الفصل 4: الوصول إلى القصر

9 1 0
                                    

عندما قرر تحتمس إرسال سما إلى قصر الفرعون، كان يعرف تمامًا ما يريده منها. أراد أن تكون عينه وأذنه بين جدران القصر، لتراقب كل ما يحدث وتقدم له معلومات سرية. كانت الخطة محكمة، وقد أخفى جيدًا السر الذي يعرفه عن سما: كونها من أحفاد أسلافه. كان يخطط لاستغلال هذا الارتباط الخفي بينهما لخدمة أغراضه الشخصية.

في الصباح التالي، تم تجهيز سما كخادمة بسيطة. ارتدت ثوبًا عاديًا من القماش الخشن، وتم تمشيط شعرها بعناية لتبدو كواحدة من الخدم العاديين. قلبها كان يخفق بقوة بينما كانت تتابع تعليمات تحتمس بعناية. على الرغم من توترها وخوفها، لم يكن هناك أي مفر. كان القصر الخطوة التالية في مغامرتها.

قادها أحد رجال تحتمس المخلصين عبر الطرقات الملتوية إلى قصر الفرعون، وقد حاولت أن تبقى هادئة رغم أن مشاعرها كانت مضطربة. كانت الشوارع مزدحمة بالتجار والمارة، لكنها لم تكن تهتم بأي شيء آخر سوى المهمة التي أُعطيت لها.

عندما وصلت أخيرًا إلى القصر، شعرت وكأنها تدخل عالمًا آخر. البوابات كانت شاهقة ومرعبة، بينما يقف الحراس بأسلحتهم التي تعكس أشعة الشمس الحارقة. التوتر كان يمسك بها بقوة. أحسّت بأنها صغيرة جدًا مقارنة بالعظمة التي تراها أمامها.

أُدخلت سما إلى داخل القصر مع بقية الخدم. في البداية، كانت تشعر بأنها مراقبة في كل لحظة، كل حركة تقوم بها كانت تبدو كما لو أنها ستفضحها. لكن الخدم لم يشكوا في أمرها، كانوا منشغلين في مهامهم اليومية.

أعطيت لها مهام بسيطة في البداية: تنظيف الأروقة، ترتيب الأثاث، وإحضار الطعام. كانت هذه الأعمال تبدو كجزء عادي من حياة الخدم، لكنها كانت تعرف أن تحتمس يعتمد عليها في جمع المعلومات. نظراتها كانت تراقب كل شيء، وتحاول أن تستوعب أكبر قدر من التفاصيل.

داخلها، كانت سما تشعر بخليط من الخوف والتوتر، إلى جانب شعور آخر بالارتباك حول وضعها الجديد. لم تكن تعرف كيف ستؤدي مهمتها دون أن يتم اكتشافها. القصر كان مليئًا بالمخاطر، وكل حركة قد تكشف حقيقتها. في الوقت نفسه، كانت تشعر بأنها أصبحت جزءًا من عالم لا يمكن الهروب منه.

في إحدى الليالي، بينما كانت ترتب إحدى الغرف، رأت مجموعة من الحراس يتحدثون بهدوء عن الفرعون وعن خطط سرية تتعلق بالحرب. هذه كانت أولى لحظاتها الحقيقية في التجسس لصالح تحتمس. لكنها شعرت بخطر جسيم؛ ماذا لو اكتشف أحدهم أنها ليست خادمة حقيقية؟

ينما تمر ساعات اليوم، تتجمع بعض الخادمات حول سما، ويتحدثن بهمس عن عائلتها ووضعها. تتساءل بعضهن عن سبب وصولها المفاجئ إلى القصر، بينما تحاول الأخريات إبعادها عنهن، محاولات إبراز فارق المراتب بينهن.

واحدة من الخادمات، تُدعى لينا، تقترب من سما وتبدي نوعًا من التعاطف. تقول: "لا تلتفتي إليهن، هناك دائمًا من يحاولون جعل الأمور أصعب. كوني قوية، وستنجحين."

رحلة عبر الزمن: حكاية سماحيث تعيش القصص. اكتشف الآن