²⁴

5.4K 375 158
                                    

250 Vote + 40 Comments...🦋

.





مضت قرابة النصف ساعه أمضياها بالبكاء.... السيدة المصدومة بلقاء إبنها... والإبن الذي لا يصدق ما يحدث أمامه

فور رؤيته لها التهمت الذكريات عقله بملامحها... حالة إنكار هذا ما كان يحدث له... يريد تصديق الذي يراه ولكن كأن ما يحدث أمامه مجرد كذبة جميلة ستنتهي فور تصديقه لها

والدته التي أخبروه بموتها و تعايش علي هذا الأمر الذي لم يكن سوي كذبة... بينما والدته حية ترزق وهو يراها أمامه الأن!

يبعدها قليلاً عن أحضانه ليتأمل ملامحها التي نقشت علي جدران ذكراته ويعيدها لصدره مجدداً بعدم تصديق

كـ نائم مصاب بالجاثوم لا يدري أهو يحلم أم أن هذا واقعه... و بكلتا الحالتين هو لا يستطيع أن يعطي ذاته جواباً كافياً

يحتضنها بقوة...

لعله يطفئ ظمأ شوقه و صدمته و لكي يثبت لنفسه بأنه لا يحلم... يحضنها بشدة طمعاً في الحنان والدفئ و الأمان الذي يحتويه صدرها والذي حرم منه لأعوام ليست بالقصيرة

يبكي وكأن الدموع سيل قوي رفض الوقوف....

وهو الذي أقسم الجميع علي قسوته و بروده... هو الذي لم يرآه أحداً يزرف الدموع ولا حتي في وفاة والده و عمه بذلك الحادث المروع

وضع رأسه علي حجرها بينما أحمرت أطراف أنفه وعيناه وأصبح يشهق مثل الطفل الذي تم أخذ حلواه منه

" أ...أوما.... أنتي هنا حقاً؟.... لا يمكنني التصديق... "

استقام من الأرض يجلس بجانبها يضغط علي يديه بقوة وينظر ناحيتها بدموع تأبي التوقف

رفعت السيدة كيران يديها ناحيته تريد تمريرها علي وجهه مره أخري... تريد تحسس كل تفاصيل وجه إبنها الذي حرمت منه لسبع و عشرون سنة

رفع يديه المرتعشة يمسك بيديها يقربها من فمه مقبلاً باطن يديها بقوة قبل أن يضع يديها علي وجهه

ببطئ كانت تمرر يديها علي جبينه... حاجبيه... أنفه شفتيه... فكه... وعندما تنزل دموعها يسارع بمسحها لها

" كنت أثق أنك ستعود لي... كنت واثقة أن الرب سيلطف بي يوماً و يعيدك إلي أحضاني وإن مضت مئة سنة... لم أفقد الأمل بعودتك لي... لم أنساك يوماً بني... أخذت ظلماً مني وكنت أثق برجوعك لي... أنت أمامي الآن... لقد عدت لي رجلاً بعد أن سلبت مني طفلاً... أنت هنا الآن "

الفتي القروي... TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن