كان يا ما كان في قديم الزمان ابن عرس في أحد البلدان. وذات يوم من الأيام، قرر أن يستصلح البور الذي وراء معبد القرية، معبد الإله إيناري ، ويحوله إلى أرض يزرعها ذرة بيضاء. فاجتهد وأولى الأرض عناية واهتماماً، وشبت قصبات الذرة وأنبأت بمحصول جيد. ففرح فرحا شديدا وقال لنفسه : "ها هي قد كبرت وأصبحت وافرة الغلال، فلات غداً من أجل الحصاد". ثم عاد إلى البيت.
في اليوم التالي، ذهب إلى الأرض ومعه منجل وحبل لرزم الغلال. ولدى وصوله لم يجد أثرا للذرة. يبدو أن هناك من سبقه لقطافها. فاستشاط غضبا، وراح يدور في المكان وما حوله وهو يصرخ : " من الملعون الذي سرق ذرتي البيضاء ومن أين هو ؟".
لكنه لم يعرف من الذي حصد الذرة وسرقها. أخذ يتجول هنا وهناك في الجوار فوقع على فأرة تحمل ابنها الصغير على ظهرها وهي تغني أغنية تنويم الأطفال. قال الفأر الصغير لأمه :
" يا أمي يا أمي أريد فطيرة من فطائر ذرة ليلة أمس".
فصرخ به صوت من داخل الجحر :- "اصمت !"
وبعد قليل، قال الفأر الصغير لأمه مرة أخرى :
"يا أمي يا أمي أريد فطيرة من فطائر ذرة ليلة أمس".
فصرخ به من جديد صوت من داخل الجحر :
- "اصمت !"
قال ابن عرس لنفسه :
"يبدو أن هذه الفأرة هي التي فعلتها...!"
ولما استرق النظر إلى داخل الجحر ، وقع بصره على كثير من فطائر الذرة المصنوعة بمعجون الفول الأحمر الحلو، مصفوفة إلى جانب بعضها. تأكد ابن عرس من أن الفأرة هي التي سرقت الذرة البيضاء، فصرخ غاضبا:"هذا الحيوان الغبي الذي سرقها هو أنت، أليس كذلك؟".
ثم قبض عليها وأخذ ينشر أسنانها بلا رحمة. فتوسلت إليه وهي تصرخ بكل ما تستطيع :
یا سید ابن عرس أعترف بجريمتي وأطلب منك المغفرة . إذا نشرت أسناني كلها ، فلن يكون بإمكاني بعد ذلك التسلل إلى مستودع المختار، وفتح فجوة بأرضيته وتناول الرز غير المقشور. لذا أرجوك أن تبقي لي على السنين العلويتين والسنين السفليتين.... أرجوك، أرجوك أن تبقي عليهما لو سمحت".
فرق قلب ابن عرس رغم غضبه وأشفق عليها :"لا بأس، لا بأس... وليكن ذلك".
وأبقى على السنين العلويتين وعلى السنين السفليتين.
الأسنان التي أبقى عليها هي الأمتن والأقوى، وتستطيع قضم
حتى ذراع الرحى، وغالب الناس تؤرقهم هذه الأسنان. والواقع هو أن الفأر ليس له سوى سنين علويتين وسنين سفليتين.
YOU ARE READING
Japanese mythology || أساطير يابانية
Ficțiune istoricăالأساطير والخرافات التي رواها اليابانيين