بدأ المسير

الفصل الخامس

عندما بدأ بإستعادة وعيه سمع صوت قرقعة وطق مستمر نظرته كانت مشوشة كحال ذهنه نظر للسقف طويلاً يحاول إستيعاب ما يحدث ، رائحة أعشاب وكحول اخترقت أنفه

إتسعت عيناه عندما تذكر سقوطهم بالبحر رفع جذعه العلوي وهو يحاول تذكر ما حدث بعد ذلك لكن لا فائدة أبعد خصلاته البيضاء عن وجهه ثم ألتفت عندما سمع صوت أنثوي يحادثه بنبرة باردة

" لقد إستيقظت "

نظر لهذه الغريبة ذات البشرة السمراء عيناها حمراء باردة وشعرها نحاسي فاتح تأملها لبرهة بلا وعي عندما تنهدت أدرك وضعه احتدت عيناه وسألها عمن تكون فدحرجت عيناها واقتربت منه

" أنا من يفترض بي سؤالك أيها الغريب فقد وجدتك على الشاطئ فاقداً للوعي "

مدت يدها له فابتعد فوراً عنها فقالت بنفاذ صبر أنها تريد فحص حالته كطبيبة فرفض قربها ثم سألها عن ليون

تراجعت عنه غير مبالية والتفتت لتكمل عملها بطحن الأعشاب فراقبها بصمت حتى تحدثت مجيبة

" كنت وحيداً بالشاطئ "

إتسعت عيناه قليلاً ، وقف فشعر بالدوار الشديد سمع صوتها ذو النبرة الباردة تخبره أنه كان فاقد الوعي ليومين فبحلق بها مندهشاً .

جال نظره بالمكان المملوء بالأعشاب يبحث عن الباب فوقعت عيناه على باب أصفر دائري مملوء بالأعشاب أدرك أنه المخرج فسارع نحوه رغم تحذيرها له بالخروج

بمجرد أن فتحه رأى غابة كثيفة من الأشجار التي لا نهاية لها فتحطمت إبتسامته ، بينما هي اتكئت على الباب تطالع الغابة بهدوء

" أولم أخبرك ؟ "

ألتفتت داخلة لتكمل عملها ثم أعطته تحذير أن لا يخرج حتى لا يضيع بالمتاهة فجلس قرب الباب مستاءً

مرت بضع دقائق حتى طلب منها أخيراً إرشاده للشاطئ لكنها تجاهلته فلعن ووقف تقدم منها وكرر طلبه فرفضته

احتدت نظرته أخذ السكين من على الطاولة وهددها فنظرت له بلا إهتمام أبعدت النصل عن وجهها بإصبعها وطلبت منه الهدوء حتى تنهي عملها

فتنهد بيأس وألقى السكين وعاد للإتفات للغابة سيبحث عن طريق لوحده فعليه البحث عن ليون لا يجب إضاعة الوقت فربما هو بحاجته

خرج ودخل بين الأشجار كل مكان متشابه الأشجار لا تختلف عن بعضها مما عقد وضعه تمشى لفترة ليست بقصيرة حتى لمح شيء غريب يتبعه

دقق النظر نحو شجرة فرأى أغرب ما قد يراه بحياته بطول
متر تقريباً أو أقصر مخلوق من الماء يطالعه متشكل كشكل البشر ، اختفى بسرعة عندما أدرك أنه يراه

ضحك أليكس غير مصدق فما هذا المخلوق العجيب ؟! إقترب منه لكنه لم يجده فضوله وحس المغامرة أشار له بإتباعه لكن قلقه وولائه لصديقه تغلب على ذلك فاستدار وراح يبحث عن طريق من جديد ، وضع علامات على الأشجار لأنه شعر أنه يدور بدائرة