البداية

17 2 0
                                    

"لم اعد اريد هذا النوع من الحياة"
الشعور بالغرق كما لو انك في اعماق المحيط.
لا وجود للحياة البشرية، كل ما هو موجود هو اسماك المفترسة التي تنتظر بفارغ الصبر منك إنزال جدارك الذي تحمي به نفسك منهم ليفترسوك.

هؤلاء الأسماك المفترسة هم: والدتي، والدي، اخوتي الغير أشقاء و غيرهم الكثير من أشخاص الذي لم يريدوا شيئا سوى ايذائي بطرق مباشرة أو غير مباشرة.

والدتي التي تركها والدي بعد وقوعه في حب خادمة، كانت دوما تلازم غرفتها باكية على حبها المهجور له،
هذا في اغلب الأحيان لكن احيانا تقوم بإساءة لي لفظيا و جسديا حتى همشت مشاعري و اصبحت باردة تجاه الأخرين.

والدي و اخوتي تجاهلوني انا و امي، لم يهتموا بحالتنا خاصة أبي الذي كان عليه على الاقل اهتمام بي كونني ابنته.

حالتي كانت مزرية لدرجة انني فقدت اهتمام بالحياة و اردت الموت لكنني لم أفعل، شعرت أنه لا يزال هناك أمل لي. حياة حيث اشعر فيها بالراحة، حياة حيث يمكنني ان اكون أنا بلا قيود حيث امشي على رمال الشاطئ تحت أشعة الشمس. نعم، هذه الحياة التي اردتها بشدة لدى عندما طردتني امي من المنزل في لحظة غضب غبية قررت استغلال الأمر و انتقال إلى مدينة قريبة من البحر.

تلك المدينة جعلتها وجهتي على امل ان تتحسن حياتي، على امل ان أشعر بالسعادة هناك.
و ها هو أول يوم لي في المدينة في هذا اليوم ادركت خطأ كان يجب ان اكون ملمة به.

"ليس لدي مال." تمتمت بنظرات حسرة على غبائي.
كان المال الذي بحوزتي يكفي لسفر لمدينة أرتا لكن ليس كافيا لأعيش هنا لأكثر من عام، مع استئجار غرفة كنت سأصبح مفلسة لدى قررت أن أبحث عن عمل براتب جيد.

كنت اسير في أنحاء المدينة، الأجواء كانت مفعمة بالحيوية. كان امرا لطيفا رؤية الجميع، جعلني أشعر بقليل من الراحة. إستمريت في تجوال في احياء المدينة لكن بلا جدوى لم يكن هناك عمل يناسبني سواء من الراتب، نوعية العمل او حتى بيئته.
"للأسف لم أجد عملا مناسبا."

تنهدت بصوت عال و انا جالسة على كرسي الحديقة العامة.' من الصعب البدء من جديد من دون مال. المال مهم جدا و لم ادرك هذا إلا بعد ان تركت عائلتي'
لقد كان والدي الدوق، رغم انه لا يهتم بي إلا انه كان يرسل الكثير من المال لي، إعتقدت أن الحياة سهلة فقط بسبب مسؤولية شخص يراني كمصدر إزعاج.

شعرت بالمرارة فقط بسبب تفكيري بشخص لم يكن سوى والدي بالإسم. فجأة و انا احاول التخلص من الأفكار السلبية هبت ريح قوية جاعلة ورقة او جريدة تصطدم بوجهي.

ازلتها من على وجهي لأرى انها ورقة مكتوب بها إعلان توضيف خادمة في منزل بارون ما. فقط بقرأتي للإعلان شعرت ان الله قد أشفق علي و اعطاني فرصة للحصول على عمل.

الأنسة التي اخدمها هي شريرة محطمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن