كانت الليلة تندفع بعنف تحت سماء متوحشة، والبرق يضيء السماء بين لحظة وأخرى، يشبه عروقه التي تنبض في صدري. البرق... عروقه تمامًا مثل ذلك الضوء المخيف الذي يضرب الأرض، ويخترقني في كل مرة أفكر به. كيف يمكن لهذا البرق أن يكون شيئًا آخر غيره؟ شخص غامض، رجل تختبئ خلف كلماته أرواح أخرى لا أجرؤ على لمسها.
"متى سأعترف بمشاعري؟" هذه الجملة التي تتكرر في ذهني منذ أشهر. أنا حقًا معجبة به... لا، ليس مجرد إعجاب، بل هو أعمق وأعنف. لكنني عاجزة... أنا صريحة في كل شيء، إلا عندما يتعلق الأمر بحبه. تلك الصراحة التي اعتدتها أصبحت مجوفة أمام هذه الحقيقة المرعبة.
تعلقت به مع أنني احتجته فقط للعمل عن بعد. كيف تحولت المسافات الافتراضية إلى خيوط مشدودة تلتف حول قلبي؟ ربما بسبب ذلك الصوت الجذاب الذي يصاحب رسائله، أو ربما بسبب ذلك الشيطان الذي يظهر في كلامه بعد منتصف الليل. يتحدث بجرأة تجعلني أضيع في متاهات مشاعري، وكل ذلك في الليل فقط... كأن النهار يُخيفه، أو ربما يُخيفني أنا.
رغم كل هذا الغموض، هو حنون. هذا الخليط القاتل من الرقة والغموض جعلني أُسقط كل دروعي أمامه. كل محادثة معه تجعلني أشعر بالأمان، رغم أن عقلي يخبرني بأن هناك خطأ.
"لدينا نفس الاهتمامات"، أُعيد هذه الجملة في رأسي محاولة إقناع نفسي بأنه لا يوجد ما يدعو للقلق.لكنه غامض جدًا، لديه عالم كامل مخفي خلف ابتسامة لا تظهر إلا عندما يتحدث معي. لا أعرف إن كنت الوحيدة التي ترى هذا العمق في عينيه، أم أن هناك سرًا أعمق يُخفيه عن الجميع.
أريد أن أصدقه، لكن شيئًا في داخلي يهمس لي دائمًا... وكأنه ليس لي، أو ربما أنا لست له.