أحصنة بشرية متجولة

10 5 0
                                    

كان يا ما كان في قديم الزمان، وفي بلد من البلدان، تاجر خيول. وتجارة الخيل تعني فيما تعنيه بيع الخيل وشراءها. وكان هذا التاجر يسافر دوما للبحث عن الخيول الجيدة. وذات يوم من الأيام سمع أن عجوزاً في بلدة تدعى تاجيما تملك خيولا كثيرة.

فذهب إلى هناك ليشاهد ويتحقق بنفسه. كان بيت العجوز فندقا لتجار الخيل. لذلك عندما وصل إلى هناك، طلب منها قائلا :

"أرجو أن أبيت الليلة عندكم".

فقالت له :

- "لكن أرجو أن تشتري بعض الخيل أنت أيضاً".

"طبعا، طبعا. وأرجو رؤيتها غدا".

وهكذا تقرر أن يقيم تلك الليلة هناك.

عندما ذهب لإلقاء نظرة سريعة على الاصطبل، لاحظ وجود عدد كبير من الخيول. وكان ينزل في الفندق حوالي عشرة تجار مثله، يريدون شراء الخيل. ولدى معاينته جو الفندق، انتبه متمتما لوحده "هناك شيء عجيب"، ثم أضاف:

"جميع التجار المتواجدين جاؤوا للشراء، وليس هناك تاجر واحد جاء ومعه أحصنة للبيع. ومع ذلك، هناك في الاصطبل كثير من الخيول... الأمر غريب حقاً !".
ولما انتهى وقت العشاء وحل وقت النوم، أخذ غلمان الفندق وخادماته يدورون على الغرف ويطلبون النوم ممن لم يكن قد نام بعد :

- "يرجى أن تنام أيها الزبون الكريم، يرجى أن تنام".

لكن ذلك التاجر لم يستطع النوم، مع أن الذين حوله قد ناموا

جميعا. كان هناك شيء ما يخالجه، يقلقه وينغص عليه.

ثم بعد قليل، جاءت العجوز ووقفت أمام الغرف تسترق النظر إلى الداخل. فاستغرب متمتماً وهو يشخر ويتظاهر بنوم عميق :

"عجوز غريبة حقاً !! لم تتلصص على الزبائن بهذا الشكل".

ولما انتصف الليل، خرجت إلى العتبة أمام الفندق. فأخذ التاجر يراقبها من ثقب صغير في الباب الورقي. اتجهت إلى زاوية العتبة حيث كان هناك صندوق كبير مطلي بلون جميل. وما إن رفعت الغطاء عنه، حتى قفز من داخله أقزام كثيرون حجم الواحد منهم بحجم الدمية تقريباً. بعضهم يحمل معزقة، وبعضهم الآخر منجلا. خرج العشرات من هؤلاء الناس الصغار، وأخذوا يحرثون العتبة بسرعة حتى حولوها إلى أرض بلمح البصر. ثم راحوا يبذرون البذار، وما إن انتهوا حتى نبتت البراعم وأصبحت بسرعة قصبات ذرة بيضاء كبيرة. نضجت ثمار الذرة بسرعة أيضا وأخذوا يقطفونها. وبعد انتهاء القطاف جمعوها ودرسوها حتى أصبحت حبوب ذرة بيضاء جميلة. ثم طحنوا الحبوب بالرحى ووضعوا الطحين في قدر وقدموه للعجوز.

فشكرتهم وهي تقول :

"أحسنتم صنعا، أحسنتم صنعاً".

بعد أن استلمت الطحين منهم أخذوا بالعودة إلى داخل ذلك الصندوق على زاوية العتبة اختفوا جميعاً ولم يبق أحد منهم.

Japanese mythology || أساطير يابانية Where stories live. Discover now