الفضل الأول

162 22 10
                                    

قصر كبير وفخم وجنينة ضخمه حوالين منها الحراس داير ميدور من كل اتجاة وكل حارس واقف وبندقيته المرخصه فى أيده عيونه لا بتنام لا ليل ولا نهار طول الوقت مفتحين عنيهم ورافعين سلاحهم ومستحيل فى وجودهم أي حد يقدر يهوب  من القصر ومن صاحبه
صاحب القصر نازل من على سلم شاف مامته قاعدة فى البهو اتحمحم وقال بصوت رجولي بحت : سلام عليكم يا أمااا

الحاجة توحيدة ردت وفى أيدها سبحتها اللى بتسبح بيها سبحتها اللى مش بتفاق أيدها دايما  : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا إبني

قرب عابد وقعد جنبها بصتله وسالت بإهتمام : هاااه يا إبني فكرت فى كلام جدك كويس؟

عابد إتنهد بضيق وسكت

الحاجة توحيدة بإلحاح يجاوبها وتعرف هو قرر إيه :يا إبني رد عليا ريحني

عابد بضيق : أنا مالي بس يا أمااا بكل دا
أنا راجل عايش كل حياتي بره ....

الحاجة توحيدة بحده قطعت كلامه  : مالك كيف بس يا ولدي ..مااالك كيف
وجدك الكبير هو اللى بدأ بسفك الدماء وقتل كبير عيلتهم

عابد بصوت عالى كله غضب : أديكي قولتي جدي الكبير
اللى أنا شخصيا لا شوفته ولا أعرفه ولا وعيت عليه
وهما قصرو بعدها يعني؟
مقتلوا بعدها أتنين من عندنا مكانهم

الحاجة توحيدة بصوت قوي شرس : أبوك كان سكت إياااك مخد قصادهم منهم تلاته

وهما خدو قصاد التلاته أبويا واخويا بكفايهم عااااد

توحيدة إبتسمت : أهي عااااد دي أكبر دليل إنك منا وأنك وقت الجد بتكون صعيدي بجد
وبعدين يا واااد مش كام سنه دول ال عشتهم فى بلاد الغربه اللى هيخلوك تنسي أصلك وناااسك

عايد : أنا كنت عايش مرتاح مش عارف كان مالي بس

الحاجة توحيدة  : وصلولك يا ضنايا عرفوا طريقك ووصلولك وحاولو يقتلوك
لولا الناس ال حطتهم جدك عندك علشان يخلوا بالهم منك وعيونهم تبقي عليك
لولا الناس دي كان زمانك ميت

عابد بعصبية : الموت أهون من ال انتوا عايزينه دا وبتفكرو فيه
هو أنا بنت هتغصوبها على الجواز ولا إيه؟
وبعدين بعد أبويا وأخويا كان لازم أنا ال خد بإيدي دول عشره مكانهم

الحاجة توحيدة بصوت عالى : وهو جدك قصر مخد بدالهم زينه شبابهم
كفاية يا ولدي خلصنا على بعض مبقاش فى عيلتهم غيرك وغير إبنهم سليم وجدك وجده
لا هو يخلص عليك لا أنت تخلص عليه
سليم ليه أخت لا تقدم كفنك لا تطلب نسبهم وتطلب أيدها  تتجوزها يا ولدي ونخلص من الهم دا ونقفل الصفحة دي للأبد
خصوصاً أن حد منيهم لمح بده فى آخر جلسة صلح تمت بينا ومكملتش

قام منطور من مكانه بغضب شرس : أقدم كفني ليه إن شاء الله  دا شىء مستحيل يحصل لا يمكن يحصل أو يتم
وبدل كده كده ميت والدور عليا أنا انا مستني سليم يموتني أشرف ليا مية مره من أني أموت فى نظر نفسي والناس وأنا حي أرزق
أنا خااارج

الحاجة توحيدة  بخوف : على فين يا ولدي رايح على فين؟

عابد : كفاية كده من وقت موصلت من بره وأنا قاعد زي ولايا فى البيت
اييييه هخاااف ولا ايه الرب واحد والعمر واحد واللى مكتوب لي هشوفه حتي لو حفرتو سرداب تحت الأرض وخبتنوني فيه
أنا هاخد فرسة ابوي الله يرحمه وهمشي بيها فى وسط الأرضي بتاعتنا ويبقي فارس أو غير فارس يتعرض طريقي
يبقي هو الجاني على نفسه خلاص كلامه وسابها وخرج

على الطرف التاني على الطريق الزراعي
ماشية بنت شاردة بخطوات تقيله ممله لا سامعه ولا شايفه قدم منها
هو مشهد واحد بس اللى أحداثه كلها بدور قدمها وسامعه كل كلمة اتقالت وجعتها وكسرت روحها وكبريائها
مشهدها مع جوزها وهي بتسأله بصوت مكسور ونفس مكسورة محطمه وعيونها جواه زهول وملامح تكسوها الصدمه وشفايف بتترعش وأيادى بتترجف وهي بتمد أيدها له بتليفونه  : إيه دا ؟
إيه ال أنا  شوفته على تليفونك دا
معقول دا يكون جزاتي بعد صبري عليك معقول بعد كل التنازلات دي كلها والتضحيات ال قدمتها  تكون دي مكافتي .. خيانة ؟
خيانه يا شريف خيانه ومع مين مع أقذر أنواع البشر
هو دا ال وخدك مني هو دا اللى بعدك عني
هو دا اللى طول الوقت بتتفن إزاي تقدر تتهرب مني علشان تروح له هو دا القرف دا
بشفاه ترتعش ضعف وقلة حيلة وخوف من مجهول قادم كملت همسها : طلقني
طلقني يا شريف طلقني مستحيل بعد ال القرف اللى شيفاه معاك دا أكمل
إستجمعت كل شجاعتها هنا وبتحدي قوي كملت : طلقني يا إما هفضحك
مش قدامك غير خيارين يا الطلاق يا الفضيحة إختار بسرعة

أنتى طالق طالق طالق

هنا صرخت بصوتها كله لما فاقت من كابوسها
شافت عربية قدم منها هدوسهاوللأسف الغلط كان غلطها هي شارده شرود كامل مش شايفه قدام منها
خلاص مش قدامها غير تستسلم لقدرها أغمي عليها وفقدت الوعي تماماً
محستش بالإيد اللى شالتها وانتشلتها من قدم العربية ولا شافت الشخص اللى رفعها على حصانه وخدها بين أحضانه تحت عبايته

براثن الثأر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن