بوسط ضجيج العمال واقفه تشـرف تتأكد بأن الأمور كلها تمام، بيدها كوب القهوة الباردة تتجاهل كونها ما نامت سوى ساعتين طوال اليومين الماضية، كانت منشغلة بالمشروع الكبير اللي بيحضره أهم الشخصيات، المعرض الفني اللي اشتغلت عليه من قرابة العشرة أشهر راح ينقضي خلال الساعات الجاية، أعطت من قلبها وحطت فيه جهدها كله ما تطلب سوى إنه يتم على خير، التفتت من حست بأحد لمس كتفها وسرعان ما توسّعت ابتسامتها تبعد الكوب عن فاهها: ورد! وش هالمفاجأة الحلوة
حضنتها بخفة و ابتعدت تسمع سبب مجيئها: عادل بيحضر اليوم و قلت فرصة أجي و تحمست أشوفك قبل الزحمة فسبقته، مسكت ديم ذراعها ومشت معاها وعينها على الشغل و الترتيبات و تعطي أمر من هنا و تعدّل على شيء من هناك: تخيلي مانمت إلا قليل وبالقوة عشان استجمع فيها طاقتي لباقي اليوم، ماعرف وش ممكن يصير خايفة بنفس الوقت مبسوطة إن الشغل بيكون على ارض الواقع وبيشهده ناس كثير، ابتسمت لها ورد ما قدرت ترد عليها لوجود كثير عمال وكثير منظمين يقاطعون الكلام ويجون يسألون، تركت ذراعها تودعها: ديم بروح هناك اتقهوى لما تفضين تعالي أحسن، واذا بدا المعرض بروح لعادل لا تدورين علي
هزت ديم راسها بطيب و تأففت لما التفتت على عامل واقف على جواله ما يسوي شيء: مافي شغل انت ؟ ، قفله بربكة وراح يرجع لشغله تأففت و مشت تدعي من قلبها
ديم: يارب سلّم يارب كل شيء يكون تمام اليوم
رن جوالها و صمّته من شافت اللوحات اللي تتوسط المكان بانبهار: تبارك الرحمن! ، توجهت ناحيتها وابتسم لها اللي واقف يتأملهم مثلها، طالعته: أنت اللي راح تشرح قصصهم صح ؟ ، هز راسه بالايجاب ونزل عينه يقرأ بطاقتها وعرفها من اسمها: استاذة ديم عندي ملاحظة بسيطة، لو نرفع والا نركز الاضاءة حقت كل لوحة؟ خافته و كأنها ظالمتها؟
ابتسمت لملاحظته رغم انه مو اختصاصه ولا شغله، اقتربت تشوفهم: إلا صح هالجهة أقل من الثانيات بكلمهم يجون، بالتوفيق خلك جاهز
ابتعدت تروح لمكان وجود الفريق المختص و ما شافت ولا شخص منهم كان المكان فاضي، ركزت بنظرها التفتت حول المكان مالقت أحد، اخذت نفس: هدّي ديم هدّي، رمت قهوتها بالزبالة وفتحت جوالها تتصل: السلام عليكم، أنا ديم رائد، وصلها صوت الطرف الثاني: ياهلا ديم كيف اقدر اخدمك؟، مشت من مكانها وهي تتكلم ويدينها ترتجف: الفريق وينه؟ عندنا اضاءات تحتاج تعديل بجهات معينة بعضها مضبوطة إنارتها والباقي مسوينها أي كلام!، ردت: اختي ديم العمال خلصوا شغلهم ومشوا وكان فوق راسهم مشرف أكيد انه كان متأكد انها كويسة قبل يخرج، انفعلت ديم ترفع صوتها: لا معليش! قبل يمشون مفروض يكلموني أجي اشيك ممكن احتاجهم مثل الحين مثلًا! مشرفكم هذا مضروب كل شيء سيء وانا ما ابي اي غلطة!
الطرف الثاني: ديم عزيزتي بالعقد مكتوب إن العمل الى تسعة صباحًا لهم الحق يمشون! صدقيني ما يسرني ان الشغل ما نال على اعجابك بس مرتبطين بغيركم اعذريني، التفتت ديم تسمع ذات الشخص اللي كان يكلمها عند اللوحات مسرع بخطواته جاي لها: استاذة ديم الجهة اللي عندي يأشر نورها ماظني تصمل ساعة مافي صيانة هنا؟، مسكت ديم جبينها تفكر وش الحل وكيف تسوي والحضور اقترب موعدهم، هزت له راسها تطمّنه و وصّته ينتبه للوحات فيما تلقى حل، رجعت تكلم اللي عالخط: اسمعيني والله لا انشر سمعتكم إنكم تعبانين ومو بروفشنال! ايش الشغل هذا نشدّ الظهر فيكم وتطلعون مو كفو؟!، قفلت قبل تسمع ردها و جلست على عتبة بمكانها تمسك نفسها، رجع جوالها يتصل ظنته نفس الرقم وصارت ورد، ردت: هلا وردي
ورد: بعلمك ترى عادل جاء رفضوا يدخلونه بس الله يسعده صاحبه تبع المعرض وموجود دخّله
ديم: وينكم أحتاج منكم مساعدة، عقدت ورد حاجبينها تسمع بنبرة ديم شيء ماريّحها: شفيك فيك شيء ؟ تعالي احنا عند بوابة رقم اثنين عند القهوة، قفلت ديم و قامت من مكانها تتنهد مشت وطالعت بباقي الاقسام والتجهيزات وأشرت على واحد واقف على قسم: الترتيبات ماشية كويس ؟ ، أجابها: أفا عليك تحت عيني كلهم، ديم: تكفى مانبي أغلاط.. مشت للبوابة ولقت ورد و بجنبها زوجها عادل وشخص تجهله كانوا بانتظارها بعدما قالت لهم ديم متوهقة بشيء، وقفت قبالهم تتغصب الابتسامة: السلام عليكم أخباركم؟ ، ردوا السلام وطالعتها ورد بخوف: صار شيء ؟ هزت راسها بلا: شركة الإنارة اللي تعاملت معهم مو كفو، وقفوا شغلهم قبل حتى نفتح الابواب و طلعوا والحين قاعدة الاضاءة تسوء أكلمهم ما يعطوني أي رد مفيد يقولون والله القروب عندهم شغلة بمكان ثاني مانقدر نرجع لك ولا يهمهم العميل ولا سمعتهم! ماباقي غير قليل والكل يكون موجود وأحد الأقسام اضاءتها تأشر سيئة زفت واللوحات الموجودة تتطلب نور، التفتت على عادل تاخذ نفسها: عادل أذكر عندك صاحب مهندس لو فيه مجال تسأله تكلمه اذا ماعليك امر؟ والله اني في موقف سيء ماقدر اتفق حتى مع شركة ثانية
ابتسم عادل يلتفت للي بجانبه: هذا هو بندر خويي، التفتت تطالعه وبادلها النظرة و كان جلّ تركيزه على يديها اللي ترتجف مع نبرتها اللي تحاول تخفيها وقهرها اثناء كلامها كل تفصيله فيها بهالدقايق لاحظها: وصلتي
تنهدت براحة تحط يدها على قلبها: تجي معي ؟، مشى خلفها تاخذه معاها للمكان، وقف بجانبها يسأل: ليش ترتجفين؟، طالعته وشدت على يدينها تكمل مشيها: امش عندنا موضوع أهم، أشرت بكفها على المكان اللي كانت اضاءته رديئة جدًا: هذا شغل؟ بالله عليك شوف! طالع بندر ووضح له مدى السوء ووقف بعينه يدوّر غيره شيء يحتاج تعديل: لا تشيلين هم أنا جاي مع قروبي للجهة الثانية بس الآن أكلمهم لك يعدلونها، هزت راسها بطيّب وأشرت على إحدى اللوح: نبي إضاءة المكان خافته وهذا الضوء الصغير متركز عليها من الجنب عشان تعطي نظرة و توضح للشخص الفكرة لو نترك الظل من هنا
هز بندر راسه بالنفي وهو متكتف: ما تصلح من جنب، بتنعكس وبتزعجه أفضل تبقى على شكلها هذا، رفعت حاجبينها تلتفت تطالعه: لا بالله؟ مو بكيفك! ، رفع حاجبه من ردة فعلها اللي مايشوف فيها أي حق: مو بجيبلك فريقي؟ وبالمجان؟ خليني أقول رايي واسوي اللي اشوفه صح، ضحكت ديم بسخرية: ماقلتلك ابيها بدون ادفع! مجرد صيانة بسيطة اصلا ما ابي تعطيني رايك ولا تفرض قرارات علي، رفع عينه يطالعها بسخرية: صيانة بسيطة؟ مضروب شغلهم
فزّت و مسكت ذراعه تصرخ برعب من شيء بقربها انفجر في لحظة باغتتهم، أسرع فراس اللي علمها سابقًا عن العطل ووقف يتكلم لهم: هذي من هنا! من الاضاءة اللي بالزاوية اخاف تسبب شيء او تخرب المكان
التفت له بندر: ماحصل شيء، ريحة الحرق لازم تروح كلّمهم يجيبون البخور لهنا، بسرعة!، التفت لها يشوف رجفتها ألعن من السابق وصار يمسح على كتفها مايدري كيف يتعامل معاها: بسيطة بسيطة هذي وحدة من اللي اشتغلوا عليها لحالها بس بنشيلها وكل الأمور بتصير زينه، كانت ضاغطه على ذراعه تحاول تنظم أنفاسها ما قدرت، هزت راسها بالنفي ألف مرة بالثانية، اخذت كفها لقلبها تهمس لنفسها رغم انفاسها المضطربة: ماصار شيء ماصار شيء، جو اللي مع بندر و وصّاهم على كل شيء على السريع ولأن يفهمونه من إشارة واحدة ما احتاج يطوّل، أنظارهم كانت تنتقل لديم اللي تشد على ذراع بندر بس ما تجرأ احد يطول النظر من هيبة بندر أمامهم، في ذات الوقت جاء فراس بالبخور دخل المكان وبخّر الممر وكل هذا كان في دقايق وثواني قليلة لا تذكر، وكأنها ساعات في وقوف ديم اللي باقي على صدمتها و هذا اللي زاد من خوف بندر من حالها أخذها معه لبرّا المكان للشمس، ابعدته عنها و راحت تبتعد عنه خطوات ممسكة براسها تتنفس بعمق تحاول ترجع لطبيعتها حاولت تتماسك ما تسترجع شيء ما تبي الذكرى تمرّها بهالوقت الحساس ما ترتجي شيء غير ان يومها يعدّي على خير، حست بظلّه يقترب وجاء يوقف قبالها يمد لها علبة الماء: ترى ماصار شيء ما يستدعي القلق هذا كله، شغلك وكويس و الاضاءات هذا هم الشباب داخل يضبطونها لك و المتسببين بهذا كله بيتحاسبون لا تشيلين هم، رفعت نظرها له تتكلم بعيد عن الموضوع: ما أكلت من يوم ونصف وأعيش على قهوة سوداء صبح و ليل ولا أنام، طالعها ساكت ويده للآن ممدودة تنتظرها تاخذ الماء، أردفت ثم اخذتها من يده: سألتني ليه ارتجف هذي أسبابي، هز بندر راسه بفهم: طيب تعالي داخل عن الشمس تدوّخ
شدت على نفسها تتكتف ورفضت: شمس الشتاء حنونة مايجي منها ضرر، ما جادلها بندر تركها مكانها ترتاح و دخل داخل، شيّك على فرق واختلاف النّور اللي يجربونه وابتسم بفخر: عساكم عالقوة، مشى للقهوة يطلب ساندوتش ووقف ينتظر، اتصل جواله وقرا اسم عادل وقفله يعطيه مشغول ماوده يخليهم يخافون، اخذ الطلب و مشى للخارج يشوفها باقي مكانها و مد لها الساندوتش تاخذه و هي تضحك: شكرًا بس ماقلته عشان تجيب لي، ابتسم لأنها ضحكت: بس لازم تاكلين وراك يوم طويل، تأففت تفتح الكيس رغم إن فيها لوعة لكن لازم تخلص وترجع الظهران بأسرع وقت، اخذت قضمة ودفعتها بالموية تتغصبها ودخلت معاه: ابي اشوفهم
'
بمكان آخر بعيد عن الرياض في الظهران تحديدًا
الكل كان مجتمع في استراحة الجد بحكم إنه ويكند، البنات والخالات والخوال جالسين بجلستهم الخارجية على شكل حلقة حوالين الشبّه اللي يحاول أصغر خوالهم "خالد" يشبّها، يجلس على يمناه اخوه الأكبر ثم أبوه جاعلينه تحت الضغط مع تعزيز بنات اخواته لهم بالضحك في أي ذبة يرمونها عليه، رمى الحطب بالنصف باستسلام ونطقت غَيد بنت اخته بين ضحكاتها: ويين اللي يقول النار من شبّابها؟ لنا ربع ساعة نرتجف من البرد، التفت لأبوه يرفع حاجبه بقهر: حفيدتك تقلّ ادبها على خالها يرضيك والا اقوم ادّبها؟ ، ضحك الجدّ يحلف عليه مايسوّي لها شيء ورجع خالد مكانه يضحك و قام أخوه الأكبر يكمل عنه مهمة اشعال الحطب، التفتوا من دخل أحد العيال ينادي بـ"ياولد"، تأففت غَيد تسحب طرحتها من تحت الفروة اللي تحيط بجسدها تشتمه بينها وبين نفسها، التفتت عليها سحَر تهمس: الله ياردة الفعل! كل ذا عشان عمّار ؟ ماياكلك والله
همست لها غَيد وهي تلف حجابها: إذا جاء يجون كل الباقين وراه! الصباح نبي راحتنا بالسوالف مع جدّي ليه يخرب المتعة!، ضحكت سحَر و عدلت جلستها تسمع لترحيبهم الحار له، خصوصًا الجدّ اللي قام من محلّه لاجل يحبّه وقاموا معه كلّ عياله متسببين لعمّار باحراج: يابوي والله مالها داعي تقوم من محلك خلك مرتاح، ضرب الجد بعصاته الارض يعبر عن رفضه: الغالي ولد الغالية وشلون مانقوم لك؟ تعال جنبي، سمع الكل يترحّم بعد كلام جده وسلّم على خالاته من بعيد كون بناتهم حولهم ومايقدر يتقدم ويسلم عالكل، مسح جدّه على ظهره يسأله بنفس نبرته الحنونة في كل مرة يمرّ فيها عليهم: شلونكم يابوي؟ محتاج شي اخواتك محتاجين شي؟ ، هز عمّار راسه بلا وابتسم: بخير ونعمه يارب لك الحمد، تكلّمت خالته نوف: ديم كيفها؟، عدّل بجلسته يقترب من النار اللي شبّت و نطق يستعد للاستجواب و الاسئلة اللي بتكثر عليه: الحمدلله، منشغلة بدوامها ومركزة فيه صارلي كم يوم ماشفتها
'
-في المعرض-
تقدم بندر معها يوقفون قدام المكان وتكلم يوضح لها الاختلاف اللي صار: تعالي شوفي قلت لهم فكرتي و اضاءة المكان نفسه بنقللها بحيث ماتصدع وتجي قوية يصير اللي يتفرج يعيش الجو
ديم: لا مو كيفك تسوي فكرتك! رفضت من قبل وعلّمتك فكرة الظل كانت افضل، وقفت بغضب تطالع بعيونه وكان فرق الطول واضح من طالعه وهو قريب بجنبها بطوله، شافته يمشي و يأشر لها تدخل معاه لكنها بقت مكانها، التفت بندر وهمس بينه وبين نفسه: طوّل بالي يارب ، رفع صوته: تعالي اوريك الفرق والله مافي وقت للعناد!، دخلت معه عند اللوحة المنشودة و كان صادق ... طريقته أفضل بمراحل من فكرتها، هزت راسها بالنفي تكابر: مرة لا ما عجبني، جاء فراس بابتسامة يقترب لهم: استاذة ديم والله شغلهم جميل مايتقارن باللي قبله، التفتت له بغضب تعقد حاجبينها: فراس مو مفروض تروح تراجع كلامك وحفظك؟، جاوبها متفشّل وكأنه تدخل بشيء مايخصه: راجعت مستعد .. مدت له الساندوتش وضربت على كتفه بخفة تصرفه: روح تقهوى و ارمي هذي معاك بالزبالة، وسع بندر عيونه: نعمة الله ماكلتي منها شيء! ديم: ياخي لا تتدخل فاللي مايعنيك أخ بندر لو سمحت! التفتت لفراس: خلنا لوحدنا بتفاهم معاه
طلع فراس وبيده الساندوتش متوجه لأقرب كورنر قهوة بيتقهوى كان وده من قبل بس مابغى يصير بجيح ويخاف لو ينعكس عليه بشكل سلبي، طالعت ديم ببندر: ممكن ماتخرب لي مزاجي؟ شف ترى هذا يكون أول مشروع كبير لي و أنا اللي ماسكة كل شيء من الألف للياء واحتاج اركز واحتاج طاقة مابي أنهيها عليك، هز بندر راسه بـ طيب ونطق قبل يخرج من عندها: مالي مكان هنا دام مصرة على رايك، الشباب موجودين اللي تبينه والملاحظات اللي ودك علميهم بروح اشوف شغلي، فمان الله
التمست الزعل بنبرته لكن حاولت تتجاهل وتصرّ انها الصح، التفتت لأحد الموجودين تعيد له فكرتها: لو نحط النور متركز هنا ايش رايك؟، طالعها بوهقه هو شافها معصبة من بندر قبل ثواني خاف تكملها عليه، ماجاوبها بل راح و سوّا فكرتها ، نطق يورّيها: قبل أفضل شوفي لو سويناها تأثر عاللي بجنبها و الكلام المكتوب هنا ما يبان، هزت راسها باقتناع: خلاص أجل كملوا على كلام الأخ بندر
عدّا الوقت وبدأ المكان يزدحم كانت ديم حاطه يدها على قلبها تدعي مايصير شيء ماحسبوا له حساب، كانت واثقة من نفسها تمشي وتجاوب على اسئلة الجميع، شافت وجوه ما اعتادت شوفها الا عالجوال و انبهرت بفارق الشكل عالواقع، تلفّتت بخوف تسمع صوت شخص يصرخ وما طلع شيء مهم وزفرت براحة ورجعت بتكمل طريقها إلا انها ما لاحظت اللي كان خلفها وارتطمت فيه بقوة أرعبتها ارتدت للخلف و شهق هو و صرخت البنت اللي معاه عليها: غبية انتي ماتشوفي؟! رمشت ديم بصدمة تشوف قهوته انسكبت على ثوبه والسديري اللي فوقه اثر الضربة اللي بينهم، توترت تحاول تنقذ الموقف لكنهم كانوا هجوميين ما صلح معاهم التفاهم ولا الكلام بهدوء، ديم: ماله داعي الصراخ لحظة بس نتفاهم!، ماكان هذا الشخص من نوع الناس الطبيعية أبدًا، من الشخصيات اللي ماتبي أي غلط يمره في يومه والا في مظهره.. اقترب من وجهها ووجهه أحمر من غضبه: والله لا أندمك، حاولت زوجته تسحبه لكنه بقى قريب من ديم ما ابتعد: اتركها القذرة خليها يا أحمد امش معاي نطلع! البعض كان واقف يتفرج عليهم وكأنهم فلم يمثّل أمامهم نزّل أحمد نظره لاسمها ونطق: ديم رائد ؟ بلعت ديم ريقها تحاول تهدأ مع دوختها اللي بدأت تحس فيها من ارهاقها: أخوي أحمد خلني اعدل غلطتي بس ثواني نتكلم بشكل زين ومحترم معك ومع زوجتك اذا سمحت، صرخت عليها زوجته تطالعها من فوق لتحت والغيرة تاكلها: يالوقحة تتقربي من أحمد من وين تعرفيه؟ ايش اللي نتكلم مابينك وبينه كلام روحي ركزي بشغلك، قذرة
كان جايّ من سمع عن وجود ضجة بمكان معيّن و من شاف تجمهر على مكان فهم إنه هنا، اقترب يطالع وشافها، شاف ديم وقدامها شخص متعدي لحدوده وكثير! سمع اللي بجنبه تسبّ فيها أمام الناس و تتلفظ، ما انتظر اكثر ودخل لعندهم يدفع أحمد من صدره يبعده عنها وتركها خلف ظهره: وش اللي صاير هنا؟ تكلمت زوجة أحمد بصوتها المرتفع: ماعندنا شيء نقوله ماشين الحين، سحبت أحمد لكن رفض بندر وطلب من أحمد يبقى و يتفاهمون رجال لرجال و بعد عناء معاه وافق و لأن نظرات البنت اللي مع احمد ماكانت طبيعية التفت لديم يتكلم بصوت منخفض: تعالي، مشت وراهم وصرخت الثانية ماتبي الليلة تعدي على خير بـ(من وين تعرف زوجي كيف تعرفي اسمه!) ماجاوبها أحد ودخلوا بأحد الغرف الخاصة بالموظفين يتكلمون سوا، تكتف بندر يسأل: تعرفون بعض؟ هزت راسها بلا و أحمد تكلم يأشر على لبسه: هذا منظر الواحد يكمل يومه فيه؟ كله بسببها تمشي وعينها مو في راسها، طالعه بندر يهدّيه: طيب طيب اسمعني عندنا هنا قسم صغير يبيع سديريات والله ان تبشر باللي يعجبك بس ماتطلع معصب ومو راضي، اوصي الشباب يدلونك عليه تختار شيء يناسبك على حسابنا و حقك علينا واستمتع بباقي يومك ولا كأن حصل شيء، هز احمد راسه بالرفض: خلها تعتذر مني ومن زوجتي، رفعت ديم راسها تطالع في اثنينهم وتكلمت بقهر: والله ما تسمع مني اعتذار هي اللي مطولة لسانها مو أنا ما سويت شيء! ، اشر لها بندر تسكت لا تخرّبها و كمّل يحاول يقنع أحمد لمدة زادت عن الخمس دقايق و بالقوة عدّاها، طلع معه و أشر لأحد المنظمين ووصاه عليه يوديه للمكان اللي قصده و قال له ياخذله قهوة بديله على حسابه، رجع داخل عند ديم ولقاها جالسة على الكرسي تهز برجلها و يدها باقي على رجفتها من الصباح، مسح على وجهه يسكر الباب: ديم ،
اخذت نفس ما ترفع عينها له: اتركني لحالي اذا ممكن؟ هز راسه: طيب بس لازم تطلعين لهم خلال دقيقتين، بيبدا العرض الصوتي ولازم تكونين موجودة نتاكد انه زين، فتح الباب بيطلع واستوقفه كلامها، رفعت عينها له لما شافته بيمشي وتكلمت: والله ما اعرفه واللي معاه تتبلى عليّ هي نطقت اسمه و قلته وراها والا والله ماقد شفت وجهه، وقف لثواني يناظرها ثم طلع يسكر الباب وراه تاركها تتأفف تحاول تستجمع نفسها قبل ترجع تطلع للناس رفعت جوالها تتصل عليه و وصلها الرد: هلا!
تكلمت والغصة بحلقها: عمّار، فز من مكانه يسأل بكل خوف: صار شيء فيك شيء؟ هزت راسها بالنفي وكأنه يشوفها: توترت شوية بنص الشغل لقيتني اتصل عليك، بس تطمن مافي شيء، قام عمّار يبتعد عن أهله : صاير شيء فيه احد ضايقك؟ صوتك مب بخير ابد، ديم: شكليات كثير تجي هنا اكيد بقابل ناس تجيب المرض، متى ارجع الظهران انقرفت من الرياض، ابتسم عمّار يرد: انتي من زمان متقرفة مو شيء جديد، سكتوا لثواني كان ناوي يعلمها إنه عند جدهم بس أجّل السوالف لبعدين
التفتت ديم من انفتح الباب من فراس اللي ياشرلها على برا: استاذ بندر يقول لازم تكونين موجودة، هزت له راسها بطيّب وطلع، ديم: عمّار ادعيلي، استودعها الله وقفل وطلعت وراء فراس
'
الظهران، بعد مكالمة ديم بساعات وتحت ضوء القمر كان باقي جالس حول النار مع عيال خالته و خالد، ضايع بهواجيسه يخاف يعرف خوفها لوين ممكن يوصّل وماوده يشيل هم وهي دايم تطلع منها بدون معاونة احد، يفكّر لما قالت له "لقيتني اتصل عليك" وأوجعه قلبه يعرف مالها أحد تثق فيه عداه، مسح على وجهه والتفت على خالد اللي ابتسم له: وش فيك؟ صاير شي لخواتك؟ تنهد عمّار يهز راسه بالنفي وبقى ساكت يخاف يتكلم ثم ينفجر للحظة ما يحسب لها حساب، شد خالد على كتفه: ديم مب جايتنا؟، عمّار: بالرياض هي ماعندها وقت ياخالد، انا بقوم شوي وجاي، قام ينفض عن قلبه وجعه و راح للجهة الخلفية بالاستراحة يطلع بكت دخانه و قبل يولّعها لمح طيفها و هوّن يرمي اللي بيده بالارض و مشى لمّ جهتها بدون تشعر فيه، تاملها لثواني او دقايق ماحسَبها بس طالت، تحرك واظهر نفسه يقرب بخطواته وحسّت إن فيه احد خلفها والتفتت تطالعه وسرعان ما عكست الطريق بتمشي عنه، نادى عليها بصوته و وقفت مرعوبة لأن مناداته كانت بالنبرة الغاضبة: نعم؟ وش تبي؟، عمّار: بكلمك اقربي، بقت في مكانها تطالعه ساكته و غمض عينه لا يعصب ورجع يتكلم: تبين اتكلم بصوت عالي وكلهم يسمعون؟ ان... تقدمت تسكّته بصدمة لأن فعلا احتمالية ان احد يشوف ويسمع كبيرة، وقفت امامه تشد عالفروة: مابيننا شيء عشان اوقف معك، طالع بعيونها منقهر وكبح شعوره المغبون ، بلل شفاهه ونطق: غَيد أنا أحبّك، دفعته من صدره تصرخ عليه: لا تقولها! تفهم؟ انت مفروض تستحي على وجهك ولا تنطق فيها، مسك عمّار كفوفها اللي ضربته بقوة: اسمعي مني، ماتمشين وتنهين كل شيء بذي السهولة خليني اتكلم! نطقت والدمع تجمّع بعيونها ترفض وتحاول تفك يدها عنه: عمّار انسى ممكن؟ انساني خلاص، ابتعدت عنه تدخل داخل تهدّئ من ضربات قلبها الصاخبة وتشتمه: غبي مستفز أناني كريه! شهقت من صوت أمها نوف اللي طلعت من أحد الغرف وراها: منهو؟
'
الثانية ونصف فجرًا
انتهى المعرض وكأن جبال انشالت من صدرها كانت تتأمل الوقت تنتظر رجعتها للظهران وتدعي ماعاد ترجع للرياض أبد، التفتت لورد اللي طلعت وتقدمت تحضنها بقوة: والله أحبك ياورد، ورد: انا اللي احبك، بشريني كيف مشى يومك؟، تنهدت ديم ورفعت اكتافها: الحمدلله اهم شيء خلصت وباقي التفاصيل مو مهمه، اسمعي وينه عادل ودي اشكره والله، التفتت ديم للباب ورجعت تطالعها: جوا يتكلم مع خويه، حطت ديم يدها خلف رقبتها تسأل: هو المهندس؟ ، شهقت ورد تتذكر شيء ومسكتها يمشون بعيد عن الباب: سألت عادل عنه طلع من قروب المشروع هذا وماعلمتيني؟ اصلا كيف ماعرفتيه؟ ، ديم: عرفت بنص اليوم انه اللي كان يساعدني بالجوال حتى قبل لما كنت اسأل يجاوبني على طول، لكن قبل حسبته تبع بس شركته مو تبع المشروع كامل، ورد: شلون يعني ماعرفتيه من الاسم من شكله؟ ماتسوون اجتماعات؟، ديم: نسيتي اني كنت برا الرياض؟ اجتماعاتهم كانت بفترات متباعدة فالرياض فكنت ادخل معاهم اونلاين وما دققت، يلا قلبي انا لازم امشي قبل يتاخر الوقت اكثر، حضنتها تشكرها و قبل تمشي انفتح الباب يطلع منه عادل و بندر، ابتسمت: فرصة أشكر قبل اروح، شافتهم يتقدمون عندهم و بندر كان بيسلم ويمشي بس رجع لما سمعها تنادي باسمه تبيه يجي، وقفوا عندهم و طالعت ديم فيه بامتنان: مرة شكرًا على كل شيء، ابتسم يدخل مفتاحه بجيبه: ماسويت الا الواجب، ديم: لا صدق لو مو انت بعد الله كان اليوم مصايب وهوايل وماجاء على ما اتمنى، مساعداتك لي دايم ومن مدة ماعرف كيف اوفيك اياها، رفع حاجبينه يسأل: من مدة؟ يعني عرفتي من انا؟ ، ضحكت تهز راسها بالايجاب: ماني غبية تمشي علي فهمت على طول
التفتت على عادل تتنهد: مرة شكرًا انك جبت ورد وشكرًا انك ساعدتني بعد، ابتسم لها عادل: بنت العم ماسوينا شيء! بترجعين الظهران؟ لو رحلتك باقي عليها كثير تقدرين تجين بكرة مجتمعين ببيت- ، قاطعته برفض تام: عادل الله يسعدك بس ماله داعي، هز راسه بتفهم: نوصلك طيب؟ ، ديم: لالا الفندق قريب هنا بروح له انا، ظنّ عادل انها بتروح له بسيارتها او اوبر فتركها على راحتها وودعهم يمشي مع ورد للسيارة ومشوا لبيتهم، طالعت في بندر اللي باقي واقف: ليه ماتمشي؟ ، بندر: بتطمن اول، ديم: لا روح الله يحفظك انا بمشي للفندق هنا يبعد عشر دقايق مشي .. عقد حاجبينه يستنكر: مشي؟ الساعة قريب ثلاث الفجر كيف مشي؟ ، ديم: ترى احنا بالسعودية مارح يطلع لي واحد سكران عادي الصباح جيت مشي والحين برجع بنفس الطريقة، هز راسه بالرفض وأشرلها على سيارته القريبة: اركبي معي اوصلك، ضحكت ديم تغطي فاهها وهي تهز راسها بالأسى من ثقته بإنها بتوافق و مشت تبتعد عنه لطريقها، تبعها ومشى بجنبها: أجل بمشي معك لين توصلين
رفعت اكتافها: بكيفك بس بيضيع وقتك، مشوا بهدوء بدون أحد يتكلم بعد هاليوم الطويل المتعب، نزع الشماغ من راسه يرميه على كتفه و التفت نزّل نظره لكفّها، تنهد بصوت مسموع والتفتت له ديم: ندمت ولا وش معنى التنهيدة ذي؟ ، طالعها وتكلم بذات هدوءه: برد شتاء و ما تاكلين لك كم يوم الجوع يبرّد مايصلح كذا! و القهوة تجيب لك رجفة و تسوين انك قوية ثم من أول ما تفجّرت ذيك اللمبات اختلف حالك باقي اليوم؟ ، وقفت ديم بغضب: وشفيك علّقت على اللي صار اليوم ؟ ياخي اذا انت عادي عندك هذي الاصوات والانفجار المفاجئ بعز الأمان انا مو عادي عندي! خلك ساكت زي تو كنت وش زينك، مشت تسبقه و بعد ثواني لحقها.. رن جوالها تقرا اسم "عمّوري❤️" و ردت بخوف من الوقت الغريب اللي اتصل فيه
ديم: الو ؟
سكت عمّار لدقيقة يستوعب اتصاله صح والا غلط نسى تعبها توقفت عنده الدنيا ومالقى نفسه الا متصل عليها، سكت تارك ديم توقف مكانها تنتظر حرف منه، كانت تضغط الجوال على اذنها وعينها تتنقل بالمكان تستنى تخاف من الأخبار السيئة لما تجيها بوقت غلط لما تجي وهي بعيدة و ما بيدها حيلة، وصلتها ضحكته اللي تعرف إنها مو ضحكة عادية: نسيت ان الوقت متأخر خلاص بكلمك بعدين، صرخت تنفعل: تكلّم! فيه شيء صاير تكلم! سمعته ياخذ نفَس والتفتت على بندر اللي يسألها وش فيه ووقفته تمد كفّها بمعنى انتظر ، عمّار: ماينفع كذا والله بتخافين، مازاد كلامه الطين إلا بلّه ازدادت رجفتها تتذكر نفس المكالمة قبل خمس سنين كيف وصلتها تحسّ بنفس الخوف اللي عاشته التفتت لبندر ومدت له الجوال بدون وعي: ما أقدر ما أقدر، اخذ بندر الجوال يشوفها تجلس بمكانها ويدها على قلبها ترتجف وتدعي بهمس وبتكرار "يارب" حطّه على اذنه: ألو السلام عليكم، يالغالي صاير شيء؟ لو يمدي اساعد قلّ لي، عمّار: من انت؟
بندر: يرحملي والديك انطق البنت بحالة مو زينه تكلم، شتم عمّار نفسه على استعجاله بالاتصال: حط سبيكر خلها تسمعني مانيب فاضي اشرح لك، نزل بندر يجلس جلسة القرفصاء وفتح السبيكر، عمّار اخذ نفس وتكلّم: عادل ولد عمي صارله حادث خفيف، شهقت بقوة وعمّار صرخ من سمعها: مافيه شي اقسم بالله ماجاه شي لا توجعين لي قلبي خليني اتكلم! ، قبض بندر كفّه يشد عليه مايدري وش المفروض يسوي! يسمع إن خويه وصديق عمره مسوي حادث و في الوقت نفسه قدّامه ديم اللي حالها ماهو طبيعي، شال السبيكر ورجعه لاذنه يقوم من مكانه: تكلم زي الرجال وانطق زين وينه هو وليه متصل الحين ليه مانتظرت؟ عمّار بانفعال: لأني عارف لو اتاخر وما اعلمها ودرت وهي بالطيارة بتكره نفسها لكثر اللحظات اللي تمرها ولا تلحق على اخبار مثل كذا! بندر: ووش تبي منها الحين؟ ، عمّار: علّمها ان بكرة احنا جايين الرياض بيسوون اعمامي عزيمة لقومته بالسلامة، بندر: والحين بأي مستشفى؟ ومرته معه؟ عقد عمّار حاجبينه وش يعرّفه بمرته بس ماكان وقته: بالمستشفى الفلاني و ماكانت مرته معاه، تراه بخير قلها والله بخير، قفل بندر بوجهه و التفت لها يتكلم وضربات قلبه تزيد من خوفه: مافيه شيء قومي نمشي المستشفى وبعلمك السالفة، شهقت ديم تبكي وألجمه بكاها اللي ماتوقعه ونزل لها: كلميني ناظريني ديم والله وقسم بالله ان غلاة عادل عندي ماتتخيلينها ولو الرجال ماهو بخير كان ماشفتيني واقف بـ طولي قدامك، بجيب السيارة لهنا وتركبين معي زين ؟ تكلمت بين بكاها: ما أقدر اهدأ كل شيء يصيرلي فجأة يربكني هالحوادث المتكررة اليوم تذكرني بأشياء كثير مابي اتذكرها
بندر: أنا معك الحين ومب صاير الا كل خير، وهدّي ديم خذي نفس
ديم: ورد ؟ ورد فيها شيء؟
بندر: لا يقول انه كان لحاله، بس انتظريني اقرب السيارة يرحملي امك وابوك نمشي للمستشفى نتطمن كلنا، مشى يركض وشغّل سيارته و وصل لعندها، مشت تسرع له وركبت تمسح دموعها: قبل شوي كان معنا وبخير! أبي اشوف ورد، التفت لها: اكيد جنبه هي تشوفينها هناك، سكت لثواني ثم تكلّم يحاول يغير من جوها: وش علاقتك فيه؟ ماقد سمعت عنك مع إنه مايبقي احد من عايلته مايجيب طاريه، تكلمت ديم وكفّها يغطي عينها تتسند على الكرسي: مقاطعة أهلي من سنين بس اللي بقى بيني وبينه هو وورد تواصل، بندر: تحبين برقر اللحم؟ شالت يدها عن عينها تعقد حاجبينها: نعم؟ ، ضحك يرجع يسألها: تاكلين لحم والا دجاج؟، ضحكت بعدم فهم لهذا الانسان اللي يجلس بجنبها، يتكلم بطريقة تستغربها و يسوي أشياء ماتتوقعها ولا ينظر لها بالنظرة اللي تكرهها واللي تشوفها من الجميع و هذا كله رغم كل اللي حصل بجنبه اليوم!، سحبت الموية اللي بجنبها كانت جديدة وفتحتها تشرب منها وماردت عليه، ضحك معها ورجع نظره للأمام يوصل للمطعم اللي في باله و دخل في ممر الدرايف ثرو: تاكلين لحم والا دجاج؟ بتاكلين لأن مانبي نتعّب المستشفى وناخذ سريرين بدل واحد لهذا اليوم
، وسعت ديم عيونها: بسم الله علي! ، بندر: مدري عنك! كل شيء لا ومابي ونفسيتك شينه لو تكملين كذا باقي يومك طحتي جنبه، ديم: خلاص شوي شوي ابي لحم
أخذ فاتورة الطلب ووقف ينتظر الاستلام والتفت عليها: ترى ماينفع كذا كل هالوقت قهوة؟ يعني معقول كل مطاعم الرياض مافكرتي تجربينها؟
نطقت بابتسامة خفيفة: مادري مالي نفس بالأكل، بندر والله متفشلة منك اليوم-، قاطعها يرفض افكارها: ماصار شيء اليوم، بوقف على جنب ناكل ثم نكمل مشوارنا ومنها بدق عليه ان شاء الله انه صاحي، ماردت عليه ورجعت تطالع قدامها تستنكر احداث اليوم كلّها وتأكدت إن البلاء في الرياض دائمًا، دائمًا حظها سيء معها..
'
-الظهران-
شهقت من صوت أمها نوف اللي طلعت من أحد الغرف وراها: منهو؟، نطقت غَيد بغضب: طلّعي صوت خوفتيني!، قربت منها نوف تعقد حاجبينها تكرر سؤالها: منهو؟، تنهدت غَيد تهف على وجهها بكفّها وتخصّرت تطالعها: خالد يعني مين غيره؟ ، ضربتها نوف على كتفها: أخوي ترى! تسبينه قدامي
غَيد: الله اكبر اذا استفزني يستاهل ما احشّمه، ماما أنا رايحه أنام تبين شيء ؟، هزت لها راسها بلا و تعدّتها تمشي و غَيد كملت خطاها للغرفة و دخلت تسكّر الباب شافت الدفّاية مشتغلة و قفلتها و جلست بجنب سحَر ترفع البطانية اللي جهزتها لها، قربت من وجهها تحاول تشوفه بالظلام وهمست: نمتي ؟ ، ماكان لسحَر أي رد و استسلمت غَيد تغطي نفسها بالبطانية تشدّ عليها تخاف يتمكّن منها البرد و نامت..
'
عند عمّار، بعد دقايق
قفل من ديم و مشى يجلس عند العيال وطلّع زقاره يولّعها من تأكد ان جده نام، طالعه سيف ولد خالته: عمّار اقعد معنا هالثلاث أيام ترى لنا شهر ماشفناك، نفث عمّار دخانه وهز راسه بالنفي: ولد عمي توه مسوي حادث و بيعزمونا بكرة عشان سلامته فانا بمشي لهم، رفع خالد حاجبه: لا حول ولا قوة الا بالله! عدت سليمة؟ ، عمّار: ايه الحمدلله، بكرة معكم الصبح جالس وبمشي الظهر للرياض ان شاء الله، هزوا راسهم بفهم والتفتوا جميع من سمعوا ناصر يصرخ لهم من داخل: ياعيال بلوت ؟ ، صرخ خالد: أبوي نايم اقصر الصوت!، ضحك ناصر يأشر على عمّار براسه: عشان كذا فالّها الحبيب؟
ضحك من فهَمه لأن جده يرفض الدخان تمامًا وبيروح فيها لو عرف فاستغل فترة نومته، رجع ناصر يصرخ: بنلعب ناقصنا ثلاثة من يجي؟ ضحك سيف يناظره من بعيد: ياخي ذا ملحوس يقول ناقصنا وهو واحد اصلا، خالد: يحسسك إن فيه ناس مهمة ومافيه الا هو تبون نقوم نلعب؟، عمّار: مب وقتها والله ننتظر الصلاة ثم ننام، سكتوا لثواني ورجع صراخ ناصر ينادي عليهم و اقنعهم خالد بالقومة يلعبون معه الى وقت صلاة الفجر..
'
عند ديم و بندر ..
كانوا في غرفة عادل بالمستشفى يسولفون، عادل ملفوفه يده ب جبيرة و بجنبه ورد وديم واقفة تتكلم معاها، ضرب بندر رجل عادل بيده: خرشتنا عليك قسم بالله! ، عادل: أنا اقول الحمدلله اني منزل ورد تخيل ذكرت اني احتاج اجيب لي غرض وسبحان الله صار الحادث، طالعت ديم بعيون ورد الحمراء وضحكت: بكيتي ؟، تأففت ورد تهز راسها بالايجاب: بغيت اموت، رفع عادل حاجبه: داق عليك اول وحدة عشان ما تخافين وتسمعين من الصوت اني زين ولا فاد ؟، ضحك بندر يهز راسه بالأسف: البنات يحبون الدراما، نطق عادل يشوف جواله يتصل و الرسايل تنهال عليه و تنهد يلتفت على ديم ينبّها: ترى عمّي جاي بالطريق، شدت ديم على شنطتها تهز راسها بـ طيب: أنا بمشي، ورد: ديم طيارتك اليوم؟ ، هزت راسها بالايجاب و قامت ورد تحضنها: بتوحشيني لا تقطعين كثير تكفين، ابتسمت ديم تمسح على ظهرها اثناء حضنها: انتي تعالي لي الظهران تعرفيني ما احب هنا
حك بندر طرف حاجبه و تكلم يشوفها بتطلع: أنا بمشي والله تعبان من الصبح توصي شي ياحبيبي ؟ ، هز عادل راسه بلا: ترفّق بس، طلع بندر وراء ديم اسرع بخطواته بيلحق عليها ثم خففها وتقدم عندها يسألها: ديم.. أوصلك؟ يعني دام جايه معاي، رفعت له جوالها تورّيه سيارة أوبر اللي باقي لها دقايق وتوصل: ماله داعي اشقيك شكرًا والله، هز راسه بيأس منها: طيب توصلين بالسلامة ان شاء الله، نطقت ديم قبل يعطيها قفاه ويمشي: الله يسلمك، طالعت بجوالها تشوف الوقت متأخر وجسمها متكسر ومشت بكسل تطلع من الممر تكمل طريقها، وفي لحظة كأن احد ضغط زرّ نشّطها وشد ظهرها من شافت زوله قدامها، أبوها اللي آخر مرة شافته قبل سنتين واقف امام ناظريها و بجنبه اختها دلال
رائد: ديم! ، كشّرت بوجهها تمشي بتبعد عنهم لكنه مسك رسغها بقوة يوقفها و التفتت له بانفعال: اتركني عساني ماصادفك مرة ثانية وخّر!، طالعت بعيونها لدلال اللي نزلت راسها من شافتها و شتمتها ديم بداخلها قبل تنطق: مرتاحة دلال؟ عاجبتك العيشة معاه؟، رفعت دلال نظرها لها ما يتركها أبوها تنطق بشيء يسبقها بالرد رائد: كلامك معي ماهو معها لا تلعبين براسها!،
تجاهلته ديم تكلمها: ياخذك معاه الفجر لمستشفى عشان ولد عمك ؟ بالله وش تسوين هنا؟
وسع رائد عيونه بتحذير لها: ديم!
رفعت صوتها بغضب تحط عينها بعينه: أجل فكّني! وخر عن طريقي الله لا يبلى مسلم!، ما كان لرائد أي كلام بيقوله و ديم عايفه كل شيء أصلًا ولا تنتظر منه كلمة والا فعل، ترك يدها و مشت مسرعة تبتعد عنهم وتنزل لأوبر اللي اتصل عليها يعلن قدومه..
ركبت السيارة تحسّ خانقتها العبرة وقلبها دقاته سريعة، رفعت الجوال بترسل لعمّار ووقفت تمنع نفسها من كثرة الكلام واكتفت بكلمتين " شفت دلال وابوي" ، قفلت جوالها وأخذت نفس تمسح دموعها اللي نزلت بدون شورها تنقرف من كل شيء، تنهّدت تغمض عينها حتى شوارع الرياض ما تبي تشوفها ولا تبي أي شيء غير إنها تفتح عينها وتلاقي نفسها بغرفتها في بيتهم، قال لها بندر عن إن عمّار قاله فيه عزيمة بكرا لكن ولا تفكر حتى بإنها تروح وتقابل وجيههم، تذكرت بإنهم ويكند وزادت دموعها بالنزول من استوعبت ان اختها الكبيرة بتمر على البيت ولكن هالمرة عمّار ماله وجود وبتقابلها لحالها، لعنت الدنيا ولعنت نفسها وأهلها تتمنى كل شيء يرجع للخمس سنين الماضية تتمنى حالها يكون أفضل من الآن، تكره الوحدة وانجبرت عليها تحبّ الجَمعة ومنعت نفسها عنها بالغصب إلين اعتادت الشعور، مدت يدها تسحب المنديل وتمسح وجهها ، تبي تدعي لكنها ماتعرف تبدأ بوش و تدعي بأيش، هي تنسى إن لها حياة تنسى نفسها وتهلك نفسها بالشغل دايم تحت ظل التّناسي، تنتظر لحظة موتها ووداعها وخلاصها، كل شيء تنتظره، إلا الحياةيتبع...

أنت تقرأ
خطف طيفك من جيوب الشعور المزدحم بسمة .. تحت ظل الظروف اللي تغيرني على احبابي
Romanceبندر بن فهد & ديم بنت رائد