الفصل السادس : قرار الحياة و الموتالشوارع كانت مهجورة، الضباب الكثيف يحيط بالمجموعة من كل جانب، مما جعل الرؤية محدودة والهواء مشحونًا بالتوتر.
خطواتهم كانت حذرة، وكل صوت بعيد، سواء كان زقزقة طائر أو رنين معدن، كان يجعلهم ينتفضون.
مين-جي كانت في المقدمة بجانب يون، المعلمة التي قادتهم منذ البداية، أما هانا وبقية المجموعة فقد كانوا يسيرون خلفهم بحذر، كل منهم ممسك بسلاحه البدائي – مطرقة، عصا خشبية، أو حتى سكين مطبخ.
"ابقوا هادئين. لا نعرف ما قد نواجهه هنا."
همست يون بصوت خافت بينما كانوا يتقدمون ببطء عبر الضباب.
نظر الجميع حولهم، محاولين رصد أي حركة في الظل.
بعد يوم طويل من السير والمواجهة مع مجموعات صغيرة من الزومبي، استطاعوا أن يتجاوزوا المخاطر ويصلوا أخيرًا إلى السوبرماركت المحلي.
المكان كان مهددًا، بابه نصف مفتوح ومكسور، لكنهم كانوا بحاجة ماسة إلى المؤن.
البطون الخاوية، والإرهاق الذي بدأ يتسلل إلى عضلاتهم، دفعهم إلى اتخاذ القرار بالدخول.
"علينا أن نكون حذرين"، قالت مين-جي وهي تنظر إلى هانا، التي كانت تتأرجح قليلاً من التعب.
"لا تقلقي، سنتدبر الأمر"،
أجابها يون-هو بصوت مليء بالثقة وهو يرفع عصاه.
التوتر بين المجموعة كان واضحًا، لكن كان هناك تصميم على البقاء.
بمجرد دخولهم إلى المتجر، كانت الرفوف مدمرة، بعض الممرات مغطاة بقطع من الزجاج المحطم والمنتجات المتناثرة في كل مكان.
كانت الرائحة خانقة، ولكنهم تجاهلوها.
توجهوا بسرعة نحو الرفوف حيث ما زالت هناك بعض الأطعمة معبأة.
بينما كانوا يجمعون كل ما يستطيعون، فجأة سمعوا صوت تحطم، وصوت زومبي يتنفس بعمق من أحد الممرات الخلفية.
التفت الجميع في حالة ذعر.
"استعدوا!" صرخت يون، وهي ترفع سكينًا كبيرًا كانت قد التقطته من المطبخ.
خرجت مجموعات من الزومبي من الظلام.
عيونهم فارغة وأجسادهم متعفنة، تقدموا بسرعة باتجاه المجموعة.
مين-جي أمسكت بمطرقتها وهوت بها على رأس أحد الزومبي، بينما كان يون-هو و دونغ-هون يستخدمان العصي لدفع الزومبي بعيدًا.
جي-وون وهانا كانتا تحاولان الدفاع عن أنفسهما، لكن الأعداد كانت أكبر مما توقعوا.
"إنهم كثيرون!" صرخت هانا وهي تحاول صد زومبي اقترب منها بشكل خطير.
يون كانت تدرك أن الموقف يزداد سوءًا بسرعة.
كان عليهم الخروج، لكن الزومبي حاصروا المخرج. فجأة، خطرت في بالها فكرة جريئة.
"اسمعوا!"
صرخت وهي تحاول توجيه المجموعة.
"أنا سأغريهم باتباعي. أنتم جميعًا اخرجوا من الباب الخلفي! سأحبسهم هنا!"
"ماذا؟ لا، لا يمكنك فعل ذلك!" صرخت مين-جي بقلق.
لكن يون كانت مصممة. "هذه هي الطريقة الوحيدة! عليكم أن تعيشوا. اخرجوا الآن!" صوتها كان حاسمًا.
كانت خطة يون بسيطة لكنها مميتة.
قامت بإشعال أحد المصابيح القوية المتبقية في المتجر، لتلفت انتباه الزومبي نحوها.
ركضت باتجاه المخزن، وجعلتهم يتبعونها تاركة الباب الخلفي مفتوحًا لزملائها.
مين-جي بكت وهي تراقب المعلمة يون تركض نحو حتفها.
"لا يمكنك أن تفعلي هذا... لا!"
كان قلبها يتمزق، لكنها عرفت أنه لا خيار آخر.
هانا أمسكت بيد مين-جي وهي تقول بصوت مرتجف،
"علينا أن نتحرك الآن، يون ضحت بنفسها من أجلنا."
"أنت محقة..."
تمتمت مين-جي وهي تحاول حبس دموعها، لكنها شعرت بالضعف والخوف يتسلل إليها.
يون استطاعت أن تحبس الزومبي في المخزن وأقفلت الباب من الخارج، ثم نظرت إلى البقية عبر الزجاج، مبتسمة بإرهاق.
"عيشوا... هذا كل ما أريده."
دون سابق إنذار، أحد الزومبي حطم الزجاج من الداخل، واندفع نحو يون.
سقطت على الأرض وهي تحاول المقاومة، لكن سرعان ما أُحيطت بهم.
صوت صراخها كان مروّعًا، لكنه انتهى بسرعة.
خارج المتجر، كان التلاميذ متجمدين في أماكنهم.
مين-جي سقطت على ركبتيها، تبكي بصمت، غير قادرة على استيعاب ما حدث للتو.
"لقد كانت قائدة... كيف يمكن أن نفقدها هكذا؟"
يون-هو وضع يده على كتفها، يحاول تقديم العزاء. "علينا أن نكمل. يون ضحت بنفسها لنعيش. لا يمكن أن نخذلها الآن."
الجميع كانوا في حالة صدمة.
جي-وون كانت تمسح دموعها بصمت، بينما هانا كانت ترتجف، لا تزال غير قادرة على فهم ما حدث.
لكن في النهاية، كل واحد منهم علم في داخله أنه لا مجال للتراجع. عليهم أن يكملوا الرحلة، من أجل يون.
بدأت المجموعة بالتحرك ببطء، تاركين السوبر ماركت خلفهم.
كانت التضحية التي قامت بها يون محفورة في ذاكرتهم، لكن الآن كان لديهم هدف واحد فقط: النجاة، والوفاء بتضحيتها.
𝓑𝔂 𝓼𝓾𝓷𝔂 🌻
أنت تقرأ
"فوضى الأموات"
Terrorفي "فوضى الاموات"، تتصاعد الأوضاع في مدينة سيول المدمرة إثر انتشار وباء الزومبي. تتبع القصة مين ـ جي، مقاتلة شجاعة تحافظ على وعيها رغم تحولها الجزئي إلى زومبي. في خضم الفوضى، تقاتل إللبقاء على قيد الحياة وحماية أصدقائها، بينما تواجه تهديدات شريرة وت...