الفصل الأول

20 0 83
                                    


السماء زرقاء دافئة والنورس يحلق وينشر صيحاته فوق البحر الأزرق الذي استمد لونه من السماء قوارب الصيد ملئت الشاطئ وأكثرها تجولت بالبحر للصيد ، بعيداً يمكن رؤية الميناء التي رست عليه عشرات السفن الصغيرة والكبيرة بعضها من السفن التجارية وبعضها تعود للقراصنة والبعض الآخر تابعة للسياح الذين لا ينقطعون عن زيارة الجزيرة

جزيرة الهندباء تستقطب أعين الناس لجمال طبيعتها وكثرة حقول الهندباء كما أن المهرجانات والاحتفالات لا تكاد تخلوا من هذه الجزيرة المبتهجة .

ومن هذه النقطة حيث يمكنك رؤية كل ذلك على قمة الجبل جلس شاب أبيض الشعر بإبتسامة حلوة مشرقة نسمات الهواء المحملة بملوحة البحر مرت عبر خصلات شعره تتلاعب به .

رفع الشاب يده للسماء ثم شد على قبضته

" لنغادر الجزيرة يا ليون "

من الخلف أسفل الصخرة التي يجلس عليها كان يقف شاب آخر لم يقل شيء أو يعقب على الكلمات فقد أبقى على الصمت . .

_قبل سنوات _

بأحد حقول الهندباء طفل صغير مستلقي فوق الحقل بين زهور الهندباء عيناه تطالع السماء وتتأمل الأشكال التي تكونها الغيوم عيناه واسعة مشرقة وكأن النجوم هجرت السماء وسكنت بها ثم صب العسل فوقها لتكون هذه الأعين الخلابة ، خصلات شعره بيضاء كما الهندباء وبشرته بيضاء صافية كما للطفل أن يكون

شفتاه الصغيرة كانت تتحرك ببطئ وكأنه يغني ترنيمه ما لكن الكلمات لم تكن واضحة

" ألييكس أليي !! "

صوت امرأة دوى بالمكان مناشداً بإسمه فرفع جذعه العلوي وحدق بتلك السيدة ذات الشعر الأبيض المجعد الطويل عيناها الفضية امتلئت بالقلق ، ركضت وعانقت الطفل بقلق إبتعدت وحدقت بوجهه لتتأكد من حاله

" طفلي "

تنهدت براحة وسحبت يده لتأخذه معها تبعها بخطوات خرقاء مرغماً ثم حدق بالحقل وهو يجر من قبل والدته بشفاه عابسة

" توقف عن إخافتي ألي لما تختفي هكذا فجأة القراصنة بكل مكان ربما يأذيك أو يخطفك أحدهم "

ألقى نظرة عليها زادت تعابيره عبوساً وراح يشد يده ليفلت منها لكنها لم تفلته ووبخته لكنه لم يستمع

" إن بقيت تتصرف مثل هذا فسأخبر أباك ! "

" أخبريه لا أهتم !! "

صرح بذلك وعاد لمحاولة سحب يده لكنه تعرض للكمة على رأسه فحدق بوالدته بصدمة وحاول كتم دموعه

عض يدها فأفلتته مسرعة إستغل الفرصة وراح يجري بعيداً عنها أشار لها بسبابته الصغيرة

" لن تقيديني !! "

ثم راح يكمل جريه وأمه تحدق مصدومة من أفعاله اقتضبت حاجبيها بغضب

" أيها الشقي !! من أين ورث شقاوته هذه ؟! "

بدأ المسير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن