« زهورٌ على أطراف البحيرة- I »

161 11 5
                                    

و في ليلةٍ لطيفة الملامح على كل أؤلئك الرفاق في وكالة التحريات ؛ كانت ذات الشعر الأزرق القاتم تجلس بعدما إنتهت من مهمتها اليوم على كرسي مكتبها الفوضوي المنظر ؛ و بينما تتنهد لاح على نظرها ظلٌ لذلك الفتى المماثل لعمرها و إن كان أقل منها نضوجًا و لكنه كان لطيفًا معها كما لو كان شقيقها الأكبر و يريد منها أن تعيش بأفضل حال كان قد الإمكان...

« كيوكا-تشان ؛ هل إنتهيتِ من جميع أعمالكِ لليوم ؟ » قابل البحر الشمس الشارقة حين تلاقت عينيها بعينيه الذهبية السمحة... « أتوقع هذا » قالت بهدوء و راحت تلوح بنظرها على أطراف الغرفة لتجد ”أتسوشي“ عائدً هو الأخر من مهمته مرافقًا ”دازاي“ الذي قُبِلَ بصراخٍ معتاد من ”كونيكيدا “ على أهماله و الكثير و الكثير من الترهات...

مال صاحب الشعر الفحمي بقربها و راح يهمس لها دون أن يسمعها ذهبي العيون : « يمكنني التكفل بما بقي ؛ أذهبوا و أحظوا ببعض الوقت ؛ أستمتعوا فالزهور الليلة عليلة الرحيق » غمز لها و راح يقهقه بهدوء و هو ينادي على أتسوشي الذي جلس متكورًا حول ذاته مثل القطه...

« إذًا ، كيوكا-تشان ؛ هل تريدين التسكع قليلًا ؟ أعرف مكاناً جميلاً و كنت أتمنى منذ فترة أن أريه لكِ ! » قال بحماسٍ جعل من بريق عينيه كما الشمس المتوهجة بسموٍ في بحر السحب السمائية... « حسنًا إذا ، كينچي-كن » و قد قابل حماسته صوتها الهاديء و الذي إمتزج مع صوته و أعطوا للمسامع أجمع الألحان ؛ هذا بالطبع إن كانوا يغنون في الأرجاء...

إستقامت من على كرسيها بكسلٍ واضح ؛ و راحت تظبط أكمام هندامها الأحمر الرقيق ؛ ذلك الكيمينو الظريف الذي كان هديةً منها...

« هيا بنا ! » قال ذهبي العينين بسعادةٍ واضحة و أمسك بيدها الغير ممسكه بهاتفها و راح يركض في ممرات الوكالة بينما تخرج منه بعض الضحكات و ها هو يجرها خلفه عبر الباب و بالقرب من المجموعة التي جلست تنظر لهم بإستغراب...

« آه! رحيق الحب قد أثمر في الصغار هذه الأيام ! » قال ”دازاي“ بحماسة بينما يلتف ناحية الطبيبة الجالسة على سطح مكتب ”جونيشيرو “ و هي تعاكس ساقيها لتقول هي مبادلةً إياه نفس الحماسة : « كم هذا لطيف ! تلك الطيور المحلقة ! » و بينما تدور بينهما الكثير من المحادثات على نفس الموضوع نظر الثلاثة الباقين لبعضهم بعضًا و هم يضحكون حينما تدخل ”كونيكيدا “ في الحوار...

مضى الوقت حتى دقت الساعة الثانية عشرة صباحًا ؛ كان كلٌ من ذهبي الشعر و زرقائةِ الشعر يسيران متجاوران ؛ ترتدي هي الكيمينو الأحمر خاضتها بينما يرتدي هو الكَيْمُون الكُحْلِي خاصته ؛ متجاوران بالقرب من نهر اوكا ؛ أسفل تلك الأشجار متساقطةِ الأوراق...

« هذا هو المكان ؟ و لكنني رأيته من قبل ؛ كينچي-كن » قالت كيوكا بصراحتها المعهوده ليجاوبها الأخر ببسمةٍ على وجهه : « لكنكِ لم تَرِّهِ و ألأزهار تتراقص فيه كما أنك لم تَرِّ تلك البحيرة قبلًا » ترسمت ملامح الحيرة على وجهها... ليس بطابع ذهبي الشعر أن يتحدث عن الأمور دون توضيح...

«. ワンショット. »حيث تعيش القصص. اكتشف الآن