تفسير سورة النصر

22 3 1
                                    

بعد انتهاء الحديث عن سورة المسد، اجتمعت العائلة مرة أخرى في جلسة هادئة، وكانت الجدة تستعد لتقديم درس جديد. بدأت الحديث عن سورة النصر، بينما كان الجميع منتبهاً.

******اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ************

الجدة (بصوت دافئ): "النهارده يا حبايبي، هنتكلم عن سورة النصر. السورة دي نزلت لما ربنا نصر النبي عليه الصلاة والسلام وفتح مكة. كانت لحظة عظيمة جدًا، واللي حصل فيها مش مجرد نصر عسكري، لأ، ده كان نصر روحي كبير كمان."

بدأت الجدة تقرأ السورة:

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ
وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أفوَاجًا
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا."

ليلى (بتسأل): "يعني يا تيتا، الفتح ده كان فتح مكة؟"

الجدة (ترد بثقة): "أيوة يا ليلى . ربنا نصر النبي، والناس دخلت في الإسلام بأعداد كبيرة جدًا. شفتوا قد إيه الصبر والتمسك بالدين ليه جزاء عظيم؟"

سلمى (بتفكر): "يعني يا تيتا لما ربنا ينصرنا أو ننجح في حياتنا، لازم نستغفر زي ما النبي عمل؟"

الجدة (بابتسامة): "أيوة يا سلمى. الاستغفار بيورينا إن النجاح مش آخر المطاف، دايمًا فيه حاجة أكبر وأهم، وهي إننا نظل متواضعين ونطلب مغفرة ربنا مهما حققنا."

الأم تشارك في الحوار، وتبدأ تحكي موقف حصل لها في حياتها:

الأم (بنبرة هادئة): "أنا فاكرة لما كنت لسه متخرجة، كنت متحمسة أشتغل وأحقق نجاح كبير. في أول شغل ليّا، كنت متوقعه إنه لما أكسب فلوس وأحقق إنجاز، هبقى في قمة السعادة. وفعلاً، ربنا وفقني وجالي شغل محترم، وحققت نجاح فيه بسرعة. بس اللي حصل كان غريب... بدل ما أحس بالسعادة، كنت بحس دايمًا إني محتاجة أعمل حاجة تانية، كإنه كان نقص جوايا."

الجدة (بتبص ليها باهتمام): "وده طبيعي يا بنتي. الفلوس والنجاح المادي مهمين، بس السعادة الحقيقية بتيجي من الرضا ومن إنك تكوني قريبة من ربنا."

الأم (بتكمل): "بالظبط يا ماما. في مرة وأنا في الشغل، حسيت بتعب نفسي، كإني تايهه وسط كل الإنجازات دي. قررت إني أرجع لربنا وأطلب منه التوفيق والاستغفار. ومن يومها، كل ما أنجح في حاجة أو أعمل خطوة جديدة في حياتي، أول حاجة بعملها إني بشكر ربنا وبطلب منه المغفرة."

سلمى (بتبص لأمها بحماس): "يعني يا ماما زي ما ربنا قال في السورة:
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ."

الأم (بابتسامة فخر): " ايوة  يا سلمى. النجاح مش بيكمل إلا بالشكر والاستغفار، عشان ربنا يبارك في اللي عملناه ويزيدنا منه."

الجدة تكمل الحديث بعمق أكتر:

الجدة: "النصر مش دايمًا حاجة كبيرة زي فتح مكة، النصر ممكن يكون في حياتنا اليومية. لما تتغلبي على نفسك، أو تتحملي الصعوبات، ده نصر برضه. زي ما  مامتكم قالت، النجاح مش بس في الفلوس أو الشغل، النجاح الحقيقي هو إنكِ تكوني قريبة من ربنا في كل لحظة."

*******اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين *********

الأم تسترجع موقف آخر من حياتها:

الأم (بتفكر): " فاكرة كمان موقف وأنا في أولى كلية. الدكتور طلب مني أنا والتيم بتاعي نقدم مشروع قدام كل الناس. كنت خايفة جدًا، خصوصًا إني مش اجتماعية وبتوتر لما أتكلم قدام جمهور كبير، رغم إني كنت مستعدة كويس لكل حاجة هشرحها. طول الوقت كنت بدعي ربنا يعدي اليوم على خير، وكنت مرعوبة إني أتردد أو أنسى حاجة وأنا بشرح. الحمد لله، يومها ربنا وقف معايا، قمت شرحت أنا والتيم بتاعي، والدكتور كان مبسوط جدًا مننا، وده خلاني أحس إن كل اللي حصل ده من فضل ربنا."

ليلى (بفهم): "يعني يا ماما النصر في حياتنا مش بس في الحاجات الكبيرة، ممكن يكون في حاجات صغيرة زي التعامل مع الناس بالعدل؟"

الأم (بتبتسم): "بالظبط يا ليلى. النصر في حياتنا بيظهر في حاجات كتير، مش شرط ننتظر حاجة ضخمة عشان نحس بيه."
الجدة (بنبرة مليانة حب): "المهم، يا حبايبي، دايمًا تفتكروا إن أي نجاح في حياتكم، سواء كبير أو صغير، لازم نرافقه بالشكر لربنا والتواضع. وأهم حاجة بعد النجاح هو الاستغفار، عشان ربنا يبارك لنا في حياتنا ويزيدنا من فضله."

ليلى وسلمى كانوا مستغرقين في التفكير، وكل واحدة بدأت تفكر في حياتها وحاجات صغيرة قدرت تحققها، وازاي ممكن تبقى أقرب لربنا بالشكر والاستغفار.

الجدة: "تعالوا نختم بالدعاء، وربنا يتقبل مننا كل حاجة."

الجدة ترفع إيديها وتقول: "اللهم اجعلنا من الذاكرين الشاكرين، وارزقنا التواضع في النصر، والاستغفار في النجاح، واجعلنا من المقربين إليك يا رحمن. يا رب، ارزقنا الرضا بقضائك، والتوفيق في أعمالنا، وبارك لنا في حياتنا وحياة أولادنا، واهدنا للطريق المستقيم. اللهم اغفر لنا ذنوبنا، ما ظهر منها وما بطن، واغفر لوالدينا وارزقهم الجنة بغير حساب، وارزقنا حسن الختام."

في الجزء القادم، سنكمل رحلتنا مع سلمى وليلى في فهم المزيد من سور القرآن العظيم. استعدوا لاكتشاف قصة جديدة مليئة بالحكم والمعاني.

إذا أعجبتكم القصة واستفدتم منها، متنسوش تضغطوا على زر المتابعة وتضغطوا على النجمة. دعمكم هو اللي هيشجعني أستمر وأقدملكم قصص جديدة ومفيدة لكل الأعمار. يلا شوفكم في القصة الجاية، ونستكمل معًا مغامرات سلمى وليلى!

مغامرات مع سلمى وليلى " في ظل جزء عم "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن