كنت أتخيله دائمًا في ليلي ونهاري، كظل يسير خلفي. ابتسامته تتراقص في ذهني كوميض نجمة تخبو لتعود من جديد. لكن الخوف يتسلل إلى قلبي، يهمس لي بأن الوقوع في هذا الحب قد يكون كارثة. أخشى أن أكون طرفًا ثالثًا في علاقة لا تنتمي إلي، أو أن أعيش في دوامة من المعاناة دون جدوى، بينما يتجاهلني قلبه.
أشاركه كل تفاصيل حياتي، كأنني أتكلم مع نفسي. تلك المحادثات الخفية، التي تملأ فراغ أيامي، تجعلني أتساءل: هل هو هوس أم تعلق؟ القطط تتجمع حولي، واحدة منها بجواري تنتظر أن أعتني بها، لكن قلبي يميل إلى شخص آخر. كيف لي أن أعتني بهما في آن واحد؟
نهضت في ساعة متأخرة، ضباب التفكير يلفني كستار معتم. بدأت صباحي بكوب من القهوة، محاولة طرد ذلك الشعور المتسلل. تناولت دوائي كعلاج لنفسي، لكن لم يكن هناك ما يمكنه معالجة هذا الخوف المتأصل.
وقفت أمام المرآة، مشطت شعري ببطء وأنا أراقب انعكاسي. هل أنا جميلة بما يكفي لأستحق الحب؟ أم أنني مجرد سراب في عالمه؟ الخوف يتسلل إلى أعماقي، لكنني أجد نفسي أعتذر كثيرًا لنفسي، أعتذر عن هذا الحنان الذي أقدمه بغير وعي، خوفًا من أن تنقطع تلك الخيوط الرقيقة التي تربطني به.
كل لحظة أمضيها في التفكير به تجعلني أشعر بالضياع، كعصفور يحلق في سماء بلا حدود. هل سأستطيع أن أتحمل هذا الشعور أم سأظل أسيرة لتلك الأوهام التي نسجتها حول قلبي؟ أستطيع أن أشعر به يقترب، لكن هل هو موجود حقًا أم أنه مجرد وهم يسكن أعماقي؟