chapitre 2

156 10 3
                                    

كانت ليلة مظلمة، والسماء محملة بغيوم ثقيلة تكاد تعصف بكل ما يحيط. في شقتها الصغيرة، جلست راسيل وحيدة، غارقة في أفكارها المتشابكة. كل شيء في حياتها أصبح معقدًا منذ أن دخل غوست عالمها.......... كان الأمر يبدو في البداية وكأنه مجرد لقاء عابر، لكن سرعان ما تحولت حياتها إلى كابوس.......

بينما كانت الأفكار تأكل روحها، رن جرس الباب فجأة، محطمًا السكون الذي كان يغلف المكان. قلبها قفز في صدرها.......... لم تكن تتوقع زيارة في هذا الوقت، وداخلها شعرت بشيء مظلم، كأنها كانت تعلم من وراء الباب.........

بخطوات ثقيلة، تقدمت نحو الباب، يدها ترتجف وهي تلامس المقبض......فتحت ببطء، لتجد أمامها برياموس، ذلك الرجل الذي كان يبدو دائمًا باردًا، وجهه لا يعكس أي مشاعر....... عينيه الغامضتين تثبتتا عليها، وكأنهما تخترقان أعماقها........

"غوست يريد رؤيتك." قالها بصوت منخفض وهادئ، لكن كلماته كانت كالسيف يخترق قلبها.........

حاولت أن تتماسك، لكنها شعرت بارتجاف في قدميها....... "لماذا؟" سألت بصوت مرتجف، وهي تعرف جيدًا أن برياموس ليس الشخص الذي سيعطيها إجابات........

"ليس عليك السؤال، عليك فقط أن تأتي." قال بصوت حازم، مما جعل رعبًا غير مفهوم يتسلل إلى أعماقها......

ترددت للحظة، لكنها عرفت أنه لا خيار لها. كلما حاولت الابتعاد عن غوست، كان يسحبها أكثر إلى عالمه المظلم. لا مفر. كل خطوة نحو الباب كانت تزيد من ثقل جسدها، لكنها لم تجرؤ على الرفض......

قادها برياموس إلى سيارة سوداء تنتظرهما خارج الشقة. الهواء كان باردًا، والظلام يحيط بالمكان......جلست راسيل بصمت في المقعد الخلفي، بينما برياموس جلس بجوار السائق..... لم يتبادلوا أي كلمات طوال الطريق، لكن رائحة الدماء البعيدة كانت تملأ أنفاسها........كان شيئًا غير مريح يسكن الجو...

عندما وصلوا، كان المستودع ينتصب أمامها كوحش مخيف....... أبوابه الحديدية الصدئة بدت وكأنها تحرس أسرارًا دفينة، والهواء المعبأ برائحة الدماء والخوف جعل قلبها ينبض بعنف.......نزل برياموس من السيارة وفتح الباب الخلفي، مشيرًا إليها بالدخول. ترددت للحظة، لكن ما إن دخلت حتى شعرت وكأنها دخلت في أعماق كابوس لا نهاية له.......

الداخل كان معتمًا، ورائحة الدماء كانت كثيفة في الهواء، لدرجة أنها شعرت بالدوار....... ظلام المستودع كان يخفي الكثير من التفاصيل، لكن صوت خطوات غوست كان واضحًا....... كان ينتظرها هناك، في نهاية الغرفة.....

"أخيرًا أتيتِ." جاء صوته من بين الظلال، عميقًا وباردًا كعادته، لكن اليوم كان يحمل نبرة مختلفة، نبرة لم تسمعها من قبل....... كان هناك شيء مظلم يتسلل بين الكلمات.......
وقفت راسيل مكانها، جسدها يرتجف........
شعرت وكأن قدمَيها لا تحملان جسدها.......
كانت الأضواء خافتة، والظلال تختبئ في كل زاوية. شعرت أن المكان نفسه ينبض بالخوف. كل شيء حولها يوحي بالخطر.......
وقفت راسيل، تجمدت في مكانها، شعرت أن جسدها لا يستجيب لها. كانت عينا غوست تحدقان بها، لا تتركان لها مجالًا للهروب. كانت قريبة من الانهيار، لكنها حاولت التماسك قدر المستطاع........

Dark obsession حيث تعيش القصص. اكتشف الآن