء..
       / نور إسماعيل
......
"المقدمة"
ولقد رأيتُكَ في منامي ليلةً
فنَسيتُ ما قد كانَ مِن أحزانِ
وحَسِبتُ نومي في حضوركَ يقظةً
حتى أَفَقْتُ على فراقٍ ثانِ
لو كنتُ أعلمُ أن الحُلمَ يجمعُنا..
لأغمضتُ طول الدهرِ أجفاني "ل قائلها"
.......
يوماً مَا سَنلتَقي ونَحكِي، كَيْف سَارت بِنا السُّبُل حَتى اللّقِاء." نايا"
......
الفصل (١)
إستُهلكت بالكامل،
لا أفعل شيء سوى التخطي، تخطي يومي، حُزني .. أحلامي .. و حتى حاجتي للكلام!
مِن وقت ليس بِبعيد .
كنتُ جميلة ..بلا ندوب .. بلا أرق .. بلا أذى .. و بلا خسائر في قلبي، فتاة مليئة بالشغف .. و ثقتها في البشر لَمْ تُخدش ..هذه ليست أناو تلك لَمْ تكُن طبيعتي في يوم .
أما الآن ..
أنا غير قادرة على الكلام، التبرير، التضحية، الحُب، و حتى البكاء!
_نايا.. عاملة إيه؟
إلتفتُ إلى صاحبة الصوت، إيمان صديقة عمري.. ترجلت من ناحية النافذة التي كنت أقف عندها، زارتني في مكاني هذا دون أن تعتري آراء الناس او افكارهم..
إبتسمت إليها وصافحتها بحنو أردف
_وحشتيني يا إيمان، عاملة إيه
مسحت بأناملها الحنونة خصلة شعري التي تنسدل على جبهتي وقالت بمودة
_انتِ عاملة إيه يا نايا، طمنيني عليكٍ، كويسة هنا؟ مرتاحة؟
_مرتاحة.. أو لاء متفرقش!
إبتسمت ساخرة، فربتت إيمان على أحد كتفي برفق واردفت
_بتشوفيه؟!
لوحت بكف يدي بالامبالاه
_بشوفهم كلهم
_بيبقوا عاوزين إيه يا نايا؟
جلستُ إلى اقرب مقعد وجلست هي بجانبي، تستمع إلي، اعرفها تعشق حكاياتي.. الوحيدة التي صدقتني من بينهم، الوحيدة التي آمنت بما أقوله دون نقاش..
_منهم الل عاوز بس يقوللي حصلله إيه، ومنهم الل بيبقى عاوز إني اجيب له حقه
انما هو.. هو لحد الآن مش عارفه إنه..
قاطعتني إيمان بذوقها المعهود وقالت
_وهتعرفيه؟ هتقوليله؟
نظرت في الفضاء أمامي، وقلت مُبتسمة وكأنه أمامي
_انا حابة الل هو مصدقه.. لأني مصدقاه!
تنهدت إيمان ناظرة أسفل ناحية قدميها، اعرف انها لن تجد ماتقوله لي.. لكنها تشعر بي، اعلم هذا جيداً
ربتت على ظهري فنظرت اليها بعينان ممتلئتان بالدموع، قامت بإحتضاني بحنو كعهدها دون أن تتفوه بكلمة، ثم نهضت.. ودعتني ورحلت.
اعرف جيداً أن ما آلت إليه حياتي هو نتيجة وصل إليها الآخرين، ليس ب إرادتي يوماً أن يصبح مكاني ومثواي الأخير في هذا المكان!
لكني على ثقة إنها لن تكون آخر محطاتي.. اثق تمام ثقتي بسريان دمائي بعروقي دون توقف كي أعيش..

..........
جلست إيمان بغرفتها أمام حاسوبها النقال، تكتب منهمكة لاتشعر بالوقت ولا بصوت من بالخارج ولا ب أي شيء، طرقت طرقتين ومن ثم لفت إليها لتجدها جالسة هكذا ف أردفت إليها
_إيه لسه بتكتبِ؟
إنتبهت إيمان وخلعت سماعات الرأس عنها واردفت مبتسمة إلى والدتها
_لازم انقح الرواية صح وأظبطها قبل م أسلمها للدار، مستر عامر مستعجلني جداً
ربتت والدتها على ظهرها بحنو وهي تردف
_الرواية المرة دي شاغلاكِ أوي عن الرواية الل فاتت يا إيمي
تنهدت إيمان بعمق وقالت والابتسامة لا تفارقها
_رواية إيزيس كانت اشخاصها واقعيين والحكاية من خيالي على بعض بهارات مني لبعض الاحداث الحقيقية، لكن رواية نايا المرة دي حقيقية بكل مافيها، حاسة إني بوثق وببروز الل مرت بيه نايا، عشان هي تستحق أن قصتها تتعرف وتتفهم، حتى الناس الل آذوها يفهموا أنهم غلط

عكس عقارب الساعة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن