« نجومُ السماء مع بدرِ المساء - II»

30 4 2
                                    

و في أحد الأمسيات الهادئة ؛ كانت الأجراس في الكنائسِ تدق مع دقاتِ الساعة بالتزامن مع أنفاسها و أفكارها المُنْهَمِكَةَ في فِعْلِ ما  تحبُ منذ زمن ؛ رياضةٌ نُسِبَتْ لأطفال فرنسا على مرِّ العصور ؛ وَجَدَتْ ذاتها مُضْطَرَةً للعبِ تلك اللعبةِ الرقيقة المُخَصَصَة غالبًا للفتيات و يُسْتَحَبْ بَدْءُهَا منذ الطفولة ؛ و الأن ها هي صاحبتنا مالكةِ الشعر القرمزي المُجعدْ...

تراقصت ضفيرتيها تزامنًا مع دورانها دورانها حول نفسها ببعضِ الحركات الرشيقة بينما ترتدي زيًا مخالفًا لبقية الفتيات في الصالة ؛ ملابس راقصات الباليه ؛ و لكنها كانت ترتدي الملابسَ السوداء عوضًا عن الزهريه المعتادة للعيون مما أبرَزَ زُمُرِدِيّاتَها اللتان تلامستا مع بعض الخصلات المتراقصه من غرتها القرمزية...

نظرت حولها حينما إنتهت من الإلتفاف و راحت تنظر لمُدَرِبِهَا روسيُّ الجنسية ؛ دَلَفَ شابٌ من الباب برفقةِ مالكةِ القاعةَ يابانيةِ الجنسية ؛ سيدةً مَيَّزَها مِشْبَكْ شَعْرِهَا المُشَكَلْ على شكلِ فراشةٍ من ذهبٍ ، كانت ترتديه لدفع جزءًا من شعرها البنفسجي الذي لائم لون الباذنجانِ جانبًا عن وجهها ، ذلك الشاب كان قد جذبها مظهره الخارجي للتحديق به لبعضٍ من اللحظات...

عينينٍ كانتا مزيجاً بين المربى و الفون السوداني ؛ شعرٌ أشقر مائِلٌ للبياض يكسره خصلةٌ سوداء طويلة تتدحرج على مدِ وجهه ،  بعض قطرات العرق تنزلق على خديه ؛ أهذا بسبب ذلك الوشاح الصوفي الذي يرتديه حرفيا في الخريف ؟ هذا الوقت ما بين الشتاء و الصيف حين يكون الجو معتدل ؟ هذا غباء ؛ غباءٌ بكلِ المقاييس ، كانت تلك الفتاة تنظر له بتقزز ؛ عرقٌ و قرفٌ و رائحةٌ نتنه ؛ يالها من بداية رائعة لهذا اليوم الأروع...

بدأت السيدة ذات مشبكِ الفراشةِ تحادث روسي الجنسية بهدوءٍ و قد كانت صاحبة الشعرِ القرمزي قد أستطاعت إلتقاط بعض الكلمات , و ما فهمته أنه سيتم تدريبهما معًا ؛ كيف هذا ؟ كيف هذا و هو هاوٍ ، أنها تستحق أن يشاركها التدريب أحدٌ مسؤولٌ و يلعب منذ زمن مثلًا مثل الفتى ذا الشعرِ الأسود الذي تخللته بعض الخصلات البيضاء ، فلا يُسْمَحُ لهما حتى الحديث سويةً سوا للضرورة لأسبابٍ غريبة لكنها مفهومه نوعًا ما...

« مرحبًا بكِ أيتها الأنسه ؛ أنا ناكاجيما آتسوشي ، تشرفت بمعرفتكِ » أنحنى آتسوشي قليلًا كتعبير عن الأحترام و من هذا القبيل ليقابله حديثها الذي صدر من خلف أسنانها البيضاء التي تخللها تقويم الأسنان : « يابانيٌ أخر ؟ يبدو أن فرنسا سيتم احتلالها قريبًا » ليجاوبها آتسوشي سريعًا بتوترٍ كان مقرفًا بالنسبةِ لها : « لا- لا بالطبع لا! فقط فرنسا هي بلدُ الجمال و بالطبع تعلم شيء في موطنه الأصلي لأفضل من تعلمه في مكان أخر ! على الأقل هذا ما ظنه ؛ فوكوزاوا-سان... » غمغم في نهايةِ حديثه مستعيدًا ذكرى حديثه مع المدعو " بفوكوزاوا" ...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 11 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

«. ワンショット. »حيث تعيش القصص. اكتشف الآن