(4)

80 10 6
                                    

رمقت خطيب "آية" ببلاهة.
هل حقًا هذا الرجل يريد الزواج من تلك الفتاة!
عجيب!، ألا يرى ذاك الكِبر البادي على وجهها، يبدو كرجلٍ اتسمت به صفات الدين والأخلاق والرجولة، ألا يلاحظها؟، ألا يلحظ ذاك الثعلب المكار القابع بجانبه؟، يبدو جيدًا بمعنى الكلمة، أما هي فالخبث منها يتعلم، الشيطان تلميذها، كانت تعلم جيدًا سبب موافقتها على الزواج منه؛ أرادته كصرافة آلية، تأخذ منه ما شائت وقتما تشاء، مسكينة تلك الفتاة برأسها الغريب!
كان هذا ما يدور بخلدها حينما رأته، إنها لا تحقد على "آية" بتاتًا، لٰكنها تشعر بالشفقة حيال ذاك الرجل، ذاك الرجل الذي ستكون "آية" من نصيبه.

أما عن "هدير" فلم تتمنَ لها سوى السعادة، نعم تعلم مكر "آية" ولٰكنها في النهاية ليست سوى ابنة أختها.

أما عن "محمد" فلم يكترث لأيًا منهما، بدىٰ له الأمرُ مزعجًا؛ ذهب فقط بسبب دعوته لحفل زفاف "آية".

أما عن "ليلى" فقد كانت سعيدة، فهي طفلة، لربما تسعدُ الأطفال بتلك المناسبات.

ما أن لمحت "آية" حضور (ليانا) حتى نظرت إليها بكبرٍ، أرادتها أن تغتاظ لأمرِ خطبتها، مسكينة، لا تعلم أن (ليانا) لا تكترث لها من الأساس، لاحظت (ليانا) نظرات "آية" فلم يكن لها إلا لتتجاهلها.

كانت "سحر" منشغلة بالضيوف، حتى دخلت لها "هدير" لتبارك لها فقالت "هدير" بسعادة بالغة:

"ألف مبروك، يا حبيبتي، وعقبى "لروان" و"جنىٰ"."

ابتسمت لها "سحر" بسعادة وقالت:

"الله يبارك فيكِ، وعقبى (لليانا)، _إن شاء الله_ نفرح بيها قريب.

اكتفت "هدير" بالابتسامة.

بعد قليل، توجهت عائلة (ليانا) لتبارك "لآية"، فأولًا توجهت "هدير" وقالت بسعادة:

"مبروك، يا "آية"، يا حبيبتي، وعقبى للفرح."

ابتسمت لها "آية" بكبرٍ وتحدثت بنبرة قد فاحت منها الكبر:

"الله يبارك فيكِ، يا خالتو."

وبعد قليل ذهب زوج خالتها مباركًا لها فلم يكن لها إلا أن تجيبه كما أجابت خالتها، لم ترق له طريقتها ولكنها تجاهلها، فهي في النهاية مثل ابنته.

أما عن (ليانا) فتوجهت نحو مجلسِ "آية" بضجرٍ شديدٍ، حاولت رسم بسمة على وجهها وقالت:

"مبروك، يا "آية"."

أجابتها "آية" بكبرٍ بالغٍ وقالت:

"الله يبارك فيكِ، عقبى لك، يا (ليانا)، أتمنى حد يتجوزك."

أما عن (ليانا) فأجابتها ببسمة واسعة وقالت بثقة:

"طالما لاقيتِ حد يقبل بيكِ يبقى ما تقلقيش عليا."

ما أن قالت هذا، حتىٰ اشتعل وجه الأخرىٰ من الغضب، لم تجد جوابًا مناسبًا لها،

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 3 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

لمسة فرنسية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن