الأنسة التي اخدمها هي شريرة محطمة

فقط بسبب أن أمً حمت طفلتها

وجهة نظر الطرف الثالث

الركض إلى مكان لا نهاية له هذا ما كانت تفعله تلك الصغيرة، لقد كانت تلهث و تتعرق بشدة مع شعور بالخوف و القلق. كانت تبدو كما لو أنها مطاردة من قبل شخص ما و ذلك الشخص يبدو انه اكثر ما تخافه.

لقد كانت حافية القدمين و قدماها قد اتسختَ بسبب القذارة التي على الارض. لقد كانت تركض في زقاق الاحياء الفقيرة لدى ذلك كان بديهيا.

ما الذي كانت تهرب منه و لماذا، هي لم تكن متأكدة لكنها لم ترد رؤيته او حتى لمحه كما لو كانت ستموت إن فعلت ذلك.

كانت تلك الصغيرة تركض بلا توقف محاولة إمساك بضوء الشمس لكنها لم تستطع كونها وصلت إلى نهاية مسدودة. فجأة شعر الفتاة بيد تمسك كاحلها بقوة تكاد تحطمه.

"روز، لا يجب عليك الهرب"

قالت مرأة المغطاة بالدماء و الوحل بصوت مليئ بالغضب و إستياء.

لم تعلم الفتاة ماذا تفعل، لم يكن هناك مفر سوى مواجهتها. إستدارت الفتاة ببطئ إلى ان لمحت المرأة.
تلك المرأة ليست أي شخص بل شبح والدتها، الشبح الذي يطاردها دوما و يجعلها ترغب في الهرب من العالم.

"لأنك حتى لو هربت حقيقة انني مت بسببك لن تتغير"

قامت الفتاة بأخذ خطوات للوراء ممسكة رأسها محاولة رفض ما قاله الشبح.
"لا........ لست انا...... لم اقصد ان اكون...."
كانت عيونها تنهمر بشدة، شعرت كما لو أنها ستجن.
بدأت تلك الفتاة بالصراخ من الألم و الحزن الذي لم يفارقها.

ارادت افراغ حزنها و اسفها عن ما حصل لأحد ما لكن هل كان هناك احد يود سماعها؟ هل هناك احد يهتم حتى؟ عائلتها دائما مشغولون، لا اصدقاء لها و الخدم لا يهتمون بها لدى هل لديها احد تشكو له.

اثناء صراخها اللامتناهي رأت ضوء يشق طريقه لها، ضوء دافئ و مريح.توقفت تلك الصغيرة عن الصراخ فور ما رأته ثم مدت يدها محاولة امساكه.
مع ذلك الدفئ سمعت تلك الفتاة صوتً دافئا مثل ذلك الضوء.

"حان وقت استيقاظ من الكابوس، انسة روزماري."

فتحت روزماري عينيها بوسعهما، ثم نظرت لشخص الذي ايقظها لترى اعين بنفسجية و شعر اسود كالليل.
رغم ان ملامح تلك الخادمة كانت تجعلها كملكة الظلام او كالغراب إلا انها لوهلة بدت كملاك خلق من النور، كجنية طاردة للأحلام السيئة.

إبتسمت الخادمة ثم قالت. "الكوابيس تأتي عادة إما بسبب ذكريات سيئة أو مخاوف من احداث مستقبلية.
أيا كان السبب يجب علينا حل الامر." لم تقل روزماري شيئا و نظرت إلى اسفل بقلق.