9

13 2 0
                                    

أُخذ مارتن تشان إلى مخزن كبير، خالٍ إلا من بعض الصناديق المتناثرة، حيث تردد صوت خطوات الرجال في أرجاء المكان الواسع. تم وضعه على كرسي خشبي قديم وربطوه بقوة من معصميه وكاحليه، ثم غطوا عينيه بقطعة قماش سوداء.

بينما كان يحاول تشان استيعاب ما يجري حوله، شعر بلكمة قوية تضرب وجهه، مما جعل رأسه يتأرجح إلى الخلف. كانت الضربة عنيفة ومؤلمة، لكنها لم تكسر عزيمته. فجأة، سُمع صوت خشخشة وهواء بارد يضرب وجهه عندما أزيلت قطعة القماش من عينيه. فتح تشان عينيه ببطء ليجد أمامه رجلاً قاسي الملامح  - مارتن - ، معروف بوحشيته، يحدق فيه بابتسامة شريرة.

"أخيرًا، نحن وحدنا الآن،" قال مارتن وهو ينحني أمام تشان، عينيه تقدحان شرًا. "هل تعرف لماذا أنت هنا؟"

لم يُجب تشان، اكتفى بالنظر إليه بتحدٍ. ولكن، قبل أن يتمكن من الرد، تلقى لكمة أخرى، هذه المرة أقوى من الأولى. تردد صوت اللكمة في المخزن الخاوي، بينما حاول تشان أن يسيطر على الألم الذي يتسلل إلى جسده.

في الوقت نفسه، كانت ليا في غرفة صغيرة مظلمة وضيقة. تم إلقاؤها داخلها بعنف، ثم أغلق الباب بإحكام خلفها. حاولت ليا النهوض، كانت تشعر بالدوار، لكن لم تستسلم للخوف. تقدمت بخطوات بطيئة نحو الباب وأخذت تدقه بشدة.

"افتحوا الباب!" صرخت ليا بصوت مرتجف لكنه يحمل القوة. لم يكن هناك رد، فقط الصمت المخيف يلف المكان.

جلست ليا في الزاوية محاولة التفكير في خطة للهروب أو على الأقل كيفية الاتصال بتشان. كانت تعلم أن الوقت ليس في صالحهم، وأن عليهم التحرك بسرعة قبل أن يحدث شيء أسوأ.

في المخزن، نظر مارتن إلى تشان بنظرة استعلاء وقال: "أنتَ تعتقد أنك قوي؟ لنرى كم ستتحمل."

تشان لم يكن ينوي الاستسلام، رغم الألم، ورغم الضربات المتتالية التي كان يتلقاها من مارتن. لكنه في أعماقه كان يفكر فقط في ليا، وفي كيفية إنقاذها والخروج معًا من هذا الكابوس.

مسح تشان شفته المجروحة بلسانه، وابتسم ابتسامة استفزازية وهو يحدق في مارتن بنظرة مليئة بالتحدي. "هل تعلم يا مارتن؟ الليلة الفائتة، ليا نامت في أحضاني.....وفي الصباح، لامست شفتي شفتاها. كانت.....كالفراولة،" قال بتلك النبرة اللاذعة، وكأنه يتعمد إشعال الغضب في قلب مارتن.

شعر مارتن بالغليان. نظرة الغضب التي اشتعلت في عينيه كانت واضحة، وكأنه على وشك الانفجار. قبض على قبضته بقوة وكأن الأرض تهتز من تحت قدميه. لم يكن يستطيع تحمل ما قاله تشان، ففكرة أن ليا، التي يكن لها مشاعر عميقة، كانت بين يدي ابن عمها أشعلت نيران الغيرة والغضب في داخله.

تقدم مارتن خطوة نحو تشان، وجهه يزداد ظلمة مع كل كلمة نطق بها تشان. "أنت تجرؤ على الحديث عنها بهذه الطريقة أمامي؟" قال مارتن بغضب مكتوم، قبل أن يلكم تشان لكمة قوية على وجهه. كانت الضربة عنيفة لدرجة أن رأس تشان انحنى للخلف، لكنه لم يفقد هدوءه أو ابتسامته المستفزة.

TİME | وقت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن