Studio 69 "16"

275 13 8
                                    


لا أعلم كيف و متى لكنني فوراً ضغطت على المكابح و أدرت المقود للجهة الأخرى بسرعة

غير مهتمة إن كانت ستنقلب السيارة بي ام لا المهم الآن هو الطفل !

تنهدت براحة لأنني لم اصب الصغير بأي أذى بل توقفت السيارة أمامه و بينهما متر واحد تقريبا

نزلت من السيارة بسرعة و اتجهت نحوه جثوت على ركبتاي أمامه و وضعت كلتا يداي على كتفيه

لقد كان متجمدا في مكانه و عينيه تذرفان الدموع دون أن يرمش حتى

هل أنت بخير ؟! أخبرني هل يؤلمك شيء أنا لم اصطدم بك أليس كذلك ؟!

بالرغم من أنني أعلم أنني لم اصطدم به لكن يجب عليه إدراك أنه لازال حي كي يفوق من صدمته

و أخيراً بعد دقائق من انتظار إجابته ها هو ينظر لي و يومئ لي برأسه لأبتسم بخفة

هيا صغيري أخبرني لما انت لوحدك في هذا الوقت في الشارع ؟! أين هم والديك ؟!

جلست على الأرض بقوة بعد أن رمى جسده الصغير علي يحتضنني بسرعة جاعلا مني أفقد توازني

حشر رأسه بعنقي و بدأ بالبكاء بصوتٍ عالٍ لا أنكر أني شعرت بالصدمة لتصرفه المفاجئ هكذا و لكن بادلته العناق

و بدأت اربت على ظهره بخفة لعله يهدء و أفهم منه ما به

اهدء يا صغيري أنا لن اتركك ما رأيك أن تأتي معي إلى السيارة و تخبرني ما بك لأستطيع حل المشكلة

ابتعد عني و أومئ لي برأسه و هو يمسح دموعه بيديه الصغيرتين

وقفت و أمسكت بيده متجهين نحو السيارة فتحت باب السيارة و حملته واضعة إياه بجانبي

و انا صعدت مكاني خاف المقود أغلقت النوافذ و شغلت مكيف السيارة على درجة منخفضة و نظرت له بهدوء

بينما هو كان ينظر ليديه الصغيرتين و هو يشهق كل لحظة بسبب بكاءه

هيا صغيري أخبرني أين هم والديك

تحدثت بهدوء بينما وضعت يدي على رأسه الصغير العب بشعره القصير بحنان كي يثق بي

رفع رأسه و نظر لعيناي بعيون دامعة

لقد هلبت من المنزل لأن امي اخبلتني بهذا لأن أبي سيقتلها
[ هربت ... أخبرتني ]

فتحت عيناي بصدمة من كلامه كيف لطفل صغير أن يتحدث بكلام كهذا ؟! ما هي درجة اللعنة التي تحوي والده ؟!

Studio 69 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن