3| مِنديـلٌ قُمـاشي

53 7 53
                                    

Ola!

V+C 🍂?

___________________

" وَهل طَلبتَ رؤيتـي؟" تَمتمت إيزانوريا بِهمسٍ بِجانبِ والدها بعد أن وَقفت خَلفهُ قَليلاً ، فَألتفتَ المَعنيُ مُبتَسمًا لِسماعِ صوتِ إبنتهِ وَ رفع يَدهُ مُباشرةً لِشَعرها؛ وَ كأن بيدهُ كانت تَنتظرُ قُدومَ شعرها لِتَلمسهُ .

"أجل طَلبتُ رؤيتُكِ ، ثَم لِما شَعركُ رَطب؟ أخافُ أن تَلفَحكَ بُرودةُ الهَواء" ، إبتَسمت بِخفةٍ على إهتِمامِ والِدها و بِخجلٍ طَفيف رَفعت يَدها تَضربُ كَتفهُ بِمُزاح "هيه ، كُف عَن تَدليلـي ، أنتَ تُفسِدُني بِدلالِك"

ضَحك والِدها بِصخبٍ قَبل أن يَتدارك وَضعهُ وَ يهدء وهو يَهزُ رأسهُ بِخفة "دَومًا ما كُنتِ ذاتَ لِسانٍ مَلعوب الكلام يَعرفُ ما يَقول"

دارت حول بَعضها بـبعض الغرور وهي تقول "أُقدرُ ثَنائَكَ عَلي"

مَثل كونه يَهزُ رأسهُ بِيأسٍ مِنها قَبل أن يقول "نَدهتُكِ لِتُسلمي على عَمتي ، أتت مِن المَملكةِ المُجاورة" ، فَأكتفت هيَ بالإماءِ بالإيجاب على أمرِ وَالِدها .

وَ أثناءَ وَقفتُـهم شاركهُم هِنري -عَمُها- المُحادثة ، "إيزانوريا إن أحَببتِ فلَديَّ صَديقٌ يُتاجِرُ بِالأقمشة يَمتلكُ مَنشقةً مِن قُماشٍ خاص ، لَن تَتعبي حتى في تَجفيفِ شَعرك"

كان يُكلِمُها بِينما شَكلت هي و إياهُ وَ والـدُها حَلقةَ نِقاش ، نِقاشٌ عَائِليٌ لا يَمتُ لِرَسميةِ بِشيء .

وَضع كارتر يَدهُ على كَتفِ أخيهِ يُخبرهُ "أهوَ مارك يا رَجُل؟ إن أقمٓشةَ الحَريرِ لَديهِ تُعجِبُنـي" ، فأومئَ هِنري عَلى الفَور ، مارك صـديقِهُم التَاجرُ المَعروف فَرد عليه "بِالضبطِ هَوَ" .

_____

أُبـتِدأت الأُمسية بِكلامٍ شَاعِري عَن الفَقيدة أرزا وَقد ألقى آلبرت زَوجها كَلماتٍ كان قَد دَسها بِالحبِ وَالشَوق

وقَد قَطع حَديثـهُ مِرارًا يَأخذُ أنفاسًا غَير مُصَدقٍ أنها سَنـتُها العاشرة ، أرادَ قولَ الكَثير لَكنهُ إكتفى بِما إستطاع و عَكف عن تَوديع روحها نِهايةَ الخِـطاب

فلا يؤمنُ أنها النِـهاية ، فهي لا تَزالُ تَعيشُ حَيةً داخلَ قَلبه .

بَينـما كانت إيزانوريا في إحدى تِلك الزَوايا تَقفُ مَع أمانـدا إبنةُ عَمها تَبكي ، تُحاولُ كَفكـفةَ دُموعها لَكنها تَعجز ؛ الأمرُ فَوق إستِطاعتها ثُم أن الجَو خانِـق حَولها والكَثيرُ مِن النَحيبِ يُزعجُ ثَباتها و مُحاولاتِها.

آرينــا - بَتلاتُ الأوركيدِ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن